للشاعر التونسي مجدي بن عيسى وكان مرشحا بمسابقة "أمير الشعراء" المختتمة منذ أيام قصيدة شهيرة وقعها باسم "ألقاك بعد اليوم" ويقول فيها : ألْقَاكِ بَعْدَ اليَوْمِ هَانِئَةً كَطَيْرٍ فِي سَمَاءِ اللهِ. فَاَنْتَظِرِي شُرُودِي كَيْ يَطِيرَ بِيَ المَجَازُ إلَى عَوَالِمِكِ البَهِيَّةِ، وَاَمْنَحِي لُغَتِي السَمَاءَ بِصَفْوِهَا وَبِعُمْقِ أزْرَقِهَا وَبِالآفَاقِ مُشْرَعَةً أَمَامِي. هَا أنَّنِي أَمْشِي وَبِي ظَمَأٌ إلَى التَحْلِيقِ فَوْقَ الغَيْمِ بِي ظَمَأٌ إلَى نَجْمٍ بَعِيدٍ فِي المَجَرَّةِ حَيْثُ لا لُغَةٌ وَلا إيمَاءُ مَعْنًا مَحْضُ أُدْرِكُهُ فَيَأْتِي بَعْدَهُ النِسْيَانُ مَوْصُولاً، وَبِي ظَمَأٌ إلَيَّ يَعُودُ بِيَ الزَمَانُ إلَى حَدِيقَةِ بَيْتِنَا، فِي زَهْرَةِ اللَيْمُونِ أَكْبُرُ نَاصِعًا كَبَيَاضِهَا، فِي هَدْأَةِ الفَجِرِ النَدِيِّْ أَصُوغُ لِي شَدْوًا وَأُطْلِقُهُ مَعَ الأطْيَارِ، أَنْبُتُ فِي أَصِيصِ النَعْنَعِ الصَيْفِيِّ، أَوْ أبْنِي لِيَ عُشًّا مَعَ الدُورِيِّ فِي صَدْعِ جِدَارْ. هَا أَنَّنِي أَمْشِي إلَيْكِ وَبِي حَنِينٌ جَامِحٌ لِأَرَاكِ تَرْتَفِعِينَ بَيْنَ يَدَيَّ عُصْفُورًا يَهُمُّ بِأنْ يُحَلِّقَ فِي فَضَاءٍ آهِلٍ بِالشَدْوِ و الإيقَاعِ، ضَوْءًا مُشْبَعًا بِالشَمْسِ وَهْيَ تَغِيبُ. هَا أنِّي أَهُمُّ بِخُطْوَةٍ نَحْوَ الغُرُوبِ وَأبْتَنِي فِي اللَيْلِ لِي سَكَنًا مِنَ الإيقَاعِ و الذِكْرَى لِيَبْتَدِأَ القَصِيدُ. الشاعر كما يصف نفسه في احدى الحوارات قائلا: " أنا شاعر وروائيّ وباحث في الأدب واللغة، قادني الشعر إلى مختلف هذه المحطّات الإبداعيّة، في رصيدي تسعة أعمال خمسة منها مجموعات شعريّة صدرت بين تونس والجزائر، وقد كانت مجموعتي الأولى التي توّجت بجائزة الدولة لأدب الشباب سنة 1993 هي شهادة ميلادي الشعريّ، من خلالها تعرّف عليّ جمهور الشعر وأنتبه إلى ما كنت أنشر من قصائد ودواوين".