اتهم مسؤول رفيع في الأممالمتحدة السلطات السورية بعدم تطبيق خطة المبعوث الأممي كوفي عنان بشكل كامل، فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون علي مسئولية الحكومة السورية في توفير الحماية الكاملة لسلامة وأمن بعثة المراقبين الدوليين الذين تم نشرهم في سوريا، بموجب قرار مجلس الامن رقم 2042 الصادر يوم السبت الماضي. وقال مساعد الأمين العام للشؤون السياسية لين باسكو إن الحكومة السورية لا تزال تستخدم الاسلحة الثقيلة وأنها فشلت في التطبيق الكامل للنقاط الست التي اشتملت عليها خطة السلام الدولية التي وافقت عليها دمشق.
وأضاف باسكو خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أن وقف إطلاق النار لا يزال غير مكتمل وأن "انتهاكات لحقوق الإنسان لا تزال ترتكب مع الإفلات من العقاب". وتابع قائلا "نحن في لحظة محورية بالنسبة إلى سوريا".
يذكر أن آلاف السوريين المعارضين قتلوا على يد القوات الحكومية خلال أكثر من عام من الانتفاضة التي تطالب بتغيير النظام الحاكم في البلاد. ووصف باسكو استجابة دمشق إلى عناصر خطة السلام، التي تشتمل على إطلاق سراح الأسرى والسماح بالمظاهرات السلمية، بأنها "غير كافية على الإطلاق". وأعرب عن أمل الأممالمتحدة في أن يؤدي نشر المزيد من المراقبين في سوريا إلى المساعدة على إنهاء أعمال القتل وخلق الظروف المواتية لبدء "عملية سياسية ذات مصداقية".
وفي واشنطن ، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن بلاده ستواصل بالتعاون مع شركائها الدوليين ممارسة مزيدا من الضغط على النظام السوري لحملة على وقف العنف الذي يمارسه ضد شعبه ومنحه حقوقه المشروعة . وأضاف ، في تصريحات اوردها راديو"سوا" اليوم الثلاثاء ، " لم يستسلم الشعب السوري لذا فلن نستسلم ومن هنا سنواصل مع شركائنا زيادة فرض الضغوط وبذل المزيد من الجهود الدبلوماسية لزيادة عزلة الأسد و نظامه".
المراقبون الدوليون وبدوره ، قال كي مون - في تصريحات للصحفيين في وقت متأخر مساء أمس الأثنين بتوقيت نيويورك - "إنه من المهم للغاية أن تقوم الحكومة السورية بتوفير الحماية الكاملة لسلامة وأمن المراقبين وضمان حرية الوصول، وحرية التنقل".
ونوه مون إلي أن المندوب السوري بالأممالمتحدة بشار الجعفري أبلغه بأنه في طريقه الي دمشق لنقل هذه الرسالة الي حكومة بلاده، والتأكد من تعاون دمشق التام بما في ذلك الدعم الجوي للبعثة الأممية.
وأعرب الأمين العام عن أمله في أن تتعاون سوريا بشكل كامل مع المبعوث الخاص المشترك، كوفي عنان، مشيرا الي أنه ناقش معه أمس الأول موضوع أمن المراقبين والدعم الجوي لأفراد البعثة هناك.
كما أعرب عن امتنانه العميق لمجلس الأمن الدولي، وقال "إن أعضاء مجلس الأمن تحدثوا بصوت واحد وقاموا باتخاذ التدابير اللازمة بطريقة موحدة، من خلال قرارين وكان آخر هذءه التدابير التصريح نشر بعثة مراقبة من 300 عضوا في سوريا". وفي سياق الجهود الدولية المتواصلة لتضييق الخناق على سوريا ، عزز مجلس الأمن الإثنين، مجددا التدابير التقييدية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي ضد النظام السوري، وذلك نظرا لخطورة الوضع في سوريا فقد قرر المجلس اعتماد تدابير تقييدية على التصدير إلى سوريا على مواد إضافية مثل المعدات والسلع والتكنولوجيا التي يمكن استخدامها في القمع الداخلي ، كما وافق على فرض حظر على مبيعات السلع الكمالية من الاتحاد الأوروبي إلى سوريا. وكانت الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي كاترين أشتون ، قالت في وقت سابق: "لقد فرضنا عقوبات اضافية ضد النظام السوري بسبب القلق العميق إزاء الوضع و استمرار أعمال العنف، على الرغم من وقف اطلاق النار.وطالبت بضرورة وقف القمع في سوريا" وسوف يعتمد المجلس تشريعات تنفيذية لتحديد البنود التي تغطيها من قبل هذين الحكمين. وتعد هذه هي المرة الرابعة عشرة التي يفرض فيها الاتحاد الأوروبي تدابير تقييدية ضد النظام السوري منذ بدء عمليات القمع العنيفة ضد السكان المدنيين سقوط قتلى على صعيد التطورات الميدانية، افادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن عدد قتلى يوم امس الاثنين بلغ 80 شخصا معظمهم في حماة. وقالت اللجان في تقرير خاص عن زيارة المراقبين الدوليين لمدينة الزبداني فى ريف دمشق ان قوات النظام السوري سحبت دباباتها لمسافة 800 متر من المدينة لتضليل المراقبين الذين دامت زيارتهم للمدينة 10 دقائق فقط الحدود الأردنية في هذه الاثناء، قالت وكالة إغاثة اردنية إن القوات السورية هاجمت عشرات اللاجئين الذين كانوا يحاولون الفرار من سوريا إلى الأراضي الأردنية يوم السبت. وقال محمد أحمد إياد المتحدث باسم وكالة الكتاب والسنة الخيرية إن عشرات السوريين نقلوا إلى المستشفى عقب عبور الحدود إلى الأراضي الأردنية. وأضاف إياد أن اللاجئين بدت عليهم آثار حروق وجروح وطلقات نارية. وتحدث اللاجئون عن أشخاص آخرين كانوا يحاولون العبور معهم، لكن القوات السورية استطاعت القبض عليهم، بمن فيهم 50 امرأة.