أكد الفريق عبد العزيز سيف قائد قوات الدفاع الجوى ان القوات المسلحة في العصر الحديث تقوم بمهامها على أفضل وجه في خدمة مصر حيث تؤمن بحرها وأرضها وجوها وشعبها الذي هي جزء منه . مشددا على أن القوات المسلحة تتمسك بالحفاظ على كرامة الوطن وهيبته في البر والبحر والجو وإنها ستظل كذلك فدورها الوطني ممتد ولم يتغير. ووجه الفريق عبد العزيز سيف قائد قوات الدفاع الجوى رسالة للشعب المصري وأبنائه طمأنهم فيها على أن سمائنا ومجالنا الجوى مؤمن تماما وان رجال الدفاع الجوى والقوات الجوية لا يتركوا مواقعهم على مدار اليوم والساعة هدفهم الأساسي والرئيسي الحفاظ على هيبة وقدسية المجال الجوى المصري و أن يصونو سماء الوطن ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من هذا المجال .
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق عبد العزيز سيف بمناسبة الاحتفال بالعيد الثاني والأربعين لقوات الدفاع الجوى والذي يحل في الثلاثين من شهر يونيو من كل عام في ذكرى إقامة حائط الصواريخ في هذا التاريخ عام 1970 والذي منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة .
وقال الفريق سيف أن احتفال هذا العام بعيد قوات الدفاع الجوى يأتي مواكبا لميلاد الدولة المصرية الحديثة التي أعاد شعب مصر تأسيسها بسواعد شبابه الطاهر وبدماء شهدائه الأبرار الذين كتبوا تاريخا جديدا لمصر يوم أن انطلقت شرارة ثورة 25 يناير تلك الثورة الملهمة التي أعادت اكتشاف المعدن الأصيل لهذا الشعب القادر على صنع المستحيل .
وأوضح الفريق سيف انه كعادة القوات المسلحة التي ترتبط بشعبها عبر تاريخ طويل من الكفاح المشترك فقد أعلنت منذ اليوم الأول للثورة انحيازها الكامل للمطالب المشروعة لأبناء الشعب وأيدت ثورته وقامت بواجبها في الحفاظ على الوطن وأبنائه .
مؤكدا أن القوات المسلحة قد استطاعت قيادة سفينة البلاد في مواجهة أمواج عاتية كادت تعصف بمستقبل هذه الأمة من خلال خطوات واضحة تم الالتزام بتنفيذها طبقا للتوقيتات المعلنة وواجهت خلال ذلك العديد من الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية .
وأوضح الفريق عبد العزيز سيف قائد قوات الدفاع الجوى إن الإصرار على الوصول للهدف يعتبر إحدى السمات الرئيسية للعقيدة العسكرية المصرية.
ولذلك فقد تحملت القوات المسلحة مسئولياتها وواجهت الأحداث الجسام وأمنت جميع خطوات التحول الديمقراطي حتى الوصول لانتخابات رئاسة الجمهورية التي كانت نموذجا قدمته القوات المسلحة في حسن التنظيم والتأمين والنزاهة والشفافية.. وانه لأول مرة يجد المواطن المصري قيمة لصوته الذي وضعه بإرادة حرة لم يمليها عليه احد .
وأكد الفريق سيف أن الدولة المصرية الحديثة تتطلب من الجميع المحافظة على المكتسبات التي تحققت وبناء المستقبل الجديد والاستفادة من أخطاء الماضي حتى تستطيع مصر أن تصل للمكانة التي تستحقها في مصاف الدول العريقة في تاريخها الغنية بموقعها وأبنائها الشامخة بجيشها .
وفال الفريق سيف إن احتفال قوات الدفاع الجوى بهذا اليوم هو احتفال بواحد من أيام العسكرية المصرية الخالدة سطر فيه رجال الدفاع الجوى البواسل صفحة مضيئة من تاريخهم الحافل بالانجازات يوم أن تحدى الرجال المصاعب وتحملوا الأهوال واستطاعوا فى ظروف بالغة التعقيد استكمال إنشاء حائط الصواريخ الحصين في انجاز وصل إلى حد الأعجاز مكن قوات الدفاع الجوى من بتر الذراع الطولي للعدو الإسرائيلي التي طالما تفاخر بها. فكان مفتاح النصر الذي فتح الطريق أمام قواتنا المسلحة لنصر أكتوبر المجيد.
وقدم قائد الدفاع الجوى التحية الخالصة بهذه المناسبة لشهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم الطاهرة تراب وطنهم الغالي ضاربين القدوة والمثل في التضحية والفداء في سبيل الوطن والذود عن ترابه ولمصابي العمليات الحربية الذين يحملون أوسمة الشجاعة على صدورهم وللقادة والرواد الأوائل الذين تركوا لنا ارثا من الدروس المستفادة نستلهم منها طريقا للعلم والمعرفة .
كما وجه التحية باسم رجال الدفاع الجوى للمشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
مؤكدا له أن قوات الدفاع الجوى ستظل دائما العين الساهرة على حماية سماء الوطن تحفظ له قدسيته وللأمة قوتها وهيبتها .
وردا على سؤال عن سبب اختيار الثلاثين من يونيو للاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوى قال الفريق عبد العزيز سيف أن هذا اليوم من عام 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة باستكمال إقامة حائط الصواريخ الذي منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة وذلك بعد قيام رجال الدفاع الجوى بإنشاء هذا الحائط الحصين تحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصلة بأحدث الطائرات.
و تابع تمكنت قوات الدفاع الجوى اعتبارا من الثلاثين من يونيو وخلال الأسبوع الأول من يوليو إسقاط العديد من طائرات العدو واسر العديد من الطيارين الإسرائيليين، وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم الإسرائيلية .
وعن نشأة وتطوير قوات الدفاع الجوى في ظل حرب الاستنزاف قال الفريق سيف أن هذه القوات أنشئت في ظروف صعبة وقاسية.
حيث تم التقدم بخطة شاملة لتطوير شبكة الدفاع الجوى وتدعيمها بأنواع حديثة من الأسلحة والمعدات عالية التقنية والصواريخ المضادة للطائرات وواصل رجال الدفاع الجوى العمل ليل نهار لاستيعاب هذه الأسلحة والتدريب عليها بعد توفيرها خلال فترة وجيزة أذهلت بعض القادة والخبراء.
وتم إنشاء مراكز القيادة والسيطرة وكافة التجهيزات الأخرى مشيرا إلى انه تم استكمال منظومة الدفاع الجوى والتوسع في إنشاء المواقع الرئيسية والتبادلية والهيكلية في جبهة القتال خلال فترة وقف إطلاق النار عقب 8 أغسطس 1970.
وعما تعنيه كلمة حائط الصواريخ قال الفريق سيف أن حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في انساق متتالية داخل مواقع ودشم حصينة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوى للتجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة على امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن 15 كيلو مترا شرق القناة.
و أشار إلى انه كان هناك محاولات إسرائيلية مستمرة لمنع إنشاء التحصينات لقوات الدفاع الجوى والتي كانت تتم بالتعاون بين رجال الدفاع الجوى وشركات الإنشاءات المدنية وعند اكتمالها لم يجروء العدو الجوى على الاقتراب من قناة السويس .