علمنا أن ثمة تنسيق يتم الآن بين فلول بجهات رسمية مصرية، ودوائر خارجية، بهدف تسويق أحمد شفيق رئيساً لمصر، وتمهيداً لتزوير الانتخابات والتآمر علي الثورة المصرية، وهذا التنسيق لابد من أن نكشفه ونهديه للإخوة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أجل مواجهته وإحباطه، خصوصاً وإننا لا نحسبهم ضالعين فيه بأي شكل من الأشكال، وهذا التنسيق المشار إليه تشارك فيه قيادات تنتمي لدوائر وأجهزة حساسة بمصر، وذلك ضمن عمليات أمنية في منتهي التعقيد، تتخذ من الحيطة والحذر الشديد منهاجاً لها.. ووفق ما تسرب إلينا من معلومات نقلاً عن قيادي بارز ينتمي لنظام عربي، هذا النظام يلعب دوراً مشبوها لصالح الحلف الصهيوني الأمريكي، فإن قياديا له دور مؤثر في هذا النظام عقد سلسلة لقاءات مع عدد من قادة الأجهزة الأمنية الإقليمية والدولية في عاصمة بلاده، واستهدف هذا الاجتماع ترتيب الأوضاع في مصر، وتعهد رئيس الوزراء المشار إليه أن يحتوي قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ويضمن أن تمر عملية تمرير الفريق أحمد شفيق رئيساً لمصر بدون أية تداعيات تزعزع أمن مصر واستقرارها.
ومن جانبها، تعهدت أمريكا ودول أوربية خلال هذا الاجتماع، بالصبر تجاه المؤسسة العسكرية المصرية، إذا ما تحركت لقمع أية احتجاجات جماهيرية، وذلك إذا ما تعهدت المؤسسة المصرية أن تلتزم بالصمت، في مواجهة تحرك أوروبي وأمريكي وعربي قريب ضد النظام السوري، وهو تحرك يشبه ما تعرضت له ليبيا، وفي ذات السياق جاءت لقاءات مسئول النظام العربي المشار إليه مع الإخوان وقوي مؤثرة في مصر، لتمهيد الأجواء أمام خطة اختطاف الثورة المصرية، وإعادة الديكتاتورية والطغيان مرة أخري لأرض مصر.
وفي ذات السياق، كان مسئول مصري أمني بارز قام بجولة مؤخرا في المنطقة، وتناولت مباحثاته ما سبق وأشرنا إليه، وشارك في حضور لقاء القيادي البارز بنظام عربي مع قيادات أمنية دولية ومحلية لبحث تداعيات زلزال الثورة المصرية علي منطقتنا، إذن هي طبخة علي حساب مصر وثورة مصر، وتلك الطبخة يقوم بها المباركون أو الساداتيون الجدد، تستهدف إنتاج نظام مبارك، والإخوان ضالعين فيها، ولا مانع عندهم من نجاح شفيق أو إنجاحه بالمعني الأصح وتقبل النتائج، مقابل ترك رئاسة الوزراء لهم، بعد أن أقنعتهم أطراف عربية، أن البديل سيكون انقلاب تتقبله واشنطن والغرب، والانقضاض علي الإخوان مرة أخري كما كان يفعل مبارك.
ونحن سنتابع سلوكيات الإخوان، وسنتابع تطورات حملتهم الانتخابية، ونتابع سياساتهم، وعلي ضوء تلك المتابعة ستتضح لنا معالم تلك الطبخة القذرة إن كانت المعلومات التي وصلتنا صحيحة ،خصوصاً وأن الإخوان ضالعين أيضا فيما يحدث بسوريا، ولهم تأثير علي إخوان سوريا، تماماً كما هُم لهم نفس التأثير علي الحركة الإسلامية في غزة وفلسطين، ومن جهتنا نحذر الإخوان بأن ضلوعهم في تلك الطبخة سيكون له تبعات مدمرة لوجودهم علي الساحة المصرية، حتى وإن جنوا مكاسب متواضعة جراء ذلك.
