اعتبرت صحيفة "الأوبزرفر"البريطانية في عددها الصادراليوم الأحد أن مذبحة قرية "التريمسة" السورية الصغيرة هى أسوأ مذبحة وحشية وقعت منذ بداية الانتفاضة السورية. ونقلت الصحيفة البريطانية - في سياق تعليق نشرته اليوم وأوردته على موقعها الإلكتروني - عن أهالي القريةالواقعة في ريف حماة وصفهم لكيفية مطاردة قوات النظام السوري لهم من منازلهم وتعقبها لهم بعد سبع ساعات من القصف أثناء الهجوم على القرية والذي أسفر عن مقتل أكثر من200 ضحية يوم الخميس الماضي.
ومضت الصحيفة تقول إن أول المراقبين الذين وصلوا إلى القرية المدمرة يوم السبت وصفوا مشاهد التدمير المنتشرة ، وكيف بدا كثير من أهالي القرية في حالة من الصدمة عجزوا معها عن التحدث عن محنتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن شاهدى عيان من القرية ألقيا باللوم على قوات النظام والمليشيا الموالية له "الشبيحة" بشأن الهجوم الذي شهد فرار الكثير من أهالي القرية ، وفقد أكثر من مائة شخص ، فضلا عن أن بعض شهود العيان ما زالوا يتساءلون عن سبب هذه المذبحة.
ونسبت الصحيفة إلى وكالة الأنباء السورية الرسمية قولها إزاء إلقاء اللوم بشأن مذبحة التريمسة على "عصابة إرهابية" تتكون من مائتين إلى ثلاثمائة شخص ، زعم أن من بينهم مقاتلين عرب.
لكن شاهدى عيان من أهالي التريمسة -كما تقول الصحيفة البريطانية- أنكرا بشدة مزاعم النظام بأن القرية إما أنها دعمت "الجماعة الإرهابية" أو دمرت من قبلها، فضلا عن إصرارهم على أن القوة المناهضة للنظام - "الجيش السوري الحر"- لم يكن لها وجود قوي في القرية.
وذكرت الصحيفة أن مراقبي الأممالمتحدة الذين دخلوا قرية "التريمسة" السورية يوم السبت قالوا إن الهجوم بدا وكأنه استهدف تجمعات ومنازل معينة، في الغالب النشطاء والمنشقين عن الجيش.
كما وصف المراقبون رؤيتهم للطلقات النارية وانتشار الدماء داخل المنازل، وكانت هناك مدرسة من بين العديد من المباني التي أحرقت.
وذكرت الأممالمتحدة أن مراقبيها في سوريا شاهدوا مروحيات ودبابات تقصف التريمسة يوم الخميس، وأن القوات الجوية السورية لعبت دورا رئيسيا في الهجوم. واعتبرت الصحيفة أن أعمال القتل يبدو وكأنها تشبه المذبحة التي حدثت في الحولة نهاية مايو الماضي؛ والتريمسة مثلها مثل الحولة تقع بالقرب من سلسلة من القرى العلوية التي ظلت إلى حد كبير موالية لنظام الأسد.
وأردفت الصحيفة تقول "إن شبح الحرب الطائفية بقيادة الغالبية السنية في البلاد بات يلوح في الأفق ، ورغم أن الأسد لا يزال يحظى بالدعم من داخل الطائفة السنية ، وخصوصا طبقة التجار، إلا أن هناك دلائل تشير إلى انحسار الدعم السني له.
وأعربت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية -في ختامها- عن اعتقادها بأن دعم الأسد بين الطائفة العلوية لا يزال قويا..مشيرة إلى أن قطاعات مجتمعات الأقليات في سوريا، بما في ذلك المسيحيون والدروز والأكراد، يشعرون بالتهديد بشكل متزايد من قبل الانتفاضة، التي يعتقدون أنها تسيطر عليها التيارات الإسلامية.