بالرغم من عدم اقتناع آلاف المواطنين بالشفافية والديمقراطية التي أكد عليها المسئولين في مصر والخاصة بسير العملية الانتخابية على منصب رئيس الجمهورية إلا أنهم أكدوا على مشاركتهم في أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد عقب ثورة يناير والتي يتنافس فيها 13 مرشحا. وما بين الطامح والحالم بالمقعد الأول في مصر وصل الصراع إلى منتهاه مع اقتراب بدء عملية الاقتراع والمحدد لها يومي 23 و24 من مايو الجاري بين كافة المرشحين ال13 والتي انحصرت المنافسة بين عدد قليل بينهم حسب استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت بمختلف محافظات مصر.
ومحافظة الإسماعيلية شأنها مثل باقي محافظات مصر لاسيما وان المنافسة انحصرت بين عدد قليل من المرشحين أبرزهم الخماسي عمرو موسى ومحمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي واحمد شفيق.
وبات المرشح عمرو موسى يسير بخطى ثابتة في سباق الرئاسة وهو ما أكدته آراء عدد كبير من مواطني الإسماعيلية الذين أكدوا أن مرشحهم يحظى بقبول واسع على الساحة السياسية خاصة وانه يمتلك خلفية سياسية متميزة من خلال عمله بوزارة الخارجية وجامعة الدول العربية فضلا عن قدرته في احتواء الأزمات بالإضافة إلى شعبيته الكبيرة إبان فترة تواجده مع نظام الرئيس المخلوع بعدما كان رافضا لسياسة النظام في كثير من الأمور، الأمر الذي رفع من أسهمه وقتها، وهو ما يعد حائط الصد المنيع للحملة التي يقودها العديد حول انتمائه لنظام الرئيس السابق والتي سماها البعض ب"عصا موسى".
في الوقت نفسه لم يكن موسى منفردا بالشعبية الكبيرة في المحافظة الهادئة غير أن تواجد مرشح الإخوان محمد مرسي وإعلان العديد من الجهات والجماعات الإسلامية دعمها له كان له الأثر الكبير في ارتفاع أسهمه في سباق الرئاسة رغم الحملة الشرسة التي يواجهها الإخوان عقب إعلانهم نية الدفع بمرشح في انتخابات الرئاسة على عكس ما أكدته الجماعة في السابق.
وإن كان الإخوان قد نجحوا في حصد غالبية المقاعد البرلمانية في مصر إلا أن البعض أكد أن اكتساحهم في هذه الجولة لن يكون في صالح مرشحهم الرئاسي في ظل تدني أسهم الجماعة منذ توليهم الشئون التشريعية وسقوطهم أكثر من مرة في أخطاء وصفها البعض ب"الساذجة".
وعلى جانب آخر، وبالرغم من ارتفاع أسهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بشدة في الأيام الأولى من فتح باب الترشيح إلا انه تراجع بشدة مع اقتراب موعد بدء الجولة الانتخابية الحاسمة بسبب ما تناولته ألسنة المواطنين عن انتماءه الخفي لجماعة الإخوان المسلمين وان ما أعلن عن استقالته "تمثيلية" الغرض منها كسب الجماعة لأصوات مؤدي مرشحهم المعلن محمد مرسي ومعارضيهم لمرشحهم الخفي أبو الفتوح، وهو الأمر الذي بدأ في تصاعد مستمر.
ورغم عدم التأكد من تلك الشائعات إلا أنها أثرت بشكل كبير على أبو الفتوح وبدأ منافسوه يروجون بحرفية شديدة تلك الشائعات فضلا عن رفض الغالبية من مواطني الإسماعيلية ما أعلنه من قبل أبو الفتوح لتصديه للرئيس الراحل أنور السادات خلال المناظرة التي يتباهى بها إلى الآن المرشح، واصفا إياها بالمناظرة التي هزت السادات رغم اتفاق الجميع على أن السادات كان واحدا من أفضل وأعظم رؤساء العالم العربي إلى الآن، بالإضافة إلى اعترافه بتأسيس الجماعة الإسلامية واعتزازه بها رغم ما قامت بها من جرائم حسب ما وصفه المواطنون وكلها أثرت على المرشح المستقيل من جماعة الإخوان.
في المقابل صعدت أسهم المرشح احمد شفيق نسبيا في الفترة الأخيرة وتحديدا عقب المؤتمر الصحفي الذي عقده وهاجم فيه عصام سلطان وخيرت الشاطر وتأكيده على أن الأول كان عميلا لأمن الدولة في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مقربة أن شفيق سقط في اكبر خطأ له بمحافظة الإسماعيلية بعدما اسند حملته الانتخابية بالمحافظة بشكل غير معلن إلى أمين الحزب الوطني المنحل أكرم الشافعي والذي قام بدوره باستقطاب أعضاء المنحل في هذه الحملة والتي فسرها المصدر بإعادة تكوين الحزب الوطني من جديد في حالة فوز شفيق وهو ما يعني أن تسريب مثل هذه الأخبار يعني سقوط شفيق على الأقل بمحافظة الإسماعيلية.
وان كان المثير ما سبق ذكره عن فرص واسهم مرشحي الرئاسة فإن المثير حقا هو الارتفاع الجنوني في أسهم المرشح حمدين صباحي والذي يكاد يكون الحصان الأسود في هذه الجولة ليس فقط لكونه أقل المرشحين دعاية وإنما لأنه أكثرهم استفادة من أخطائهم والتي بدأت منذ إجراء المناظرة التي دارت على الهواء بين المرشحان عمرو موسى وحمدين صباحي لا سيما وأنهما فشلا في إقناع المواطنين بشخصيتهما ولم يؤكد فوز مرشح على آخر إلا مؤيدي المرشحان الأمر الذي استفاد منه بشدة المرشح صباحي والذي كسب تأييد رافضي موسى وأبو الفتوح فضلا عن الرافضين للتيارات إسلامية.
أضف إلى ذلك إعلان رابطة ومشجعي الألتراس الاسمعلاوي عن احتمالية دعمهم لحمدين خاصة بعدما تسربت أنباء عن أن الأخير ينتمي للنادي الزمالك والذي تربطه بالدراويش علاقات طيبة، فضلا عن تعاطف الشباب بمحافظة الإسماعيلية مع المرشح الذي اعتبروه اصغر المرشحين سنا وخبرة تؤهله لقيادة مصر.
وبصورة عامة فإن المشهد الانتخابي وإن انحصر بين هؤلاء المرشحين فإن هناك 7 آخرين لديهم نفس الطموح والأمل الذي يتمسكون به لعل أبرزهم المرشحان الدكتور محمد سليم العوا والمرشح الشاب خالد علي.
وعلى هذا الأساس، فإن صراع الانتخابات الرئاسية في محافظة الإسماعيلية لا يختلف كثيرًا عما يشهده الصراع في باقي محافظات مصر والتي تبين انحصار المنافسة بين الخماسي السابق ذكره والتي أكد عليها جموع المواطنين أن هذه الانتخابات تحتاج إلى قدر كبير من الشفافية والنزاهة حتى تمر البلاد لبر الأمان.