أ ش أ – لا يمثل استشهاد الأسير الفلسطيني المحرر زهير لبادة " 52 عاما " منذ عدة أيام وبعد اسبوع واحد من الافراج عنه إلا جريمة جديدة من جرائم الاحتلال الاسرائيلي تجاه الأسرى والشعب الفلسطيني بأجمعه. ويؤكد أيضا علي الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى وعدم توافر الرعاية الصحية اللازمة لهم طبقا للاعراف والاتفاقات الدولية وهو اسلوب تنتهجه ادارة السجون للقضاء عليهم وانهاء حياتهم واحدا تلو الاخر وهو ما دفع المسئولون والجمعيات والجهات الحقوقية والقانونية للمطالبة بضرورة فتح ملف الأسرى المرضى الذين يعانون أوضاعا صعبة وخطيرة في ظل الاهمال الصحى ، وشددوا علي أهمية تشكيل لجنة تقصي حقائق للاطلاع علي اوضاعهم الصعبة والافراج فورا عن المرضى المصابين بامراض خطيرة لايرجى الشفاء منها .
وقالت " أم رشيد " زوجة الشهيد زهير لبادة لموفد وكالة أنباء الشرق الاوسط :"ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت زوجها في مايو عام 2008 بعد مداهمة منزله بنابلس شمال الضفة الغربية وحملوه من بين أولاده الأربعة وألقوا به داخل سيارة عسكرية لعدم استطاعته الوقوف علي قدمه لظروفه الصحية الصعبة واصابته بامراض خطيرة".
وأشارت إلي قيام الاحتلال بتجديد الاعتقال الاداري لزوجها تسع مرات متتالية ليفرج عنه بعدها لتدهور وسوء حالته الصحية ولكن لم يشفع له مرضه أمام ظلم وتعسف القوات الاسرائيلية ليعاد اعتقاله في السابع من ديسمبر من العام الماضي واستمر في محبسه ليخلي سبيله في 24 مايو الماضي ويلقى ربه وهو راقد علي سرير المرض بالمستشفي الوطنى في نابلس بعد اسبوع واحد من الإفراج عنه .
من جانبه قال رشيد " 22 عاما " نجل الشهيد وهو يبكي بحرقة :"إن مصلحة السجون الاسرائيلية كانت متمسكة لآخر لحظة بقرار استمرار اعتقال والده الذي لم يكن يعلم أو يدرك بإخلاء سبيله عند وصوله للمستشفي الوطنى بنابلس لافتا أن الحالة والصعوبات الصحية الخطيرة التى أصيب بها والده يؤكد أن قوات الاحتلال لم تعطه الأدوية اللازمة خاصة خلال فترة الاضراب عن الطعام الذي خاضته الحركة الاسيرة".
وأضاف إن الاحتلال غيب والده عن الأسرة باعتقاله لسنوات طويلة وهو لم يرى احفادة الا من خلال صورهم والان رحل عن الدنيا ولن يعود ولكنه سيظل قدوة لنا في الصبر والتحمل والتضحية محملا الاحتلال الاسرائيلي مسئولية وفاة والدة .
وبين مدير دائرة العلاقات العامة بوزارة الصحة الفلسطينية برام الله عمر النصر أن حالة الأسير لبادة تقاس عليها حالة باقي الأسرى الفلسطينيين المرضي في سجن الرملة ، وأكد علي وجود دلائل واضحة تشير الي اهمال طبى متعمد من قبل ادارة مستشفي سجن الرملة ومن قبل الطاقم الطبى الذي وصفة بانه طاقم عسكري في متابعة حالة الشهيد لبادة.