منعت ليبيا عرض كتب دينية وروايات في معرض دولي للكتاب يقام بين التاسع والعشرين من الشهر الجاري بطرابلس العاصمة ومدينة بنغازي. وتحدثت مندوبة دار الحوار السورية هالة خليل عن ست روايات للليبي محمد الأصفر منعت دفعة واحدة دون إبداء أسباب واضحة، بينها "عسل الناس" و"المداسة" و"شكشوكة". ونقلت فضائية "الجزيرة" عن خليل قولها إن الدار شاركت بهذه الكتب في معرض الجزائر الأخير، مضيفة أن من حق إدارة المعرض سحب أي كتاب يخالف سياسته. وقالت إن أمين المؤسسة العامة للثقافة نوري الحميدي أصدر تعليمات بمنع كتب الصلابي بعد أن كان مسموحا بها. وكانت تقارير صحفية تحدثت عن منع كتب للكاتب الإسلامي علي الصلابي أبرزها كتاب يتناول الحركة السنوسية التي ينتمي إليها الملك إدريس السنوسي الذي أطاح به العقيد معمر القذافي في 1969. وقال إدريس بن الطيب، وهو كاتب وسجين رأي سابق، إن مسؤولي الرقابة لم يتمكنوا من فهم أن الرقابة ليست "قبيحة وسيئة" وضارة بحركة الفكر والثقافة فحسب، بل أصبحت "غير ممكنة بحكم تطور الاتصالات"، ومصادرة الكتب محاولة يائسة لإيجاد دور بوليسي في عالم أنهي فيه وجود البوليس". ويقول ابن الطيب إن منع الكتب محاولة مضحكة "ذكرتني بأحد السجناء الذي حكم بالإعدام في جريمة قتل فما كان منه في محاولة لإلغاء الحكم إلا خطف ورقة الحكم من الشرطي وأكلها"، فهذا السجين أعدم بعد أن سببت له الورقة "عسر هضم". ووصف الناقد سعد الحمري "الرقيب الليبي" بأحمق "لا يعي حتى معنى الرقابة"، ولاحظ كيف اختفت كتب المفكر الصادق النيهوم والأديب الراحل خليفة الفاخري من أرفف الدور المشاركة المحلية والعربية. على الجانب الآخر نفى المشرف العام لمعرض بنغازي عبد الرسول العريبي مصادرة أي كتاب بما فيها كتب النيهوم، وقال إن قرار المصادرة "غير صائب" ويؤثر على سمعة المعرض، لكنه اعتبر من حق الإدارة حجب الكتب حفاظا على مجموعة القيم المتفق عليها.