قالت صحيفة "جارديان" البريطانية اليوم السبت إن نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا يضفي الصبغة الإرهابية على أعدائه ويزعم أنهم مدعومين من قوى خارجية كالسعودية وقطر وتركيا وإسرائيل ليضفي بذلك الشرعية على نظامه، كما يتحدث بحس القومية العربية ليبرر بذلك قمع الدولة للاحتجاجات ضده. وأضافت الصحيفة في نسختها الإلكترونية, أن بشار الأسد يزعم منذ بداية الثورة السورية العام الماضي أن أعدائه هم جماعات إرهابية مسلحة بدلا من الاعتراف بأنها مظاهرات سلمية كبيرة تدعو للإصلاح ثم تطورت لإسقاط النظام بأكمله.
وذكرت الصحيفة انه في حرب "الروايات والسيناريوهات", صممت دمشق رواية تركز على عنف المعارضة حتى مع عمليات القتل و أطلاق النيران والقصف من قبل القوات الحكومية و البلطجية على متظاهرين غير مسلحين، وعلى الرغم من أن أعداء الأسد قاموا بالفعل بالتسلح تدريجيا إلا أن معظم هؤلاء الذين حملوا السلاح هم منشقين انضموا للجيش السوري الحر للدفاع عن النفس.
وقالت الصحيفة انه بالرغم من أن مصطلح "الإرهاب" يعتبر فضفاضا إلا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتقد بأن التفجيرات التي شاهدتها منشآت أمنية في دمشق في ديسمبر الماضي, قام بها تنظيم القاعدة باستخدام متفجرات عسكرية بطرق مماثلة لما يحدث في العراق، لكن رموز المعارضة السورية والعديد من العوام في سوريا يرون أن هذه التفجيرات وما يوازيها من حوادث أخرى هي من صنع النظام للتضحية بأعدائه, و أن وصمهم بالراديكالية والتطرف، وهو نفس الجدال الذي ينطبق على تفجيرات دمشق الأخيرة في مايو, والتي أسفرت عن مقتل 55 شخصا وإصابة 400 آخرين. ورصدت صحيفة "جارديان" آراء بعض المحللين السياسيين الذين قالوا," أن النظام السوري يحاول أن يضمن ولاء السنة في المدن والأقلية الخائفة من حكم الإسلاميين عبر وصم المعارضين له بالراديكالية والتطرف والعنف والإدعاء بحصولهم على دعم من الخارج".
وقالت الصحيفة انه ليس من المستبعد أن تقوم القوات الأمنية التابعة للنظام السوري بتدبير هذه التفجيرات خصوصا بعد دعمهم لبعض المجاهدين في العراق ولبنان، وانه مع دخول عدد من المجاهدين الأجانب للبلاد مؤخرا فربما يتنكر عملاء المخابرات السورية في هيئة مجاهدين لتجنيد مجاهدين حقيقيين لاستهداف المدنيين، ليبرر بذلك حكم النظام بهذه القبضة الإرهابية وليعطي سببا لإصراره على منع الغرب وبعض الدول العربية من أمداد الثوار بالسلاح.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول," انه على الرغم من وجود بعض المنظمات الجهادية في سوريا, وما دعا إليه زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري كل المسلمين لمحاربة نظام الأسد الخبيث السرطاني حسب وصفه؛ ودخول بعض المجاهدين .