المواجهة التي تتم الآن علي الموقع الرئاسي في مصر ،هي مواجهة ما بين بقايا ميليشيات نظام كامب ديفيد البغيض ،وبين ثوار مصر الشرفاء الذين حرروها من هذا النظام التابع المنبطح الفاسد والذليل ،وعلي الشعب أن يختار ما بين التبعية والفقر والفساد والتطبيع مع "إسرائيل" ،وبين العيش والاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية . والمجلس الأعلي للقوات المسلحة أكد لنا مراراً أنه يقف علي مسافة متساوية من كل مرشحي الرئاسة ،وأعاد تأكيد ذلك عندما صعد الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان إلي المرحلة الثانية من الإنتخابات الرئاسية في مواجهة مرشح الفلول الفريق أحمد شفيق الصديق الصدوق لحسني مبارك،وشدد السيد المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة بنفسه علي أن الإنتخابات الرئاسية المصرية ،ستكون انتخابات يري فيها العالم المتحضر نموذج للانتخابات النظيفة والنزيهة والحرة ، وبصراحة نحن نصدق المجلس العسكري في وعوده ونصدق السيد المشير ،ولا نقف أبدا في صفوف المشككين بنزاهة تلك الإنتخابات ونزاهة رجال قواتنا المسلحة .
نعم ..ترد إلينا أنباء من داخل القوات المسلحة ،أن المؤسسة العسكرية تنحاز للفريق أحمد شفيق بحكم العصبية والانتماء والرغبة في مواصلة الاستحواذ علي السلطة،وترد إلينا أنباء أخري بأن جهاز المخابرات المصري بقيادة اللواء مراد موافي في حالة تعبئة قصوى ويعمل بكامل طاقاته لصالح أحمد شفيق ،ونعم ...ترد إلينا أنباء بأن الحلف الصهيوني الأمريكي يرغب في وصول أحمد شفيق للموقع الرئاسي، وذلك لكون أنه امتداد لنظام حسني مبارك ولنهج كامب ديفيد .
ونعلم أن عدد ممن تحوم حولهم الشبهات في تلك المؤسسة وهُم معروفون بالاسم لنا، تخلصوا من اللواء عمر سليمان لكون أنه لايروق لهم ،لأسباب كثيرة ،وفضلوا عليه الفريق أحمد شفيق الذي توجد شبهات مثارة بحقه ممثلة في بلاغات كثيرة أمام أجهزة قضائية مدنية وعسكرية ،فضلوه علي عمر سليمان ليكون لهم عوناً علي الهروب من محاكمة مستحقة حال انتخابه رئيساً ،كما نعلم أن فلول نظام مبارك التي لاتزال علي رأس مؤسسات سيادية ودينية وعامة ،باتت في حالة طوارئ قصوى الآن وهي تحارب معركتها الأخيرة لصالح أحمد شفيق ،بل وصل الأمر بشيخ الأزهر المُعين من قبل حسني مبارك أن يخرج علينا فضيلته داعياً الجميع لانتخاب شفيق.
وكان من المفترض أن يلتزم شيخ الأزهر الصمت والحياد بحكم موقعه واحتراما لمنصبه ،لكن ماذا نتوقع من رجل كان حتى توليه مهام منصبه عضواً بأمانة السياسات والحزب الوطني المنحل ،لاننتظر منه سوي ما خرج عن فمه لكون أنه أبرز فلول نظام مبارك ،ونفس الوضع بالنسبة لقادة الكنيسة الأرثوذكسية الأم تحديداً كان من المفترض أن يلتزموا الحياد بدلاً من إعطائهم توجيهات للشعب لينتخب الفريق شفيق.
وهنا لابد أن نتوقف أيضا ونستذكر الملعُوب الذي تم من خلاله تحدي قانون صادر عن برلمان الشعب بعزل أحمد شفيق ومن علي شاكلته ،تحدي لجنة إدارية لهذا القانون وتلاعبها به لأجل ترشيح أحمد شفيق،وهو أمر كان يتوجب علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن لايتقبله علي الإطلاق ،وأن تقبله ينتظر فصلاً عاجلاً من قبل المحكمة الدستورية في أمر إحالته إليها ،لكن بدلا من ذلك مضي المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي نهج نظام مبارك وسمح بالمضي في إجراء الإنتخابات ووضعنا حاليا ووضع مصر كلها في أزمة .
