دمشق: افتتحت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية السورية أول أمس فعاليات مؤتمر "العروبة لغة وفكراً ونضالاً " بمشاركة أكثر من مئة وخمسين باحثا ومفكرا عربيا. وقد التقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس بعدد من المفكرين والمثقفين المشاركين في المؤتمر حيث دار حوار حول أهم الأفكار والآراء التي طرحت في المؤتمر من قضايا وتحديات في الوطن العربي وكيفية مواجهتها . وخلاله شدد "الأسد" على دور المثقفين والمفكرين العرب في مواكبة نبض الشعوب العربية والربط بين النظرية والتطبيق بهدف ترسيخ فكرة العروبة وتقديم الفكر القومي بشكل منفتح وحضاري. ووفقاً لوزارة الإعلام السورية يناقش المؤتمر على مدى خمسة أيام ستة عشر محوراً، تتناول فكرة العروبة ومكوناتها، وأثر اللغة في المكون العروبي، والآفاق الثقافية والحضارية للعروبة، وعلاقة العروبة بالدولة والدين والعولمة والهوية والتنوع الاثني، وعلاقتها بالقضية الفلسطينية، ونظرة العروبة للحداثة والسياسة والعلمانية والأصولية الطائفية والمذهبية، ومستقبل العروبة في ظل ما تتعرض له الأمة العربية من مخاطر هيمنة ومخططات تفكيك وتفتيت. وأشارت "العطار" بكلمتها إلى أن بعض العواصم العربية انتشرت بها لافتات تعيدنا إلى التقسيمات السابقة للمنطقة بدواعي ما يسميه البعض المصالح والارتباطات والظروف وضرورات الانسجام مع وضع دولي قاهر، لافتة في هذا السياق إلى تصدي كتاب بأقلامهم المناهضة للدعوة إلى نبذ التمسك بالمواقف القومية والتخلي عن لغتها وعدم الاسترسال مع ما يصفونه بأحلام التاريخ اللاواقعية، وإلى امتلاك المرونة الضرورية لمقاربة المجتمع الدولي بلغة الدبلوماسية الملساء ومنطق المجاملات الذي يفتقر إلى المصداقية ، وهو الأمر الذي تحقق به خسائر فادحة للأمة . كما عرضت د.العطار المطامع الاستعمارية التي استهدفت الأرض العربية، وما استتبع ذلك من غزو واستعمار لنهب ثروات الأمة العربية وتاريخها وبلدانها وحضارتها والذي بلغ ذروته في اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور، موضحة أن الفكر القومي العربي سرعان ما دخل في مراحل يقظته وأخذ في نضال العرب دور المحرك محتضنا تحت جناحيه مشرق العرب ومغربهم في كل واحد. وتطرقت د.نجاح العطار إلى ضعف الموقف العربي حيال القضية الفلسطينية ، ما شجع إسرائيل على التمادي في تنفيذ مخططاتها الأشد خطرا وخصوصا عندما أدركت أن المجتمع الدولي لن يردعها وأنها تستطيع أن تهزأ حتى بقرار المحكمة الدولية. وأضافت ان إسرائيل تريد تهويد فلسطين كلها وليس القدس فحسب، ومن هنا جاءت قراراتها التي تحاول بها أن تعبث بعروبة السكان العرب في فلسطين عام 1948 وفي الجولان وتعطي لنفسها الحق في بيع ممتلكاتهم إلى من يرغب من اليهود.