تعتزم الحكومة العراقية إقامة نصب وتماثيل جديدة في مختلف أنحاء البلاد بعد أن قامت بإزالة كافة النصب والتماثيل التي تنتمي لحقبة حزب البعث والرئيس الراحل صدام حسين التي امتدت لأكثر من 35 عاما في العراق. وأوكلت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي مهمة إزالة ما يمثل رموز النظام السابق الي لجنة خاصة، وإقامة نصب تذكارية تمثل الانتصار على الإرهاب في محافظات العراق إضافة إلى تمثال بالحجم الطبيعي للرموز العراقية نازك الملائكة وشهاب التميمي وحسين على محفوظ وغيرهم. ومنعت الحكومة العراقية وفقا لما ورد بصحيفة "القدس العربي" إقامة أي نصب أو جدارية تخلد أي شخصية عراقية إلا بعد عرض الموضوع على لجنة إزالة مخلفات النظام السابق التابعة للحكومة وحصر موضوع إقامة النصب والجداريات كافة بهذه اللجنة والإعلان عن إقامة مسابقة لتماثيل تذكارية تمثل الشخصيات العراقية المعروفة. وقامت الحكومة بتشكيل لجنة فرعية للنظر في أسماء 20 شخصية عراقية معاصرة لإقامة تماثيل لهم على المساحات الخضراء بينهم العلامة الكبير الراحل حسين علي محفوظ ونزيهة الدليمي أول وزيرة عرافية في خمسينيات القرن الماضي. وتعتزم إقامة تمثال للشاعر العراقي معروف الرصافي وتكليف وزارة الخارجية العراقية لمفاتحة السفارتين الإيطالية والبريطانية للاستفسار عن تكنولوجيا حديثة في مجال اللحام والحصول على قوالب النصب الأصلي لتمثال عبد المحسن السعدون اول رئيس وزراء عراقي والذي تم سرقته من وسط بغداد أثناء انهيار بغداد 2003. ومن جانبه أكد الفنان التشكيلي العراقي موفق مكي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية أن الشعب العراقي مجد زعمائه وأبطاله بالآف التماثيل التي عكست تطور فن النحت وأثره الحضاري على المناطق المجاورة لوادي الرافدين. وأشار الي أنه بدأ الاهتمام بوضع التماثيل والنصب في العصر الحديث مع بداية تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 حيث وضع تمثال للشخصية السياسية الملكية عبد المحسن السعدون والملك فيصل الأول مؤسس المملكة العراقية وزعيم الثورة عبد الكريم قاسم. كما أقام التماثيل التي تمجد نضال الشعب العراقي مثل نصب التحرير الذي أقيم بعد سنه من انطلاق الثورة للفنان النحات جواد سليم، إلى جانب جدارية فائق حسن في ساحة الطيران ونصب الجندي المجهول القديم للمهندس رفعت الجادرجي. ومحت السلطات العراقية مئات التماثيل والجداريات التي تخلد صدام حسين ومسيرة حزب البعث منها نصب المسيرة في ساحة المتحف ونصب أخرى تخص صور من الحرب العراقية الإيرانية وقادة الجيش الذين قتلوا في هذه الحرب فيما شيد نصب للحرية محل أول تمثال أسقطته القوات الأمريكية في ساحة الفردوس وسط بغداد وفي المقابل دمرت الجماعات المسلحة تماثيل أخرى في ظل الانهيار الأمني الذي تعانيه بلاد الرافدين ومنها تمثال نصفي لمؤسس بغداد أبو جعفر المنصور للفنان العراقي الراحل خالد الرحال، والذي أعيد نصبه من جديد. وتزدهر شوارع بغداد بمئات التماثيل أبرزها نصب الحرية وتمثال الأم وأبو جعفر المنصور وحمورابي وكهرمانة ومسلة حمورابي والمتنبي والكندي والرازي والفراهيدي وعباس بن فرناس والواسطي والفارابي وعبد المحسن السعدون أول رئيس حكومة عراقية وعبد المحسن الكاظمي ومعروف الرصافي وجداريات مثل التأميم وغيرها.