الألوان المائية تزهو في لوحات غادة عبدالملاك وإيمان عزت غادة عبد الملاك محيط - رهام محمود قرر جاليري " بورترية " الذي تديره الفنانة رشا طاهر ، بالتعاون مع جاليري " القاهرةالجديدة " بإدارة الفنانة نشوى عبدالفتاح ،اختيار الألوان المائية كتيمة لمعرض الفنانتين المصريتين إيمان عزت وغادة عبدالملاك ، حيث حلقت كل منهما بألوانها في عالم خاص . قدمت الفنانة غادة عبد الملاك تجربتها الجديدة تحت عنوان "اللحظة"، حيث أنها تصور الأشخاص بتعبيرات متنوعة بحسب اختلاف اللحظة، فهذه اللحظات تنعكس على الأعمال كل مرة بإحساس مغاير، نجد إحداها يصور البهجة، وغيرها الانتظار، وكذلك القلق، الترقب، الأمل، الاندماج، أو حتى الحنين إلى الماضي، فهذه اللحظات – بحسب قول الفنانة - هي ما يتبقى بعد مشوار الحياة الطويل، وهذا ما يشكلنا ويصنع لنا التميز، كما أنه المحرك الأساسي لنا في الحياة، وكيفية رؤية المستقبل؛ ولذلك عبرت الفنانة عن تلك اللحظات في 13 لوحة بهذه الخامة البسيطة وهي الأحبار مع الألوان المائية على الورق، حيث حاولت تقديم حالة مختلفة في كل لوحة، كما أنها تلعب دائما على الظل والنور في لوحاتها ليكونا بطلا العمل. تقول الفنانة: حاولت في هذا المعرض الإمساك بلحظة، وعبرت عنها من خلال تلك الخامة المائية، لكن في باقي أعمالي فأنا مصورة استخدم عادة كل الخامات، لكن في هذا العرض وحدت الخامة لمعرفة كيف تراها كل فنانة. عبرت الفنانة عن المرأة في كثير من أعمالها، كما صورت مشاهد للأطفال والأسرة معا، وتناولت أيضا موضوع الأمومة في قليل من اللوحات، وقد رسمت أشخاصها في أغلب الأعمال في وضع وكأنهم يستعدون لالتقاط صورة، أو كأنهم موديل تجلس مبتسمة مستعدة كي ترسم. ايمان عزت ويعد هذا المعرض الذي سينتقل لجاليري "القاهرةالجديدة" في أول يناير المقبل والمستمر حتى نهايته هو الأول للفنانة، بالإضافة إلى مشاركتها في عدد من المعارض الجماعية الأخرى كالمعرض العام، ومعرض مائة عام على الفنون الجميلة. والجدير بالذكر أن الفنانة تخرجت في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان عام 1993 قسم تصوير، وعملت في مجال الدعاية والإعلام منذ عام 1994 وحتى الآن مع ممارستها المستمرة للرسم. أما الفنانة إيمان عزت والتي اشتهرت بأعمالها الحفر فقدمت نحو ثلاثين لوحة ذات مساحات صغيرة، مستخدمة المشروب القومي لسوريا "المتى" في تلوين لوحاتها، والذي تعرفت عليه بالصدفة حينما أهدتها صديقتها السورية هذا المشروب ووقعت منه بعض القطرات على ثيابها، حيث نتجت عنه بقع لونية جمالية الشكل، ذات مساحات فاتحة في الوسط وقاتمة على الأطراف، مما جذب الفنانة للرسم به على ورق القطن، بالإضافة إلى استخدامها بعض التقنيات التي تعلمتها في الحفر، لكنها بدلا من أن تحفر بخامات الحفر المعروفة حفرت بمادة مزيلة، والتي أعطت لها تأثيرات لونية متنوعة في كل لوحة، وهذه كانت بداية فكرتها مع استخدام هذه الخامة. في هذا المعرض لم تتخلى الفنانة بشكل كامل عن تجربتها السابقة، بل استوحت الأرض والخلى في لوحاتها كما كانت تفعل في أعمالها الحفر والتصوير، لكن الجديد في هذا المعرض أنها أدخلت التشخيص المجرد على اللوحات، حيث مزجته بموضوعها الأساسي الذي تعمل عليه منذ فترة طويلة "الأرض"، وكانت هذه هي المرة الأولى التي استدعيت الفنانة التشخيص في أعمالها الفنية، باستثناء تناولها بعض البورتريهات في مراحل سابقة لها ومشاركتها في صالون الشباب. وكان من المفاجئ أن تقوم الفنانة بعرض هذه التجربة بعد ثمانية سنوات من إنتاجها، حيث أنها أنتجتها عام 2001، وحينما سألتها " محيط " عن السبب أجابت : " لم أعرض تلك التجربة خلال هذه الفترة لأنها وصلتني لفكرة جديدة أتناولها في الحفر، وهي أن أقوم بعمل بقع ضوئية ومساحات لونية مصمتة تماما في اللوحة مع وجود بعض الشفافيات؛ ولذلك حينما وصلت لهذه الفكرة بعدت تماما عن هذه الخامة وانشغلت بمعرضي الذي أقمته وقتها في مركز الجزيرة للفنون تحت عنوان "spot light"، وبالتالي لم استطع التراجع للفكرة الأصلية فوقفت التجربة عند هذا الحد. أما عن عرضي للتجربة في الوقت الحالي فهذا كي أستمع لرأي متذوقي الفن، واعتقد أنني بعد إقامتي هذا المعرض وشعوري باستحسان المتلقيين لفكرته سأعود مرة ثانية لهذه الخامة "مشروب المتى" كي أعمل عليها من جديد؛ وهذا يرجع لاشتياقي لها وإحساسي بأنني لم أعطيها حقها في التناول ولم استكملها". غادة-عبدالملاك غادة عبد الملاك غادة عبد الملاك إيمان عزت إيمان عزت