واقعية جديدة بأنامل داوستاشي والقويضي في " إكسترا " داوستاشي محيط - رهام محمود من أشياء الطبيعة المهملة أقام الفنانان المصريان عصمت داوستاشي والسفير يسري القويضي معرضا مشتركا في قاعة أكسترا بالزمالك، ومعروف شغفهما بتجربة اتجاهات فنية متنوعة ، لأن الحياة عندهما تجدد نفسها كل لحظة ، وكل تجربة جديدة تفتح أفاقا أرحب . يضم المعرض أعمالا اعتمدت على الأشياء التي عادة ما يلقي بها الناس في سله المهملات, أو يتركونها في مخزن مهجور باعتبارها غير ذات نفع أو أهمية؛ فرأى الفنانان أن تلك الأشياء ذات قيمتين, إحداهما مادية بتدويرها في أوجه إنتاجية أخرى ، والثانية جمالية يبصرها الفنان ، وهما بذلك يؤكدان على رسالة أن الفن نشاط فكري اجتماعي يرتبط بالحياة ولا ينفصل عنها. في معرضهما الذي أهداياه للفنان د. مينا صاروفيم رائد الواقعية الجديدة في مصر منذ السبعينيات ، استخدم الفنانات خامات معاصرة واستغنيا عن الألوان الزيتية والفرشاة والتوال، استخدما أغطية الزجاجات، علب الكرتون، الدبابيس، إطارات النظارات القديمة، الساعات، وحينما يشاهد المتلقي هذه الأشياء بعد تكوينها الفني يشعر بنوع من التعاطف معها. يسري القويضي يقول الفنان عصمت داوستاشي ل "محيط" : فكرت مع السفير يسري في كسر حالة الرتابة الموجودة حاليا على الساحة التشكيلية، وإقامة معرض لعله يثير رغبة في التجديد والتجريب. المشكلة أنه كيف سيرى الجمهور هذه الأعمال بعد أن تعود على رؤية اللوحات؛ لأن هذا الاتجاه مابين التقليدي وما بعد الحداثة، كما أنه يجمع بين اللوحة المعلقة واستخدام خامات غير تقليدية ، أردنا تقديم رؤية مثيرة للجدل والخيال. يضيف : طوال حياتي استخدم الخامات غير التقليدية في أعمالي المركبة وفي معارضي الخاصة، كما أن الفنان يسري له تجربة عريضة مع لوحات مجسمة بالورق أو البلاستيكات أو الخامات الأخرى. وأعتبر أن رسالة المعرض تحمل في طياتها كثير من همومنا البيئية, وعاداتنا الاستهلاكية العصرية, بحلوها ومرها. وعن بداية الواقعية الجديدة قال داوستاشي: ظهرت موجة "البوب آرت" واستخدام أشياء من الحياة اليومية كجزء من الأعمال الفنية - ومنها ما سمي بالواقعية الجديدة بأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية - في أواخر خمسينيات القرن العشرين, ومن بين أبرز فنانيها أرمان فرنانديز (1928-2005), وبييرو مانزوني(1933-1963), وجاسبار جونز(1930), وجوزيف كورنيل (1903-1972), وكلايس اولدنبرج (1927), وآخرين.. داوستاشي وعادة تستخدم الواقعية الجديدة الأشياء المألوفة التي يتداولها الناس في حياتهم اليومية بالمجتمعات الاستهلاكية الحديثة, فأدخلوها كما هي بحالتها في تكوينات أعمالهم الفنية, وتختلف أعمال فناني الواقعية الجديدة عن أعمال فناني الكولاج, علي أساس مراعاة البعد الثالث, بينما يأتي الكولاج في لوحات ذات بعدين. كما تأثر الفنانون المصريون بالجديد في الحركة الفنية بالخارج, فأدخلوا الخامات غير التقليدية في أعمالهم الفنية, بمثل ما فعل منير كنعان ( 1919 – 2000) رائد فن الكولاج في مصر, وصلاح عبد الكريم (1925-1988) رائد فن التركيبات الحديدية, ويلاحظ أن استخدامهما للأشياء والخامات غير المتعارف عليها جاء في شكل دمجهم لها في العمل الفني, بحيث تبتعد تلك الأشياء المستخدمة عن واقعها الحقيقي, وتكتسب واقعا جديدا.