علي الرغم من كل ما سبق وأشرنا إليه، فإننا نجد للقوات المسلحة لدينا رصيداً من الوفاء لأنها مؤسسة الشعب وحامية الأرض والعرض ،هذا الرصيد يجعلنا نثق في كل كلمة تقولها ،لكون أننا نعاملها علي أساس الأفعال ولا نتعامل معها علي أساس العواطف ،وأفعالها أكدت لنا أنها لايمكن أن تشارك في أية جريمة تزوير ،لكن ما يتوجب علينا كشعب وكقضاء أن نحذر منه هو اختراقات الفلول للعملية الانتخابية ومحاولة التلاعب فيها وتزوير نتائجها .
والآن إذ تمتلئ العاصمة المصرية القاهرة ،والمدن والبلدات المصرية بملايين المتظاهرين من أجل تطبيق قانون العزل علي الفريق أحمد شفيق ومنعه من خوض جولة الإعادة ،هذا القانون الذي أصدره مجلس الشعب وأوقفت تنفيذه لجنة إدارية تشرف علي الإنتخابات ،فإننا إذ نتمنى أن تستجيب تلك اللجنة لإرادة الشعب وتبعد أحمد شفيق عن خوض تلك الإنتخابات ،وإذا ما تم ذلك يكون المجلس الأعلي للقوات المسلحة قد انتصر لجيشنا وانتصر للقانون والثورة والحرية.
لكن في حال إصرار المجلس العسكري علي مواصلة إجراء الإنتخابات فإنه يتوجب أن تتواصل التظاهرات وألا تنتهي إلا بإسقاط الفريق أحمد شفيق ومن يحمونه والانتصار للثورة وطرد الفلول من كل المواقع ومحاكمة المفسدين والفاسدين بكافة دوائر الدولة سيادية كانت أم غير سيادية فلا شرعية إلا لثورة شعبنا العظيم وكل مؤسسات الوطن بما في ذلك المؤسسة العسكرية العزيزة والتي هي ملك لهذا الشعب ،لذا يتوجب علينا أن نلتف حول مرشح الإخوان والثورة الآن وهو الدكتور محمد مرسي ،والذي نراه قد تقدم للمصريين بضمانات كافية نطمئن إليه علي أساسها ونطمئن لتلك الضمانات التي تكفل قيام دولة حضارية حرة تحمي الحريات والحقوق الآدمية وتكفل العدالة والمساواة وسيادة القانون .
ويقول بعض الثوار يتوجب علينا وقف الإنتخابات وتشكيل مجلس رئاسي لإدارة البلد ،ما لم يعزل شفيق ،ونحن نقول لهم ولماذا لا نؤيد د. مرسي أو ليس الرجل وجماعته كانوا في الثورة المصرية القلب منها ،لماذا يصر البعض علي أن يستهين بتضحيات الإخوان وأبناء التيار الإسلامي ،لأسباب تبدو لنا غير منطقية ،وفيها من التمييز والعنصرية الكثير.
يتوجب علي الجماهير أن تخرج عن بكرة أبيها وبكثافة لتقول رأيها يوم 17يونيو الجاري وتنتصر لثورتها وتنتصر لدماء الشهداء وتنتصر لكرامة المصريين ولحقوقهم التي بددها نظام حكم مبارك الفاسد ،يتوجب علي الجماهير أن تخرج لتدفن الفلول نهائيا إلي غير رجعة ويكون التعامل بيننا وبينهم عبر القانون الذي من خلاله يستعيد الشعب حقوقه وحرياته،المجد لأبناء شعبنا الذين يعتصمون ويتظاهرون الآن في الميادين من أجل انتزاع حريتهم والانتصار لمطالب ثورتهم ولدماء الشهداء. ****************** الدكتور محمد مرسي يخطب في إحدي المؤتمرات بجماهير المحلة [email protected]