شهدت العاصمة المصرية القاهرة افتتاح مؤسسة الثبات للبحوث والدراسات و الطباعة و النشر و الإعلام ،بحي المقطم ، برئاسة فضيلة العلامة الدكتور عبد الناصر الجابري ،عميد كلية الدراسات الإسلامية بلبنان، وذلك بحضور عدد كبير من كبار علماء الأزهر الشريف يتقدمهم إمام وخطيب الجامع الأزهر فضيلة الشيخ صلاح نصار، و وزارة الأوقاف المصرية ويتقدمهم الشيخ محمد الجعفري ،مدير أوقاف شمال القاهرة، وبحضور عدد من رجال السياسية والأحزاب الصوفية يتقدمهم محمد صلاح زايد ،رئيس حزب النصر الصوفي ،وعدد من الحركات الثورية وائتلافات شباب الثورة. وقال الدكتور عبد الناصر الجابري في كلمته أن فكرة بناء المؤسسة جاءت بناءً للتوصية التي اتخذت في المؤتمر الأول بالقاهرة المحروسة "التصوف منهجِ أصيل للإصلاح" والقاضي بإنشاء مركز للدراسات يعنى بالتصوف المبني على العقيدة و الشريعة الإسلامية لا علاقة له بالأحزاب أو الجماعات أو الجمعيات وغيرها،ويتوخي العمل والتعاون مع المخلصين من أهل العلم لإبراز الدور التربوي والقيم الأخلاقية من خلال رؤية و رسالة واضحتين.حسبما ذكرت جريدة الشرق.
وأضاف،أن رؤية المؤسسة هي السعي بالوسائل المتاحة لنشر الفضيلة والقيم الروحية التي ينبني عليها وجود الأمم لكي تستعيد أمتنا دورها في استرداد الهوية وتصحيح المسار ، وأشار إلي أن رسالة المؤسسة ،هي نشر علوم الشريعة الإسلامية و إبراز عالميتها وخلودها بالتناسق البديع بين الثبات و المرونة ؛ بوصفها خاتمة المناهج الربانية القادرة على إيجاد الدواء الشافي المبرئ لأدواء كل عصر و مصر،وعلى منح الأمة عناصر الثبات التي تجعلها تستعصي على كل عوامل الانهيار أو الذوبان في المجتمعات الأخرى .
وأشار إلي أن المؤسسة تسعي من خلال رسالتها تحقيق التوازن بين الشق المادي و الروحي في النفس الإنسانية من خلال إقامة الدورات التدريبية التي ترسخ الفهم الصحيح للفكر الإسلامي عامة و التصوف الإسلامي خاصة؛ وتنمي في الإنسان شعور الإخلاص لله عز وجل ؛ومراقبته في كل شئون الحياة ،وتزوده بالروحانيات التي تنير للإنسان دياجير الحياة المادية الحالكة؛و تملؤه بالطاقة الإيمانية التي تسري في أوصاله؛فتعطيه دفعة هائلة تعينه على الصلاح و الإصلاح .
وأكد أن من أهداف المؤسسة الربط بين الفكر و الواقع أو بين النظرية والتطبيق من خلال نشر بحوث السادة الصوفية التي ترتبط بالواقع المعاصر،فتكشف عن الظواهر الحياتية ؛وترصد أبعادها الإنسانية؛ و تبرز تحديات العصر و مشكلاته و تعقيده وازدواجية معاييره القيمة ،والروحية و تسعي إلي وضع الحلول الملائمة لها،بالإضافة إلي إحياء الدور التربوي للتصوف الإسلامي الذي يتعهد الإنسان من صرخة الوضع وحتى أنه النزع؛ليكون إنسانا صالحا يشمل صلاحه الإنسانية كلها؛ وليس مجرد مواطن صالح في وطنه كما هو الحال في المناهج التربوية الوضعية القاصرة التي تقصر صلاح الإنسان على موطنه فقط دون النظر إلي مواطن الآخرين .
وأضاف أن من أهداف مؤسسة الثبات ؛التوعية و التثقيف من خلال إقامة الندوات و المؤتمرات التثقيفية التي تعني بهموم الأمة ،وتعلي شأن الدعاة والمثقفين،وتمد المشاركين بزاد معرفي تربوي روحي يذوب في وعي الإنسان؛ فيخلص نفسه من شوائب الرذيلة ؛و يزكيها و يحليها بالفضيلة؛و يجعلها بمثابة اللوحة متوازنة الأبعاد و النسب .
وأوضح أن مؤسسة الثبات ستسعي إلي إنشاء قناة فضائية تعمل على نشر تعليم الإسلام الصحيح و تعرف الناس بعظمة هذا الدين وعالميته،وإعادة النظر في البرامج المقدمة عبر الصوتيات و المرئيات في العالم الإسلامي ،والتمييز بين الغث و السليم منها، و إفساح المجال لتشجيع الحوار البناء القائم على المحبة و التعاون و الإخاء، و إبراز دور التضامن الإسلامي مع التنوع اللساني و العرقي و المذهبي و التعدد الجغرافي و ذلك بعرض القضايا الاجتماعية في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية و تبصير كل مسلم بقضايا أمته عامة،و إعداد برامج يكون هدفها مقاومة التيارات الفكرية الهدامة ،وكشف زيفها و إبراز مدي خطورتها على مجتمعنا الإسلامي حتى لا يقع المسلمون بين براثنها و أنيابها الفتاكة ، و التخطيط للإعلام الإسلامي تخطيطا يضمن لنا تكوين شباب حر قادر على الرسو بالسفينة على بر الأمان بدلا من اللهث وراء الغرب وذوبان الشخصية المسلمة في تحار التبعية و التقليد للغير حتى يتحقق فينا قوله تعالي " كنتم خير أمة أخرجت للناس".
من جانبه قال فضيلة الشيخ صلاح نصار إمام وخطيب الجامع الأزهر الشريف، أن مصر تقدم شكرها لفضيلة العلامة الزاهد الدكتور عبد الناصر الجابري ، عميد الدراسات الإسلامية بلبنان ، على ما يقوم به من أعمال خير وتعليم الناس أمور دينها الصحيح الذي يتمثل في المسلك الصوفي المعتدل ، وعبر إمام وخطيب الجامع الأزهر الشريف عن سعادته و إعجابه لأهداف مؤسسة الثبات و التي تؤسس لمنهج من المناهج التي تعيش داخلنا وهو من منهج التصوف ،مشيرا أن الخلق هو روح الصوفية لأنها مبنية على الحب و الرسول أكد لنا أن من يريد أن يكون في معيته في الآخرة أن يكون ذو خلق وهو ما يقوم عليه منهج التصوف فيقول الرسول صلي الله عليه وسلم "إن من أحبكم إليّ وأدناكم مني مجلسا في الآخرة أحسنكم أخلاقا".