هل تعلمون أيها الطائفيون الذين تسبون جيشنا وقياداته الآن ،وتنسقون مع مرتزقة الأجندات الخارجية وأصحاب المصالح الخاصة ،تنسقون معهم بشكل يهدد وحدة وطننا،وتجهضون كل محاولاتنا لبناء توافق وطني ومصالحة شاملة بين أهلنا أبناء مصر ،هل تعلمون من القائد الذي حرر مدينة القنطرة شرق فور إجتياح اسود جيشنا لقناة السويس وتدميرهم خط بارليف وحصونه وجسره الترابي ؟. إن كنتم لاتعلمون نجيبكم لتعلموا تاريخ جيش بلادي العظيم، وتتوقفوا عن معاداة مشروع نهضتها ووحدتها الوطنية،هذا القائد موضع السؤال وهو السيداللواء فؤاد عزيز غالى - رحمه الله - كان علي رأس تشكيلات جيشنا التي اجتاحت قناة السويس عبر قطاع القنطرة ،ودمرت خط بارليف وحصونه واستولت علي نقاطه الحصينة في هذا القطاع، وحررت مدينة القنطرة شرق، حيث حرص اللواء فؤاد عزيز غالي الذي كان قائدا لاحدي الفرق العسكرية الرئيسية علي أن يكون وسط قواته لحظة تحرير تلك البلدة العزيزة علي كل مصري. والفريق (فؤاد عزيز غالي) من مواليد عام 1927 م بمحافظة المنيا، وبعد حصوله علي الثانوية العامة قام بتجهيز أوراقه للإلتحاق بكلية الطب التي يعشقها، ولكنه مر أمام الكلية الحربية فوجد أن باب القبول ما زال مفتوحا فتقدم بأوراقه والتحق بها، وفور تخرجه تم إرساله للمشاركة في حرب فلسطين التي جرت عام 1948 م حيث شارك في المعارك التي جرت حول مدينة رفح، وشارك أيضا في حرب 1956م ، وفي حرب 1967 م، حيث كان رئيسا لعمليات الفرقة الثانية مشاة. وفي حرب أكتوبر 1973 م ،كان السيد اللواء فؤاد عزيز غالي قائدا للفرقة 18 مشاة التي كلفت باقتحام قناة السويس في منطقة القنطرة ،وتدمير القوات الإسرائيلية وأسلحتها في النقاط الحصينة ،وعلي الأجناب ،وتحرير مدينة القنطرة شرق ،والاستيلاء علي كوبري بعمق 9 كيلو متر في بداية المعارك في أكتوبر 1973.وفي الندوة الاستراتيجية لحرب أكتوبر والتي نظمت علي مدى ثلاثة أيام بمناسبة اليوبيل الفضي لنصر أكتوبر قال البطل الفريق فؤاد عزيز غالي عن قصة تحريره للقنطرة شرق وهي أول مدينة بسيناء تعود لحضن الوطن : (منذ الضربة الجوية الأولي والتمهيد النيراني للمدفعية ،تم إنزال قوارب قوات المرحلة الأولى المطاطية بقناة السويس لكي تعبر وتقوم باقتحام النقاط الحصينة ،ثم بدأت قواتنا اقتحام دفاعات القوات الإسرائيلية في القطاع من شمال جزيرة البلاح حتي الكاب ،واقتحام نقطة حصينة لمعاونة أعمال قتال قطاع بور سعيد، وبعد 10 دقائق من العبور تم الاستيلاء علي أول نقطة حصينة علي مستوى الجبهه وهي القنطرة واحد، وبعد 50 دقيقة من العبور تم الاستيلاء على 6 نقاط وبقيت النقطة الحصينة القنطرة 3 – بلدية القنطرة – محاصرة حتى يوم السابع من أكتوبر 1973 ليتم تحريرها قبل آخر ضوء يوم السابع من أكتوبر". ومضي اللواء فؤاد عزيز غالي قائلاً :"بنهاية اليوم الأول للقتال- 6 اكتوبر - تم الاستيلاء على جميع النقاط الحصينة وإحكام الحصار حول مدينة القنطرة والاستيلاء علي رأس كوبري بعمق حتى 6 كيلو متر وصد اختراق القوات الإسرائيلية)، وفي السابع من أكتوبر تم تدمير 37 دبابة إسرائيلية وتوسيع رأس كوبري الفرقة بعمق 9 كيلو متر وتدمير القوات الإسرائيلية في النقطة الحصينة القنطرة 3 وتحرير مدينة القنطرة شرق". وظل البطل الفريق فؤاد عزيز غالي محافظا علي إنتصاراته طوال فترة الحرب ،كما قام بتأمين منطقة شمال القناة من القنطرة الي بورسعيد في مواجهة الهجمات المضادة الإسرائيلية.وفي الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1973 م عين قائدا للجيش الثاني الميداني.و بعد خروجه من القوات المسلحة تولي الفريق فؤاد عزيز غالي منصب محافظ جنوبسيناء،وفي عام 1983 م تقاعد اللواء فؤاد عزيز غالي عن العمل في مدينته الإسكندرية، لكنه استمر في المشاركة في محاضرات وندوات حول القضايا العسكرية ،ورحل الفريق فؤاد عزيز غالي عن دنيانا الفانية في 2000 م ،وودعته مصر كُلها بجميع أطيافها من احدي كنائس مسقط رأسه بعد حياة حافلة بالعطاء والحب لمصر . رحل الرجل وترك لنا كمصريين سيرته العطرة قدوة يتوجب علي كل أبناء مصر أن يتخذوا منها نموذجاً طيباً لوحدة وطنهم ،وأن يعوا جيداً قيمة جيشهم كمدرسة للوطنية الحقة ،ويستوعبوا دور كل أبناء مصر في حماية هذا الوطن والدفاع عنه وصون ترابه ،وبناء حضارته العربية الإسلامية ،نعم بناء حضارته التي شاركنا جميعا مسلمين ومسيحيين منذ فجر التاريخ ومروا بكل العصور في بنائها معاً . *********************** جزء من خطاب الراحل أنور السادات عن الحرب أغنية (سمينا وعدينا)- ياسمين الخيام [email protected]