عناوين كثيرة جاءت تحتها منظومات مسلسلة من مقالاتي... كان يحكمها جميعا مقياس المستهدفات الإستراتيجية بتلك الأزمنة... وقد كان آخر تلك العناوين بمرحلة ما قبل ثورة مصر في 25 يناير 2011 مباشرة هو... "زمن تحكمه روح إبليس"... وتحته بالعلم والمعلومات المؤكدة... تحديت بإذن الله وفضله روح إبليس وفساد حكمها... وظنها الذي لا يغني من الحق شيئا بأنها قد تمكنت من قدر مصر... حتى إنني أقسمت بالله الذي أتوكل عليه... "أن جمال مبارك لن يكون رئيسا لمصر قط" "ولن تكون والدته رئيسة لوزراء مصر في يوما ما أبدا"... وفي سياق تأسيسي للثورة المصرية المخططة مصريا... حددت العشرة الأوائل من شهر فبراير 2012 بأنهم نهاية حكم الرئيس السابق... وقلت بتاريخ 23 يناير 2011 بالمقالة رقم 216..."إنني أرى الثورة قد صارت جنينا مكتمل النمو في رحم كريمة القرءان مصر"...!!! بعد الثورة مباشرة إتخذت لمقالاتي عنوان... "إبليس وثورة بروح الله"... نعم... رغم ما كتبته عن كيف تكون الثورة مخططة... ومحددة الوسائل... ومحددة الأهداف... وذات رأس قيادية وطنية بحق... وحذرت بكل الحذر من الفوضى وفتنتها... ورغم علمي بكل المساعي الخارجية والداخلية... المرفوضة مني شكلا وموضوعا... لإحداث أعمال شبه ثورية... ورغم إدعاءات وسائل التواصل الإجتماعي الإليكترونية الثورية... رغم كل ذلك... إلا أنني بكل حواسي المادية والمعنوية تأكدت أن ثورة مصر... هي منة ومنحة ربانية خالصة لمصر... وبذلك إستبقت بإعلان فضل الله ونسب الثورة له وبروح من الله... وحينذاك كان العنوان بعد كونه تسبيح بحمد الله... عبارة عن رسالة فكرية... سياسية... تحذيرية... رسالة تصرخ بأعلى صوت لبيان ما صارت مصر فيه من إبتلاء... من إختبار إختياري... بين عظمة قدر روح الله المستحقة لمصر وحضارية قدرها وشعبها... وبين إبليس وحزبه الإنساني وما أصابهما من خسران سوف يسعيان بكل السبل إيقاف تمدده... بل والسعي لجعل جزء منه يصيب مصر وشعبها كفرانا بروح الله ونعمتها...!!! وأعتقد أننا رأينا ذلك خلال الستة عشر شهرا الماضية...!!!؟
بين العنوانين السابقين تحتم على إختياراتي الفكرية عنوان السلسلة الأخيره من مقالاتي وهو... "إبليس... وثمار ثورة بروح الله"... عنوان يقول أمرين... أود التوقف ببعض البيان أمامهما...!!!
الأمر الأول هو... يلاحظ المستقرئ العزيز أنني لم أفلت إبليس من العناوين الثلاثة... نعم... لأنه كمخلوق ناري حقيقي... وكعدو أصلي وأساسي مبين لذرية آدم أجمعين... فرادى ومجتمعين بكل زمان ومكان حتى قيام الساعة... لم ولن يفلتنا بعداءه قط... ولأنه يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم فالكثير منا يظنون أنه وهم غير موجود وذكره نوعا من عدم القياس العلمي والمنطقي... ولذا... أؤكد علميا أنه طرف حقيقي في كل وأي معادلة قياس وإختيار إنساني... وإغفال ذاك التأكيد هو نقص قياس سلبي... وأذكر بقول الله عز وجل لآدم وحواء وإبليس الذي يقول... "اهبطوا بعضكم لبعض عدو"... وقد تكرر هذا القول مرتين... والثالثة جاء بقوله عز وجل... "اهبطا بعضكم لبعض عدو"... وفي المرات الثلاث بكثرة ما يحملوا من معاني... كان إبليس شريكا وطرفا في كل معنى...!!
ولكن الأهم على الإطلاق هو... أن ذاك الشريك العدو المبين... ينعدم تأثيره تماما... وتتعطل آلياته من أز... ووز... ووسوسة... وتصوير تخيلي... الخ... في حالة واحدة فقط هي... إنعدام الذاتية الإنسانية بالنفس البشرية الأدمية... ولكن مع الأسف المؤيد بدراسة علمية مطولة... فإن ذاك الإنعدام الذاتي غير موجود ولا متاح في أي من ذرية آدم كلها بما في ذلك الأنبياء والرسل وعباد الله المخلصين الذين تتناهى صغرا وتأثيرا تلك الذاتية فيهم وهنالك يشملهم الله بدعمه وعفوه ورحمته وغفرانه فيتقزم تأثير إبليس عليهم... إذن... نحن بصدد أمرين... الأول هو الإعتراف بإبليس وتأثيره العدائي حتى نقاومه على بصيرة...والأمر الثاني هو الإقتداء بالأنبياء والرسل بعلم حق وعلى بصيرة وبحساب دقيق لأنفسنا...!!!
أما الأمر الثاني فهو... علينا بمقياس حق العلم وخبرته وفي إطار الشورى... وسؤال أهل الذكر العلماء في كل مجال على تقوى حق وخشية صدق الله... أن نقف أمام ثمار الثورة المصرية... الثمار الصالحة... والثمار الفاسدة... نقف بالتفكر والتدبر ومحاولة الإعقال وبمقياس قرءاني عام هو... "عمارة الأرض بما ينفع الناس"...!!!
اعلم بفضل من الله... أن المقياس القرءاني في حد ذاته يحتاج الكثير من محاولة البيان... بيان ماهية العمارة الحق... وماهية النفع الحق الفردي والجماعي والإجتماعي الموصول دنيا وآخرة... وكذا ماهية الناس وليس المؤمنون والمسلمون فقط... فالمقياس قرءاني كوني مادي ومعنوي جامع... هذا ما سنتناوله بإذن الله في إطار علمنا بالمقالات القادمة إن شاء الله...!!!
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظات هامة
• ما من ثمرة ثورية فاسدة رأيناها... وتلوعنا بها ضررا... إلا وكانت الذاتية الإنسانية سواء الفردية أو الجماعية الحزبية والطائفية والفئوية... هي منبتها ووعائها العفن...!!!