ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأحد أن حجم خسائر الهجوم الذي استهدف "قاعدة ساليرنو" العسكرية الأمريكية الواقعة شمالي مدينة "خوست" الأفغانية ، والتي تبعد حوالي 12 ميلا من حدود باكستان، في مطلع الشهر الجاري يعد أسوأ بكثير مما قيل في بادئ الأمر من قبل المسئولين الأمريكيين الذين نفوا وجود خسائر مادية أو بشرية كبيرة جراء هذا الهجوم . ونقلت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني- عن مسئولين أمريكيين قولهم " إنه تم تدمير قاعة الطعام بالقاعدة العسكرية التي طالما كانت هدفا لهجمات متكررة من المسلحين في الماضي ، ومقتل جنديين أمريكيين وجرح العشرات إلى جانب مصرع خمسة مدنيين أفغان وذلك إثر انفجار شاحنة ملغومة كانت تحمل ما يزيد عن 500ر1 رطل من المتفجرات" .
وأوضحت الصحيفة أن حجم الهجوم ومدى الخسائر الامريكية التي نجمت عنه تناقض بشكل كبير مع البيانات الرسمية التي قدمت من قبل قوات التحالف في يوم الهجوم؛ حيث أعلن بيان صحفي صدر في غرة الشهر الجاري أن " القوات الأمريكية والأفغانية قد صدتا الهجوم بنجاح وقامتا بتأمين القاعدة العسكرية " ، نافيا وجود أي خسائر بشرية فضلا عن عدم تطرقه إلى الشاحنة الملغومة التي تسببت في هذا الهجوم .
وحول هذا الأمر، نقلت الصحيفة الأمريكية عن داود خان مكين ، رئيس المجلس المحلي لمدينة خوست قوله " إنه حقا كان هجوما كبيرا دمرت على إثره منازل كانت تبعد نحو ميلين من موقع القاعدة واصيب قرابة 20 مواطنا أفغانيا ".
وأضافت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قائلة " إنه على الرغم من إخفاء مزيد من التفاصيل حول هذا الحادث عن الرأي العام ، إلا أن عددا من مسئولي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد استغل بعد ذلك هذا الأمر باعتباره أحدث مثال على سماح باكستان للمسلحين باستخدام أراضيها للتخطيط لشن هجمات ضد القوات الأمريكيةبأفغانستان ، مما تسبب في اندلاع خلاف دولي آخر بين واشنطن وإسلام أباد ".
ونوهت إلى أن الخوف الذي دام لأعوام من احتمالية وقوع هجمات مماثلة ضد القوات الأمريكية كان من الأسباب التي دفعت وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إلى شن انتقادات حادة ضد باكستان ، خلال زيارته الأخيرة إلى كابول ، لفشلها في اتخاذ إجراءات صارمة ضد شبكة "حقاني"الإرهابية ، التي زعمت الولاياتالمتحدة أن هذه الشبكة كانت مسؤولة عن تنظيم وتنفيذ الهجوم .
لهذا قال بانيتا " إن صبر الولاياتالمتحدة بدأ ينفد حيال باكستان لعدم ملاحقتها شبكة حقاني التي تهاجم القوات الأميركية في أفغانستان " كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قوله في هذا الصدد " إن بانيتا وغيره من القادة العسكريين البارزين في الولاياتالمتحدة لديهم مخاوف جدية ظهرت منذ فترة طويلة بشأن شبكة حقاني ، وبالطبع فإن وزير الدفاع قد انزعج كثيرا من هذا الهجوم الأخير، والذي عزز ضرورة فرض ضغوط كبيرة ضد الشبكة الإرهابية " .