القدس المحتلة: اعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء استعدادها للاستيلاء بالقوة على سفينة "ريتشل كوري" الايرلندية المتجه إلى قطاع غزة ، غداة الهجوم على "اسطول الحرية" في المياه الدولية قبالة سواحل غزة والذي أسفر عن مقتل 19 مدنيا وإصابة 50 آخرين. ونقلت الاذاعة الإسرائيلية عن مصادر عسكرية في جيش الاحتلال قولها: "ان البحرية الإسرائيلية ستستخدم القوة ضد هذه السفينة إذا اقتضت الضرورة ذلك"، مشيرا إلى ان السفينة الايرلندية ريتشل كوري تتقدم ببطء نحو المنطقة وعلى ظهرها نشطاء مؤيدين للفلسطينيين". وحسب هذه الاذاعة "فأنه يرجح ان تستولي قوات من هذا الجيش على السفينة لمنعها من الوصول إلى قطاع غزة". وكانت السفينة الايرلندية قد ابحرت منتصف الشهر الماضي من أحد الموانىء في ايرلندا بتأخير يومين وتحمل هذه السفينة على متنها 1200 طن من المساعدات من ايرلندا وقد تأخرت عن اسطول الحرية الذي كان يضم ثماني سفن من تركيا والكويت والسويد واليونان ودول اخرى. يذكر ان اسم "ريتشل كوري"، جاء تيمناً بالناشطة الأمريكية التي قضت قبل سنوات أمام بلدوز عسكري إسرائيلي ضخم خلال محاولتها لمنع تدمير منزل فلسطيني في عام 2003. الى ذلك ، ذكر مصدر بوزارة الخارجية الأمريكية أن تسعة مواطنين أمريكيين كانوا ضمن نشطاء السلام على متن أسطول الحرية اللذين احتجزتهم إسرائيل عقب هجومها أمس على السفينة التركية مما ادى غلى مقتل 19 متضامنا واصابة 50 آخرين ، وأن السلطات الإسرائيلية مازالت تحتجزهم، إلا أن المصدر أشار إلى أنه لا يعرف هوياتهم ولا أوضاعهم ولا مكان احتجازهم. وأوضح المصدر أنه يتوقع أن يلتقي القنصل الأمريكي في إسرائيل بالمحتجزين الأمريكيين التسعة الثلاثاء. غير أن المتحدث باسم أسطول الحرية جونثان سليفن، كشف عن وجود 5 أمريكيين ضمن القافلة، ومن بينهم السفير الأمريكي السابق إدوارد بيك. وقال سليفن إن الأمريكيين الخمسة كانوا على متن السفينة "سفيندوني"، وأنهم استقلوها من ميناء أثينا في اليونان. وأشار إلى أن الاتصالات مع الأمريكيين الخمسة مقطوعة منذ استيلاء الجيش الإسرائيلي على سفن الأسطول. وتعتقل القوات الإسرائيلية نحو 480 متضامنا في سجن أشدود جنوب إسرائيل للتحقيق معهم ، مشيرة ان قوات الاحتلال اقتادت 48 آخرين في طريقهم للترحيل عبر مطار بن جوريون الدولي لطردهم إلى بلدانهم. وعلى صعيد متصل ، اعترفت إسرائيل بأنها "خربت" بعض سفن الأسطول ، وألمح نائب وزير الحرب الإسرائيلي متان فيلنائي إلى أن "إسرائيل ألحقت إضراراً ببعض السفن التي كان مقرراً اشتراكها في القافلة الدولية إلى قطاع غزة". وقالت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، وهي إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف "أسطول الحرية"، إن عطلاً فنياً أصاب قارباً تابعاً لحركة "غزة الحرة"، يُقل على متنه نحو 30 متضامناً، مشيرة إلى أن "سيناريو التعرّض لأعطال فنية كان وارداً في حسبان القائمين على الأسطول، ولذلك كانت هناك بدائل جاهزة". وأوضحت الحملة الأوروبية، في بيانها، أن العطل الفني للقارب لا يمكن إصلاحه حالياً، كونه بحاجة إلى وقت، لذلك تقرر إخراج القارب من الأسطول المتجه إلى غزة، على أن يتم إصلاحه في وقت لاحق، ليشارك في رحلات بحرية أخرى لكسر الحصار عن القطاع الفلسطيني. وذكرت الحملة الأوروبية أن "أسطول الحرية" يتكون من 7 سفن، تضم سفينة شحن بتمويل كويتي ترفع علم تركيا والكويت، وسفينة شحن بتمويل جزائري، وسفينة شحن بتمويل أوروبي من السويد واليونان، إضافة إلى 3 سفن لنقل الركاب، تسمى إحداها "القارب 8000"، نسبة إلى عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية، إلى جانب سفينة الركاب التركية الكبيرة "مرمرة" التي وقعت فيها الأحداث الدامية الاثنين.