ظهر مؤخرا مجموعة من القوي و الأحزاب السياسية المدنية الرافضة لموالاة أحد التيارين القوي في مصر و هما المجلس العسكري و التيار الديني, فقرروا أنشاء تيار مدني علي خطي "دول عدم الانحياز", و علي الرغم من تأييد البعض لهذا التكتل الذين أسموه " التيار الثالث", و لكن هناك من اختلفوا مع مؤسسيه, علي طريقة وضع منهجيته و أفكاره. أكد الدكتور مصطفي كامل السيد أستاذ العلوم السياسية, أن التيار الثالث كان يطلق علي التيارات التي هي خليط بين الاشتراكية و الرأس المالية و ليس لها انحياز لأحد, مشيرا إلي أن هذه التسمية كانت تطلق علي دول عدم الانحياز, و بين تحالف كان بين بريطانيا و أمريكا و ايطاليا في أوائل التسعينات.
و أضاف الدكتور مصطفي كامل من خلال لقائه ببرنامج «90 دقيقة» مع الإعلامي عمرو الليثي: " أن التيار الثالث هي فكرة مهذبة للرأس المالية, تقوم فيها الدولة بتقديم خدمات اجتماعية", و أشار إلي أنها سقطت في الدول الرأس مالية مثل فرنسا و بريطانيا نتيجة وجود مشاكل اقتصادية لديهم, و تحاول أن تتواجد في مصر من واقع انتخابي معين في الانتخابات الرئاسية, موضحا أنها تكتل و اندماج القوي الثورية في مصر.
و أعتبر أن وثيقة العهد التي أصدرت من قبل , كانت فكرة جنينية و بلورة لهذا التيار, و أن هذا التيار بدأ أن يتواجد في الفترة ما بين الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية و جولة الإعادة, و أوضح أن وجود عمرو موسي في هذا التيار يثبت أنه ليس من "الفلول", و أن كل أنصاره ليسوا من مؤيدين النظام السابق .
و أكد الدكتور عماد جاد عضو الهيئة العليا بحزب المصري الديمقراطي, أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح و أبو العلا ماضي ليسوا تيار ثالث, و نسبهم إلي تيار الإسلام الوسطي.
و أشار إلي أن التيار الثالث يضم كل الأحزاب و القوي السياسة التي بين تيار النظام السابق و التيار الإسلامي و ليست لها مرجعية دينية و تضم 13 حزبا و بعض الحملات الرئاسية و الحركات مثل, حمدين صباحي و عمرو موسي و حركة كفاية و الجمعية الوطنية للتغيير.
و شدد علي أن "موود" الشعب المصري الذي أتضح من خلال الانتخابات الرئاسية هو "الموود" المدني,مستدلا بأن هناك 49 % من المواطنين لم يشاركوا بالانتخابات الرئاسية, و أنهم يحاولوا جذب المواطنين الذين ليست لهم مشاركات سياسية, أو الأشخاص التي دخلت عالم السياسة دون أرادتها لتسارع الأحداث السياسية في البلاد, للتيار المدني أو التيار الثالث.
و ذكر أن هذا التيار المدني ظهر في ظروف صعبة, و مع ظهور التيارات الدينية بشكل قوي, واصفا أن الدين طابع جذب للشعب المصري منذ أيام الفراعنة حتى الآن.
و أعلن الدكتور خالد حنفي القيادي بحزب الحرية و العدالة عن ترحيبه بهذا التيار, و مبديا عدم قلقه أو قلق حزبه منه, مؤكدا أن هذا يثري الحياة الديمقراطية من خلال صناديق الانتخابات, معتبرا أن التيار الثالث سيخلق جو من المنافسة التي تستفز الطاقات و تحرك الهمم, و هذا في صالح المواطن, و لكنه أنتقد قيام هذا التيار علي أساس انتخابي, مشيرا إلي الانقسامات و تنوع الأصوات التي حدثت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لا توضح أفكار هذا التيار واصفا هذا بنقطة ضعف هذا التيار.
و طالب خالد حنفي هذا التيار بأن يقدم نفسه بمبادئ و أفكار واضحة و لا يعتمد علي عدم موالاته للمجلس العسكري أو التيار الإسلامي.
و قال " مع احترامي لعدد الأحزاب و القوي السياسية المشتركة في هذا التيار, و لكنها ليست بالعدد بل بالكثافة التصويتية, و أن ال 49 % من الناخبين الذين قاطعوا ليسوا بالضرورة مؤيدين لهذا التيار".