أننا نتابع الآن أيضا تحركات شخصية أمنية عربية رفيعة المستوي تتخذ من الفور سيزون في جاردن سيتي منطلقا وملاذاً تتصوره آمناً للقاءاتها، ونتابع اجتماعاتها مع عناصر بارزة تنتمي للثورة ،وكيفية المساومات التي تتم لتمهيد الأجواء لشفيق، والتخلص من زلزال الثورة المصرية، وتخطيء دول عربية ومنها قيادة تلك الدولة إن واصلت الاستهانة بمصر الثورة لمجرد أن من تبقوا من رجال مبارك افهموها خطأ أنهم الكل في الكل وأن الثوار يمكن أن يتم اجتثاثهم والقضاء عليهم.
لاسيما وأن صحيفة النيويورك تايمز كشفت عن أسرار خطيرة قالها أحمد شفيق في جلسة مصارحة عقدها مع رجال أعمال سجين طره جمال مبارك ،هؤلاء الرجال الذين يقودون الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة،حيث قال لهم شفيق أنه سيعيد النظام خلال شهر للوطن ،ولا يقصد النظام الأمني كما تصور كثيرون إنما سيعيد نظام مبارك ،وقال شفيق أنه لن يتردد في تنفيذ حملة إعدامات – يقصد حملة قتل وتصفيات جسدية – ضد الثوار من أجل وضع نهاية لتلك الثورة.
وترجمة ما قاله موجودة من الممكن لأي أحد أن يبحث علي جوجل تأتيه تلك التصريحات التي نقلها مراسل تلك الصحيفة والذي كان مندسا وسط اللقاء ،وتصور شفيق أن هذا اللقاء لا يوجد به وسائل إعلام كما قال له المتأمركين من قيادات الغرفة ،وأوضح شفيق أنه سيعيد الإسلاميين إلي المعتقلات مرة أخري ،وأعتبر أن مبارك تعرض وأسرته لظلم كبير بعد ما قدمه لمصر ،وأنه سيعمل علي إنصافه وأسرته ،وسيستعين بكل قوي المجتمع الليبرالي المصري واليساري والناصري ،وسيجتث الإسلاميين ويعزلهم تماما.
إذن شفيق يزعم في العلن أنه يبني دولة مدنية وحضارية ومتطورة ،بينما لايخفي توجهاته بالسير علي طريق نظام مبارك والعمل علي اجتثاث الإسلاميين ،والقضاء علي هوية المجتمع وحضارته، عبر سياسات المقاصل والإعدامات ،وكما قلنا مراراً نحن كمصريين كُلنا عرفنا التوحيد ربما قبيل نزول الأديان وتراثنا الحضاري مشترك بنيناه معا، ولا نقبل إلا الوسطية، ورسولنا الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم قال لنا خير الأمور الوسط.
ومن المؤسف أن أحمد شفيق المُرحب به من قبل واشنطن وتل أبيب وأدواتهم الإقليمية والدولية، يظهر لنا كشعب مصري خلاف ما يبطن، ووصل الأمر به أن اعتبر نفسه ثائراً وأن الثورة اختطفت وسيعيدها إلينا ،وزعم أنه إسلامي التوجه أيضاً مثل الإخوان، إذن بطل موقعة الجمل الملوثة يداه بدماء الثوار، رجل مبارك وصديقه الصدوق الذي قال أن مبارك مثله الأعلى يقول لنا الآن أن الثورة اختطفت، وأنه يريد أن يعيدها مرة أخري للثوار.
وفي الحقيقة ،نحن أمام مأساة حذرنا منها مراراً إخوتنا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة ،وقلناها للسيد المشير مراراً، يا سيادة المشير نحن لا نمانع أن يكون للقوات المسلحة خيار وتوجه ومرشح للرئاسة ،لكن نفضل اختيار رجل نظيف من كل النواحي، وليس اختيار أحمد شفيق عدو الثورة المصرية وتسويقه ومحاولة فرضه علينا بكل السبل، هنا يكون من اختار أحمد شفيق هو الذي يعمل علي الوقيعة بين الجيش والشعب. -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*- يا بلادي.. يا بلادي.. أنا بحبك يا بلادي "فيديو" [email protected]