أعرب السفير السودانى لدى مصر كمال حسن عربى في أن يكون هناك موقف عربى قوى وداعم للسودان فى مواجهة الاعتداء على أراضيه من جانب دولة الجنوب. وقال السفير كمال حسن عربي في مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة السودانية بالقاهرة اليوم الثلاثاء لقد طلبنا عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العربى بالقاهرة بعد غد الخميس لاننا حريصون على أن تكون مواقف الجامعة العربية قوية، فالسودان دولة عربية تم الاعتداء عليها، ولابد من موقف عربى واضح جدا ونحن طلبنا هذا من الجامعة العربية ووجدنا استجابة قوية جدا، والأمين العام أصدر بيانا قويا جدا بعد البيان الأول الذي لم يكن مرضيا تضمن ادانة واضحة وصريحة للعدوان الذى تم على السودان .. كما تمت الاستجابة لنا فى عقد اجتماع لوزارء الخارجية العرب لنشرح للاخوة العرب هذه العلاقة بيننا وبين دولة جنوب السودان حتى يكون هناك رؤية واضحة بالنسبة لهم .
وردا على سؤال حول ردود الفعل العربية إزاء الاعتداء على أراضي السودان من جانب دولة الجنوب أبدى السفير السوداني أسفه قائلا "إن ردود الفعل العربية كانت أقل من ردود فعل كثير جدا من الدول البعيدة عن السودان، حتى الدول الأوروبية والصين وروسيا وغيرها من الدول كانت ردود أفعالها قوية ونحن سندنا وعمقنا الاستراتيجي هى الدول العربية ، واستهدافنا هو استهداف للدول العربية لذلك نحن نريد موقفا عربيا قويا جدا يدعم السودان ضد الاستهداف العسكرى لأراضيه في محاولة خنقه اقتصاديا ونتوقع دعما من الدول العربية في هذا الاطار بما يعيننا على تجاوز هذا الاستهداف.
وردا على سؤال حول النتائج المترتبة على اعتداء جنوب السودان على منطقة "هيجليج" أوضح السفير كمال حسن ، على أنه يتم حاليا حصر الاضرار التي تسبب فيها جيش دولة جنوب السودان وتقدمنا بشكوى الى مجلس الأمن حتى يتم تعويض السودان عن كل هذا الضرر الذي لحق بنا.
وأضاف أن لدينا منشآت تم تدميرها بالاضافة الى نفط تم ايقاف استخراجه طوال فترة الاعتداء حيث كان معدل الانتاج يصل قبل الاعتداء الى نحو 40 الف برميل فى اليوم وبالتالى لابد من تعويضنا عن كل هذه الخسائر.
وكشف السفير السوداني بالقاهرة،أن وجود عناصر من جنسيات أخرى غير دولة جنوب السودان شاركت في الاعتداء على أراضي السودان وهذا أمر سهل التعرف عليه من شكل الافراد انفسهم ولكننا لن نفصح عن ذلك الان حتى نتأكد منها بشكل قاطع.
وحول ما يتردد عن تواجد اسرائيلى في الجنوب، قال السفير السوداني ، ان الدور الاسرائيلي معلن للجميع وليس خفيا على أحد وكلنا سمعنا تصريحات سلفاكير رئيس جنوب السودان الذى قال لولا اسرائيل لما قامت دولة جنوب السودان وان اسرائيل بدأت فى دعم جنوب السودان منذ عام 1955.
وأضاف، أن إسرائيل موجودة بأسلحتها وخبرائها ودعمها اللوجستي والفني للجنوبيين والدور المعلن الان هو الاوغندى حيث أعلنت اوغندا دعمها لجنوب السودان في أي حرب ضد دولة السودان ..أما الدور الأكبر والمعلوم هو الدور الأمريكي الذي يعمل لصالح الجنوب والمستشارين الأمريكان موجودون مع حكومة الجنوب.
وقال السفير كمال حسن على اننا متأكدون ان جنوب السودان حتى الان ليس لديهإرادة أو روح ايجابية تصالحية مع الشمال لذلك لن ننخدع به بعد الان.
وردا على سؤال بشأن الدور المصرى في هذه الأزمة بين الشمال والجنوب قال السفير السودانى اننا نثمن هذا الدور ونقدره جدا لانه كان فيه اشفاق الاخ على اخيه وهذه علاقة أخوة وروابط اكثر من كونها علاقات سياسية مشيرا الى أن المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة أجرى اتصالا بالرئيس السودانى عمر البشير للاطمئنان على الاوضاع فى السودان بالاضافة الى زيارة وزير الخارجية كامل عمرو للخرطوم وجوبا من اجل احتواء هذا النزاع.
واستدرك السفير السودانى قائلا " صحيح لم تكن هناك مبادرة مصرية..لكن كانت هناك محاولة للصلح بين الطرفين ووقف التصعيد فى المواقف حتى نعود للمفاوضات ، لكن من الواضح ان الجنوب رفض هذا الأمر .