ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية في معرض تعليقها على الأزمة السورية الحالية أن موازين القوى في سوريا تحولت وأن أيام الرئيس بشار الأسد باتت معدودة. وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني أنه عندما أعلنت لجنة الصليب الأحمر الدولية أن سوريا انزلقت حاليا في براثن حرب أهلية، فمن الواضح أنها لم تعلن شيئا مغايرا للأمر الواقع.
وأضافت الصحيفة أنه من الواضح أن جميع الجهود التي بذلها المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان في مهمته من أجل إنهاء العنف في سوريا لم تثمر حتى عن تخفيف حدة العنف الدائر هناك، مشيرة إلى أن أنان عاد إلى موسكو مرة أخري محاولا إقناع روسيا بأنه يتعين عليها التوقيع علي العقوبات الرادعة للنظام السوري والانضمام للقوى الغربية للمساعدة في عمليات الانتقال السلمي وخروج الأسد من الحكم.
وأضافت الصحيفة انه بعد استنفاذ كل الجهود المبذولة لإنهاء العنف في سوريا ربما تبرز بعد ذلك احتمالية اعتقال الرئيس السوري ووزرائه وجنرالاته وتقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، حتى وان كانت هذه الاحتمالية هي الأبعد اليوم.
ونوهت صحيفة الاندبندنت البريطانية إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف بدا متصلبا قبل وصول أنان إلى موسكو بل انه اتهم الغرب بالابتزاز ، مشيرة إلى أن العناد الروسي ربما يعكس المصالح الشخصية أو البرجماتية أو كليهما معا.
وشددت الصحيفة على أن أي تقدم دبلوماسي في سوريا يجب أن يضع وجهة النظر الروسية في الحسبان نظرا لأن أى خطة انتقال للسلطة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ليس فقط الرغبة الملحة لإنهاء حكم الأسد، لكن أيضا مخاطر الفراغ الذي قد يحدث فى سوريا أو أن تصبح منطقة حرب وهو ما يزيد الطين بلة فسوريا تقع بالفعل في منطقة غير مستقرة.
وحذرت الصحيفة من مغبة أنه بدون اتفاق دولي موسع حول سوريا فإن هناك مخاوف متزايدة من المخاطر التي قد تحدث في سوريا من اندلاع حرب إقليمية في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن سوريا ربما لا تكون انغمست في حرب أهلية كاملة إلا أن رقعة مناطق النزاع آخذة في الاتساع، معتبرة أن مذبحة قرية التريمسة التي ارتكبت خلال الأيام الماضية تعزز حقيقة أن جهود السلام التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان تعتبر فاشلة حتى الآن .
ورأت الصحيفة أن أفضل مسار تتبعه الدبلوماسية الغربية حاليا ربما يكون في قلة التركيز على إقناع روسيا بالتخلي عن رجلها في دمشق والتركيز بصورة أكبر على إقناع الأسد بأن موازين القوي في سوريا تحولت وأن أيامه في السلطة باتت معدودة.