ا ف ب - استهدفت نيران المروحيات السورية العديد من أحياء حلب، ثاني مدن سوريا الجمعة، مع استكمال الجيش السوري تعزيزاته لشن هجوم حاسم على الأحياء التي ينتشر فهيا المعارضون المسلحون، في حين حذرت عدة عواصم من مقتل المزيد من المدنيين ودعت الى وقف الهجوم. في هذه الأثناء، عرض ناشطون شريط فيديو ظهر فيه نحو مائة من الجنود النظاميين والشبيحة قالوا أن الجيش السوري الحر اعتقلهم في حلب، في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارضين اسروا 50 عنصرا بينهم 14 ضابطا من قوات النظام في معرة النعمان في إدلب شمال غرب.
ورأى مدير المرصد السوري ان "المسألة المطروحة تكمن في معرفة الى أي حد ستلجأ قوات النظام الى القوة المفرطة، لان حصول ذلك فعلا يعني سقوط مئات القتلى".
وذكر المرصد السوري أن "أحياء صلاح الدين والأعظمية جنوب غرب وبستان القصر والمشهد والسكري (جنوب حلب) تعرضت لإطلاق نار من رشاشات الطائرات الحوامة"، مشيرا أيضا الى اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية وساحة سعد الله الجابري (وسط) فجرا.
وفي حي صلاح الدين، كان مئات المقاتلين المعارضين يستعدون لمواجهة "الهجوم الكبير" الذي تعد له قوات النظام، بحسب ما ذكر مصور لوكالة فرانس برس في المدينة.
وقال مقاتل في صلاح الدين في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان "الحي خلا من المدنيين"، مضيفا ان "الجيش موجود عند مشارف الحي، لكنه لم يتمكن من دخوله".
وأعلنت عضو مجلس الشعب السوري عن حلب إخلاص بدوي انشقاقها ولجوءها مع أولادها الستة الى تركيا، وهي رابع عضو في البرلمان ينشق منذ بداية الاحتجاجات في آذار/مارس 2011.
وقتل 59 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة، هم 27 مدنيا و17 جنديا وخمسة مقاتلين معارضين، كما قتل عشرة أشخاص في مدينة درعا بينهم مقاتلون ومدنيون.
وعلى الرغم من أعمال العنف، انطلقت تظاهرات في درعا وحماة وفي بلدات في حلب طالبت "بإسقاط النظام ونصرة المدن المنكوبة ومحاكمة قتلة الشعب السوري".
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان قوات النظام أطلقت النار على تظاهرة خرجت في حي الخالدية من جامع الغفران في حلب.
ودعا المحتجون المعارضون للنظام الى تظاهرات تحت شعار "انتفاضة العاصمتين، حرب التحرير مستمرة" مثل كل جمعة منذ بدء الحركة الاحتجاجية وما رافقها من أعمال قمع وعنف أودت بحياة أكثر من 19 ألف شخص منذ آذار- مارس 2011، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأمام أنباء عن استعداد الجيش السوري للهجوم على حلب، أعرب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة في لندن عن "القلق الشديد لاحتدام أعمال العنف في حلب".
وقال بان كي مون "أحث الحكومة السورية على وقف الهجوم"، مضيفا أن العنف يجب أن يتوقف "من قبل الجانبين".
وأعربت عدة عواصم عن قلقها، وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من "خسائر فادحة في الأرواح وكارثة إنسانية"، في حين دعت روما الى تشديد الضغوط على الأسد "لتجنب مجزرة جديدة".
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن "بشار وعبر تجميع المعدات العسكرية الثقيلة في محيط حلب، يستعد لارتكاب مجازر جديدة ضد شعبه".
وأعربت واشنطن الخميس عن خشيتها من ارتكاب "مجزرة" في حلب، مع استبعاد الخيار العسكري مجددا.
وانتقد الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط الجمعة عدم تحرك الغرب، داعيا الى "نصرة الشعب السوري" وتزويده بالسلاح والمعدات "ليتمكن من الصمود ومن اسقاط المروحيات وطائرات ميغ 23 التي يستخدمها بشار ضد المدن والناس".
ورأى الدبلوماسي الفرنسي السابق اينياس لوفيرييه الذي خدم لفترة طويلة في سوريا "انها معركة كبيرة جدا بالنسبة الى الطرفين".
وفي تركيا، قالت النائبة إخلاص بدوي إنها فرت من بلدها لأنها لم تعد تحتمل القمع.
وقالت لوكالة أنباء الأناضول "رحلت لأنني لم اعد املك القوة لمواجهة القمع"، وأضافت "سأواصل العمل لإنقاذ كل رفاقي من القمع ومن هذه المأساة الإنسانية، إنها مأساة إنسانية هناك".
وأعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي الجمعة عن "قلقها الشديد" حيال مصير المدنيين في سوريا وإمكانية حصول "مواجهة وشيكة كبيرة" في حلب.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الهولندية الجمعة أن مصورا هولنديا وآخر بريطانيا كانا خطفا في شمال سوريا في 19 تموز- يوليو، أفرج عنهما الخميس ووصلا الى تركيا.
وعلى الحدود السورية الأردنية، قتل طفل سوري الجمعة اثر إصابته برصاص الجيش السوري أثناء محاولته وعائلته عبور السياج الحدودي بين سوريا والأردن فيما أصيب عسكري أردني حاول إنقاذه أثناء تغطية الجيش الأردني لعبور هؤلاء الى المملكة.