الخرطوم: أعلن في مملكة البحرين تأسيس مركز ثقافي باسم الروائي السوداني الطيب صالح بالعاصمة السودانية الخرطوم، يضم تراثه وأعماله الروائية والأبحاث التي تناولته، إضافة إلى الإعلان عن جائزة تحمل اسمه،ويأتي هذا الإعلان ضمن فعاليات ملتقى الروائي الراحل الطيب صالح الذي اختتم الأحد في المنامة بمشاركة أدباء ومثقفين من البحرين والسودان. وأكد مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني للشئون الخارجية -في كلمته أمام الملتقى- استعداد حكومة بلاده لدعم إنشاء هذا المركز، كاشفا النقاب عن تسمية أحد الشوارع الرئيسية في الخرطوم باسم الطيب صالح، ومشيرا إلى أن هناك توجيهات رئاسية برعاية أسرة هذا الأديب. وبالرغم من أن الملتقى يأتي متزامنا مع مرور عام على رحيل الطيب صالح، فإن رئيس النادي السوداني في البحرين سعد محمد سليمان أكد أن الملتقى ليس حفلاً تأبينياً، بل هو "ملتقى فكري ثقافي لدراسة ظاهرة الطيب صالح كأديب ومثقف". وكان الملتقى –الذي ينظمه النادي السوداني بالبحرين ومركز عبد الرحمن كانو الثقافي– قد ناقش على مدى ثلاثة أيام عددا من أوراق العمل في جلسات حضرها أدباء ومثقفون من البحرين والسودان، كما عُرض على هامشه فيلم وثائقي عن سيرة وحياة الطيب صالح، وألقى بعض الشعراء السودانيين قصائد شعرية. ووصف الكاتب والأديب السوداني الدكتور حسن أبشر الطيب الأسلوب الروائي للطيب صالح بأنه "يتسم بالقدرة الباهرة على تأهيل الكلمات وحسن توظيفها"، وقال إن المتأمل لكل أعمال الطيب صالح يجده شاعراً كبيراً يمتلك أدوات فنية باقتدار. ورأى كما نقلت عنه فضائية "الجزيرة" القطرية أن الروائي الطيب لا يقدم شخصياته بأسلوب سردي تقريري، بل يجعل القارئ يتعرف عليها ويأنس إليها في معظم الأحوال من خلال تفاعلها مع مجرى الأحداث وتطورها في الرواية. وتتضمن أوراق العمل التي ناقشها المؤتمر ورقة لنائب رئيس هيئة المسرح الدولي السوداني علي مهدي والمخرج السينمائي البحريني بسام الذوادي بعنوان "أعمال الطيب صالح في السينما"، إضافة لورقة بعنوان "الصديق الكاتب... نبع الصفاء والمودة والحكمة"، وأخرى بعنوان "الطيب صالح كاتب المقالة الصحفية". أما اليوم الأخير فتناول فيه الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات السوداني علي شمو تجربة الطيب صالح الإذاعية من خلال عمله في القسم العربي بهيئة الإذاعية البريطانية. وبحسب شمو فإن الطيب صالح لم يكن مذيعا عاديا يقبل بالمهمة المحددة التي تتطلبها وظيفة المذيع أو قارئ نشرة أخبار، بل كان طموحا ومتطلعا ولا يرضى أن يضع نفسه في إطار مهمة محددة، لذلك اتجه لترجمة الأخبار فأجادها وكان القسم يعتمد عليه في ترجمة الأحاديث التي تذاع ضمن البرنامج