يقول خالد الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والمشروع الإسلامي لرصد الأهلة لوكالة فرانس برس أن "الحساب ينقسم الى قسمين تحقيقي علمي دقيق وأخر تقريبي يتماشى مع الوضع المعاش". ويرى في هذا التباين أن "علماء الشريعة والفلك أمام مأزق ثقافي يتمثل في إثبات الأهلة على العالم الإسلامي قاطبة ,ويحتاج علاجه الى مراحل بحيث لا يمكن المعالجة بطريقة فجائية".
ويضيف "لو اتبعنا الرؤية بواسطة العين الصحيحة الخالية من الشوائب لقلنا أن الهلال لا يمكن أن يشاهد مساء اليوم الخميس لأنه سيمكث تقريبا ست دقائق حدا أقصى وبالتالي لا يمكن أن يتكون النور في جرم القمر وهذا ثابت علميا ولا جدال فيه".
ووفقا لتقويم أم القرى الذي تعتمده السعودية في معاملاتها الرسمية والعقود وأوقات الصلوات والتقويم المدرسي والجامعي، فإن غدا الجمعة سيكون أول أيام رمضان.
لكن "المشروع الإسلامي لرصد الأهلة" الذي يضم أكثر من 400 عالم ومهتم بعلم الفلك ومقره أبو ظبي، أعلن أن غرة رمضان ستكون السبت، مشددا على أن ذلك يعود الى استحالة رؤية الهلال عقب غروب الشمس في جميع الدول العربية والإسلامية ليل الخميس الجمعة.
ويقول الزعاق أن "الحساب التقريبي يعتمد رؤية العلماء في اجتماع اسطنبول الذي عقد قبل 40 عاما".
ويؤكد أن الاجتماع قرر انه "إذا ولد القمر وكان له مكوث بعد مغيب الشمس على مكةالمكرمة فان الشهر يدخل ولو لم تتم رؤيته من السعودية لان الآخرين سيرونه حتما في المواقع الكائنة غربا ومن ثم تنسحب علينا رؤيتهم حتى يتوحد العالم الإسلامي".
ويتابع "قبل 20 عاما قال العلماء إذا ولد القمر قبل مغيب الشمس ندخل الشهر وبعد مرور 10 أعوام، طبقوا قرارا أخر يؤكد انه إذا ولد القمر قبل مغيب الشمس وان يكون له مكوث فإننا ندخل الشهر+".
ويضيف "في الأجيال القادمة، سيطبقون كامل الشروط, علينا تحقيق أركان الشهادة بغض النظر عن شروطها أي تقدم في علاج المرض العضال الذي لا يرجى شفاؤه إلا بمراحل".
ويعبر الزعاق عن مخاوفه من أن "يتسابق الشهود في السعودية لإثبات الشهادة نظرا لإتباعهم تقويم أم القرى , وقد يتوهمون أنهم شاهدوا الهلال مساء الخميس".
من جهة أخرى، يؤكد "المشروع الإسلامي لرصد الأهلة" أن شعبان الماضي شهد ظاهرة فريدة وقليلة التكرار تمثلت في دخول معظم الدول الإسلامية الشهر يوم الخميس وبالتالي سيكون يوم التحري مساء الخميس الموافق 29 شعبان في غالبية هذه الدول.
ويلفت الى استحالة رؤية هلال رمضان اليوم من جميع المناطق الشمالية من العالم، وبعض المناطق الوسطى، وهذا يشمل العراق وبلاد الشام وبعض شبه الجزيرة العربية، وذلك بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس.
أما ما تبقى من مناطق العالم العربي، فان رؤية هلال شهر رمضان اليوم الخميس غير ممكنة أطلاقا بسبب غروب القمر مع الشمس أو بعده بدقائق معدودة لا تسمح برؤيته حتى باستخدام اكبر التليسكوبات الفلكية.
من جهته، يؤكد الشيخ عبد الله العثيم رئيس المحكمة الجزئية في جدة سابقا وقاضي الاستئناف السابق في مكةالمكرمة أن "الرؤية الصحيحة لا تتعارض مع الحساب الفلكي الصحيح"، مشيرا الى أن "المشكلة تكمن في وجود أخطاء أما في الرؤية أو الحساب".
ويضيف لفرانس برس أن "الأمر يتضمن شيئا من البساطة واليسر والسهولة ولا يحمل الناس الشطط أو المشقة وهذا من سماحة الإسلام الذي اعتمد على طبيعة البشر وعدم تكليفهم فوق طاقتهم".
وتعتمد السعودية في دخول رمضان على الرؤية بالعين المجردة والشهود الذين يتقدمون الى المحاكم ليلة الرؤية لتأكيد مشاهدتهم الهلال ثم اعتماده من قبل مجلس القضاء الأعلى، قبل أن يتم تولي المحكمة العليا هذا الأمر مؤخرا.
ويعتبر العثيم أن "لا مانع من استخدام أجهزة الرصد الحديثة والمتطورة التي تساعد في رؤية الهلال ويقول الحديث الشريف +صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته".