أنقرة: اقتحم عشرات المتظاهرين الأتراك القنصلية الإسرائيلية في أسطنبول، وقاموا برشق القنصلية بالحجارة، مرددين شعارات منددة بإسرائيل عقب الهجوم الإسرائيلي على" أسطول الحرية " المتجه إلى غزة ، مما اسفر عن استشهاد19 واصابة 50 آخرين. وحذرت تركيا إسرائيل من "عواقب لا يمكن تداركها" ردًا على مهاجمة الأسطول، فيما طالبت الخارجية الدولة العبرية بتوضيح عاجل لهذه العملية الوحشية. وأستدعت انقرة السفير الإسرائيلي جابي ليفى لإستوضاح الموقف الإسرائيلي ، وقال دبلوماسي تركي ،طلب عدم كشف اسمه، "سننقل رد فعلنا بأشد لهجة إلى الجانب الإسرائيلي على الاعتداء ". وفور وقوع الهجوم عقد الرئيس التركي عبدالله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوجان ووزير الخارجية أحمد داود أوجلو اجتماعا طارئا لدراسة الموقف. وجاء أن المتظاهرين يقومون برشق القنصلية بالحجارة، ويطلقون الشعارات المنددة بإسرائيل، في حين تحاول الشرطة منعهم من دخول القنصلية. الى ذلك ، نظم في العديد من العواصم الأوروبية الكبرى سلسلة فعاليات تضامنية مع أسطول "الحرية" استجابة للدعوة التي أطلقتها "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف أسطول "الحرية". وقال عادل عبدالله، عضو الحملة الأوروبية في وقت سابق: "إن أكثر من ألفي متضامن مع القضية الفلسطينية تظاهروا أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة النمساوية فيينا، منددين بالتهديدات التي أطلقتها السلطات الإسرائيلية، لا سيما إعلان عزمها الاستيلاء على السفن بما تحمله من مساعدات إنسانية، تُقدّر بأكثر من عشرة آلاف طن، واعتقال ما يزيد عن سبعمائة وخمسين متضامناً". ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ويافطات تطالب بالسماح لأسطول الحرية بالوصول إلى قطاع غزة لإيصال المساعدات الإنسانية التي يحملها، كما طالبوا برفع فوري للحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة للسنة الرابعة على التوالي. يأتي ذلك في الوقت الذي قام فيه متضامنون بتسيير عدد من المراكب، داخل ميناء جنوة الإيطالي، حيث حملت الأعلام الفلسطينية واليافطات الداعمة لأسطول الحرية المتجه إلى قطاع غزة، والمنددة بالتهديدات الإسرائيلية". وسبق ذلك إقامة خيمة اعتصام كبيرة في مدينة مالمو السويدية دعماً لأسطول "الحرية"، حيث رفع المشاركون في الاعتصام رفعوا اللافتات التضامنية مع أسطول "الحرية" والمطالبة برفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، كما طالب المعتصمون المجتمع الدولي "بلجم الاحتلال والتصدي لتهديداته بالتعرض لمئات المواطنين الذين خرجوا في مهمة إنسانية". ومن جانبه ، ندد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية بالهجوم الاسرائيلي على الاسطول وطالب بتأمين سلامة المتضامنين. ودعا هنية وزراء حكومته إلى اجتماع طارئ "لمتابعة تداعيات جريمة الاحتلال بحق الاسطول". وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ان الاعتداء يعد جريمة كبيرة تعكس طبيعة الاحتلال. وطالب هنية السكرتير العام لهيئة الأممالمتحدة، بان كي مون، بالعمل بموجب مسؤولياته وتوفير الحماية للمتضامنين المرافقين للأسطول. وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي ابو زهري في بيان صحفي:" إن العدوان على الأسطول هو جريمة كبيرة تعكس طبيعة الاحتلال الاسرائيلي المجرم". ودعا الشعوب العربية والإسلامية وكل الاحرار في العالم إلى الانتفاض في كل بقاع الارض امام السفارات الإسرائيلية والجهات ذات الصلة للضغط من اجل حماية المتضامنين المسالمين من القتل وتمكينهم من تحقيق هدفهم للوصول إلى غزة". وكان القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان، قد اعتبر عملية الاستيلاء على سفن الأسطول "إرهاب دولة منظم". وطالب المجتمع الدولي بالرد على ذلك، مشيرة إلى أن ما حصل هو جريمة ضد الإنسانية وضد الشعب الفلسطيني. وطالب رضوان أبناء الأمتين العربية والإٍسلامية بالخروج إلى الشوارع في تظاهرات غضب ومساندة. من ناحيتها حملت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطيني الاحتلال الاسرائيلي المسئولية الكاملة عن هذه الجريمة وتبعاتها. وقالت الحركة في بيان صحفي: "إن هذه الجريمة تكشف الوجه البشع للعدو الصهيوني ولم يعد مقبولا من اي طرف استمرار التواطؤ والتغطية على يرتكبه العدو من جرائم". واضافت: "لن تنعم هذه المنطقة والعالم بالاستقرار طالما بقي الاحتلال قائما على ارض فلسطين ولقد كشفت هذه الجريمة بحق الأسطول الخطر الحقيقي الذي يمثله هذا الاحتلال على البشرية والعالم أجمع". من جانبه استنكر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار الهجوم واطلاق النار وقنابل الغاز صوب المشاركين ، ودعا الخضري إلى تحرك رسمي مسئول على مستوي المجتمع الدولي والدول التي يتبع لها المشاركين في الاسطول وهم اربعين دولة لوقف المجزرة الاسرائيلية بحق المتضامين وهم مدنيين وخرجوا من بلادهم بشكل قانوني. كما دعا إلى تحرك شعبي وجماهيري في الأراضي الفلسطينية مناصرة وتأييدا للمتضامنين الذين تحدوا الاحتلال واصروا الوصول لغزة وتعرضوا لهذا الخطر من قبل اسرائيل التي لاترضخ للقوانين والاعراف الدولية. وأكد ان المتضامنين مدنيين ولا يحملون سوى المساعدات الاغاثية ورسالتهم الانسانية بضرورة التحرك لانقاذ سكان غزة المحاصرين مشددا على ان الاحتلال يهاجمهم من موقف ضعف وخوف وليس قوة وشجاعة. وشدد الخضري على ان هذا العمل البربري لن يوقف التضامن مع غزة بل سيزيد احرار العالم تمسكا بنصرة غزة والتضامن معها وارسال مزيد من السفن والقوافل التضامنية معها. ومن جانبه ، نظم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا بالتعاون مع عدد من المؤسسات البريطانية تظاهرة أمام مقر الحكومة البريطانية في لندن للاحتجاج على الهجوم الإسرائيلي على قافلة كسر الحصار . وكان المتحدث باسم المنتدى الفلسطيني زاهر بيراوي قد طالب في وقت سابق الخارجية البريطانية بالتحرك العاجل لاتخاذ الخطوات اللازمة للضغط على دولة الاحتلال للكف عن تهديدها للأسطول الإنساني، كما طالب وسائل الإعلام البريطانية بإعطاء هذا الحدث التاريخي الأهمية اللازمة ونقل صورة القرصنة الإسرائيلية بحق المتضامنين الدوليين. يذكر أن 28 مواطنا بريطانيا يمثلون عددا من المؤسسات البريطانية يشاركون في الأسطول الإنساني لكسر الحصار عن غزة، من ضمنهم وفد يمثل منظمة تحيا فلسطين "فيفا باليستينا" وممثلين عن منظمة أصدقاء الأقصى، والحملة البريطانية للتضامن مع فلسطين. يذكر ان الأسطول يحمل 750 متضامنًا من أكثر من 40 دولة، بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، بمن فيهم عشرة نواب جزائريين. كما يحمل أكثر من 10 آلاف طن مساعدات طبية ومواد بناء وأخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في المحرقة مطلع عام 2009 فضلا عن 500 عربة كهربائية لاستخدام المعاقين حركياً . وهذه هي المرة التاسعة التي تنظم فيها حركة "غزة الحرة" المنظمة المؤيدة للفلسطينيين ارسال سفن محملة بالتجهيزات والمساعدات الى غزة وقد نجحوا في ايصالها خمس مرات، فيما فشلوا في الوصول إلى القطاع ثلاث مرات منذ اول رحلة قاموا بها في اب/اغسطس 2008. اذ منعت اسرائيل وصول اي سفن اخرى منذ هجومها العسكري على غزة الذي انتهى في يناير 2009.