اختتمت الدورة الأولى لمنتدى وزراء ثقافة الصين والدول الإفريقية بالعاصمة بكين والذي يعقد في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي بحضور وزراء ثقافة وممثلي 45 دولة إفريقية، من بينها مصر برئاسة نائب وزير الثقافة المصري لقطاع العلاقات الثقافية الخارجية حسام نصار، وحضور السفير المصري لدى الصين أحمد رزق، إضافة لعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية الإفريقية في الصين، وخبراء وعلماء صينيين. وخلال الجلسة الختامية للمؤتمر، والتي رأسها رئيس الوفد المصري حسام نصار، تم تكريم مصر لدورها الثقافي والتاريخي على مر العصور قديما وحديثا في دعم التبادلات الثقافية مع دول العالم خاصة مع الصين وأفريقيا، في وقت وصف الإعلام الرسمي الصيني المؤتمر بأنه مناسبة لا نظير لها في تاريخ التبادل الثقافي الصيني الإفريقي من حيث نطاق المشاركين ومستوياتهم.
كما تم خلال الجلسة توقيع وزراء ثقافة الصين والدول الإفريقية على "بيان بكين"، فيما وقعت الصين على خطة الأداء السنوي لاتفاق التعاون الثقافي مع كل من السنغال والنيجر وليبيريا واريتريا.
ومن جانبه، قال "تشاو شاو هوا" نائب وزير الخارجية الصيني إن "بيان بكين" لمنتدى وزراء الثقافة في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي قدم إسهامات إيجابية لشرح أهمية التبادلات الثقافية بين الصين وإفريقيا واستعراض النتائج المهمة للتعاون الثقافي بين الجانبين مع التأكيد على الدور الاستراتيجي للمنتدى والتطلع إلى مستقبل العلاقات الصينية الإفريقية.
من ناحية أخرى تضمن "بيان بكين" التأكيد على حرص الدول المشاركة التمسك بروح "التعلم والصداقة والتعاون المتبادل"، فيما تم بحث مسار وتجربة التبادل الثقافي والتعاون بين الصين وأفريقيا على مدى نصف القرن الماضي، وإجراء تقييم كامل عن تنفيذ التدابير ذات الصلة طبقا لنتائج منتدى التعاون الصيني الافريقى وخطة شرم الشيخ العمل (2010-2012)، للتبادلات الثقافية والشعبية والتوافق حول كيفية تعميق التبادل الثقافي والتعاون بين الصين وأفريقيا".
وأكد المشاركون على أن الصين وأفريقيا، معا مهبط الحضارات الإنسانية، وأن حوار الحضارتين له دور فعال في تعزيز التعلم المتبادل بين الثقافتين الصينية والأفريقية، والحفاظ على التنوع الثقافي العالمي.. مضيفين أن العلاقات الثقافية بين الصين وإفريقيا تشكل عنصرا هاما ونوع جديد من الشراكة الإستراتيجية.
وأضاف "بيان بكين" أن المشاركين بمنتدى وزراء الثقافة بين الصين وأفريقيا أعربوا عن رغبة بلدانهم في مواصلة تدعيم منتدى التعاون الصيني الإفريقي، كونه فرصة لاتخاذ تدابير مستقبلية للتعاون الذي يعتبر ذات أهمية كبيرة للجانبين والعالم، إضافة لجعل المنتدى مصدرا لدعم ودفع العلاقات الثقافية بين الصين وأفريقيا وسط تحديات عالم اليوم والتغيرات الكبيرة والتعديلات الرئيسية به.
وأشار البيان إلى أن دور الثقافة أصبح أكثر إلحاحا، وعلامة بارزة وعميقة، سواء في الدبلوماسية الثقافية، أو في مجالات الاقتصاد والتعاون في مختلف المجالات .. داعيا الصين وأفريقيا للعمل معا، من منظور استراتيجي وطويل المدى، لتعزيز التبادل الثقافي والتعاون بناءا على مبدأ الاحترام المتبادل، على قدم المساواة لدفع الصين وإفريقيا نحو الشراكة الإستراتيجية إلى مستوى جديد.
ودعا "بيان بكين" إلى الحفاظ على تبادل الزيارات والمشاورات من قبل المسئولين الحكوميين رفيعي المستوى في الشؤون الثقافية من الصين وأفريقيا، وتعزيز الحوار الاستراتيجي، وتوسيع أساس من التوافق ودعم كل منهما الأخرى في الشئون الثقافية الدولية من أجل حماية حقوق ومصالح البلدان النامية من أجل التنمية الثقافية، وتشجيع التعاون بين المؤسسات الثقافية الصينية والأفريقية وتشجيع إقامة العلاقات على أساس شراكة طويلة الأمد للتعاون بين الجانبين".
وطالب البيان بالاستفادة من تأثير "الثقافات الصينية والأفريقية" لتحسين آلياتهما التفاعلية، وإثراء محتوياتهما والارتقاء بمستوى التعاون لتعزيز تنمية الموارد البشرية وتشجيع تبادل الخبرات بين موظفي الإدارات الثقافية والمهنيين من الجانبين، ودفع أنشطة تعاون الصناعات الثقافية بين الصين وأفريقيا، والعمل من أجل ترجمة المواد الثقافية والعمل على حماية التراث الثقافي، والحافظ على الخصائص الثقافية الفريدة في الجانبين.
وقد شاركت مصر بوفد ثقافي في فعاليات منتدى وزراء الثقافة للصين والدول الإفريقية، الذي عقد بالعاصمة الصينية بكين، وهو المنتدى الذي يقام في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي يقام سنويا منذ عام 2000، ومعني بالتعاون بين الصين ودول القارة الأفريقية في كافة المجالات.