أكد الشيخ هاشم إسلام مفتش وعظ الأزهر الشريف باللغتين الفرنسية والعربية، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، في لقاءه مع "محيط" أن ترشح الفريق أحمد شفيق وعمرو موسى للرئاسة باطل شرعاً لإنتمائهم للنظام السابق، كما أن انتخابهم حرام ويأثم كل من انتخبهم، مشيرا إلى أن شراء الأصوات حرام شرعا، ويأثم صاحبه إثماً عظيما. ودعا الشيخ هاشم جميع القوى الثورية للتوحد، مؤكدا ضرورة انتخاب رئيس مصر من القوى الثورية بناء على قاعدة الكفاءة والأمانة.
ضمن الفتاوى الثورية التي أقرها الشيخ هاشم، وجوب عزل الفلول سياسيا وهي الفتوى التي صدرت عقب إعلان عمر سليمان ترشحه للانتخابات الرئاسية، وتنص على أن انتخاب فلول النظام السابق حرام شرعا، وأوضح خلالها أن المادة 28 بالإعلان الدستوري - التي تنص على عدم جواز الطعن على نتيجة الانتخابات الرئاسية – باطلة.
وانتقد الشيخ هاشم دكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لكونه كان عضواً بالمكتب السياسي للحزب الوطني المنحل، لافتاً إلى أن لجنة الفتوى تعاني من الإقصاء والتهميش والاضطهاد من قبل شيخ الأزهر الذي كان ضمن عشرة أشخاص يعاونون مبارك، مؤكدا أن الطيب يحاول إقالته من لجنة الفتوى بالأزهر بسبب الفتاوى التي يصدرها، قائلاً أن معارضة شيخ الأزهر دائماً أن فضيلة الإمام يقوم بعمل معارضة مستأنسة ولا يستمع لهم، وليس هناك حوارا متبادلا فيما بينهم.
من ضمن فتاواه، تلك الخاصة بتحريم زيارة فضيلة المفتي د. علي جمعة للقدس؛ حيث عرض الشيخ هاشم لفتاوى علماء الأزهر على مدار خمسين عاما في هذا الأمر؛ حيث أفتوا بتحريم التطبيع والزيارة للقدس المحتلة والتهاون مع العدو الصهيوني، وأظهرت فتوى الشيخ هاشم الفرق بين معاهدة السلام والاعتراف بإسرائيل، كما حرم الشيخ هاشم في الفتوى الزواج من اليهوديات الإسرائيليات، وإسقاط الجنسية المصرية عن أولاد الإسرائيليات لأنهم يحملون جنسية مزدوجة.
كما أفتى الشيخ هاشم بأن علماء مصر الذين أفتوا ضد الثورة المصرية ووفروا للنظام الغطاء الشرعي لضرب الثوار؛ هم متورطين في دماء الشهداء ويجب تقديمهم للمحاكمة.
ومن فتاواه في الشأن العربي، أصدر الشيخ هاشم فتوى عن سوريا، وفيها أهدر دم المجرم بشار الأسد، وأسقط الولاية عن النظام السوري، ونادت الفتوى بضرورة انحياز الجيش النظامي للجيش الحر وألا يضرب الجيش الشعب، موضحا أنه يحرم على الدول العربية والإسلامية تسليم أي مواطن سوري للنظام سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وأفتى بأن العلماء المساندين للنظام في سوريا متورطين في دماء الشهداء والجرحى بالقتل والتسبب، ويجب تقديمهم للمحاكمة بعد نجاح الثورة. كما أفتى بجواز إسقاط الحمل للمغتصبات السوريات في فترة الأربعة شهور الأولى من الحمل قبل نفخ الروح. ودعا الشباب السوري والمسلمين للزواج مع السوريات المغتصبات.
نادى الشيخ هاشم إسلام بتحرير الأزهر الشريف الأمر الذي سينتج عنه علماء ربانيين، من شانهم إعلاء كلمة الحق في تلك المؤسسة التي طالما قادت الثورات القديمة ضد الحملة الفرنسية والاستعمار الإنجليزي، حين كان الأزهر بمثابة منارة يجب أن تعود ثانية، لافتاً إلى أن الضغوط التي مارسها النظام السابق على المؤسسات الدينية سواء في الأزهر أو الأوقاف أو دار الإفتاء تمنع كثير من العلماء من الجهر بالفتاوى لأنهم يخشون بطش النظام، مشيراً إلى أنه مستهدف بسبب إطلاق تلك الفتاوى بعد الثورة، وذكر أن الشيخ سيد عيد عامر أمين لجنة الفتوى قام بسحب دفاتر الفتاوى ودفاتر الحضور من أعضاء اللجنة؛ مما جعلهم يسجلون فتاواهم على ورق لا يخص الأزهر.
وقال الشيخ هاشم أن الاتحاد العالمي لعلماء الأزهر الشريف الذي أسسه طالب بعد الثورة بسيادة الاستقلال وتحرير الأزهر وعودة هيئة كبار العلماء بالانتخاب الحر المباشر من جميع العلماء بمواصفات خاصة، وبفترات محددة ومقننة. كما طالب بعودة أوقاف الأزهر إليه، وتوحيد المؤسسة الدينية تحت عنوان الأزهر الشريف.
كما دعا لعقد ملتقى عالمي لعلماء الأزهر الشريف وعلماء المسلمين لتقديم الأبحاث لتطويره؛ ولتحديد الرؤية المستقبلية لإعادة الهيكلة، وأن تخصص مادة في الدستور عن الأزهر الشريف.
من جانبه أيد الشيخ زكريا بلال مدير عام الوعظ بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف المطالب التي دعا إليها جميع الأطياف السياسية لإصلاح الأزهر وإعادة هيكلته، وضم أوقاف الأزهر إليه واستقلاله استقلالا كاملا، وأن يكون تعيين شيخ الأزهر بالانتخاب كما ورد في وثيقة الأزهر.
اتفق معه الشيخ د. عيد محمد يوسف عضو لجنة الفتوى بالأزهر مؤكدا أنه يجب إصلاح الأزهر من الناحية المالية باستقلاله عن الدولة، وعودة الأوقاف التي احتلتها الدولة واستولت عليها إلى رحاب الأزهر كي يستطيع أن يصل للنهضة الأولى التي تبوأها من قبل. مشيرا إلى ضرورة أن يستقل الأزهر بالفتوى حتى لا تتعدد الجهات التي تصدر الفتاوى.