آيها المستقرئ العزيز... قبل أن نقف سويا بالتفكر والتدبر ومحاولة الإعقال أمام بعض الحقائق التي تعرقل... وأحيانا تعوق... سرعة وإنسياب مسيرة مصر السياسية نحو الإستقرار والأمن والنماء الشامل المستهدف... أود أن اؤكد على ثلاثة أمور إسترشادية لمن شاء إستبصار وجلاء رؤية في تناوله للشأن المصري منذ 11 فبراير 2011 وحتى كتابة هذه المقالة... !!! أولا في مواجهة سطحية مطلب البعض... بمجلس رئاسي... حتى يتم إعداد الدستور وإنتخاب رئيسا لمصر... أشير مذكرا... إلى أن سياسة وحكم مصر يديرهما مجلسا رئاسيا دستوريا... يملك كل مقومات الإدارة السياسية والحكم... وهي المقومات غير المتاحة فقط لغيره... والتي بها تميزت ثورة مصر بما لم تتميز به ثورة على مستوى العالم حتى الآن... رغم شدة استهدفها من الخارج والداخل على السواء...!!! ثانيا يعلم أهل خبرة حق العلم أنه ما من أمر أرتكن حسمه للعامة... إلا وضل سبيله عن عدل الحق وصلاحه... ويصبح ذاك الضلال أكبر حين يكون إرتكانه إلى مخلوط أشباه الخاصة بأطماعهم الذاتية مع العامة...!!! ثالثا بما أن مصر كغيرها من الدول جميعا ودون أدنى إستثناء... هي جزء لا يتجزء سياسيا من العالم... فإن أهل خبرة حق العلم يعلمون ويدركون أيضا حتمية إحتساب كثير من الأمور السياسية... لتحقيق محاور أمن مصر القومي... وفي مقدمتها التنمية الشاملة... ومن تلك الأمور على سبيل المثال لا الحصر... ما هو آت...!!! 1. أن تكتمل وتستوي هيئة النظام السياسية للدولة بكل أركانها المؤسسية... وذلك بمقياس هوية الدولة والأعراف الدولية...!! 2. الهيمنة الحكيمة على الإختلافات الشعبية السياسية... وما تنتجه من هدر زمني... وإستنزاف ثروات وطاقات كان من الأجدى أن تكون قوة مضافة لتحقيق محاور الأمن القومي... وكذا الهيمنة المحكمة على آلا يتحول الإهدار والإستنزاف وسببهما إلى حالة من الفوضى بالواقع السياسي والشعبي... فذاك أعظم مستهدف لأعداء مصر...!! 3. أن تكون كلية المسيرة... فرصة مقننة... لتعليم وإنتاج أجيال سياسية مستبصره تدرك حق الإدارة والتواصل ونقل الخبرات لمن بعدها...!!! والآن... وبإدراك ما سبق... ما هي أهم المعوقات الدفينة تحت سطح ظاهر ومظاهر الأحداث في مصر...؟؟ والتي إستغلها ووظفها البعض غير القليل من الخارج والداخل لخدمة مستهدفاته الضارة بمصر ومقدرات شعبها...!!! أولا يجل الشعب المصري كرامته المتكونة من مميزات فريدة تفرد بها من دون شعوب الدنيا... فهي كما ذكرنا كثيرا فطرة سماوية موروثة وإكتساب حضاري من خبرات الآف السنين... وللشعب المصري أساليب وصور متعددة في حماية كرامته والحفاظ عليها... من تلك الصور أن يعرض عن التفاعل ويتحوصل بكرامته حتى تتاح له فرصة الإطلال المؤقت من حوصلته أو الخروج منها... مثل خروجه وإعلاء شأن كرامته أثناء وبعد حرب رمضان اكتوبر 1973... ثم عودته للتحوصل مع بدايات 1982 وتولي الرئيس السابق حسني مبارك حكم مصر... وهو التحوصل الذي طال إجترار مرارته حتى أحتقن في محبسه...!!! شاء الله أن يكسر الشعب المصري حوصلته في 25 يناير 2011... وراح إحتقان تحوصله السابق يتفجر شوقا لحرية كرامته... ولكن ذاك التفجر المنطلق بمكبوتاته... قد غاب عنه الكثير من المتغيرات حين كان حبيس نفسه المتحوصلة... ولذا كان إندفاعه للمشاركة السياسية غير مكتمل الوعي والإدراك... ولذا... صار من اليسير توظيفه عشوائيا من الخارج والداخل بطرق ووسائل مباشرة وغير مباشرة... فتحول بذلك إلى صاحب حق أعمى الإدراك السياسي... وبات حملا ضاغطا حينا وموجات فوضى جارفة أحيانا... حملا تموج به وتتناقل توجيه موجاته الحزبية والطائفية والفئوية بذاتية نفع كل منها الخاص والضار بصالح مصر قدرا وشعبا... وتلك كانت ومازال بعضها الكبير من معوقات الأمن القومي المصري بصفة عامة... ومحور تنميته الشاملة بصفة خاصة...!!! ثانيا كان نظام ما قبل يناير 2011 في مصر... تابع تبعية العبد لسيده لمصالح أسرته الحاكمة كأفراد وعصابة... ولذا صار ميسرا للخارج إجتذابه لإستراتيجيته إجتذابا شبه كامل... فبات قدر مصر بذلك كنزا استراتيجيا لأعدائها... وحفاظا منهم على ما اكتنزوه راحوا فأسسوا بها ولها ما لا يفلتها قط من أيديهم... أسسوا أحزابا وطوائف وفئات عميلة لهم... ثم ربطوا ووثقوا كل ذلك ببينيات إستراتيجية إقليمية أيضا... سواء ربطا تقاطعيا أو تباينيا... فأضف آيها المستقرئ ذلك وتأثيره المباشر على حال العمى الإدراكي السياسي الشعبي المتفجر بمكبوتاته عساك تدرك... ما حدث منذ 11 فبراير 2011 وحتى كتابة هذه الكلمات... وحاول إدراك حجم وتأثير تلك العقبة وذاك العائق على أمن مصر القومي... واستدعى لذاكرتك الحرائق والمظاهرات والإعتصامات والتخريب وقطع الطرق وتفشي الإجرام المنظم الممنهج...الخ...!!! ثالثا من مستولدات البند السابق وتوظيفه الخائن للبند الأسبق... انظر بتدبر آيها المستقرئ لما هو آت من مجرد أمثلة وليس حصر..!!! 1. العقبة تلو العقبة تصنع وتستولد أمام إسترداد مصر لأموالها التي تم تهريبها للخارج... لخزائن أعداء مصر... وهذا حجبا لعامل مساعد قوى في معالجة إحتقان الشعب وفوضى تصرفاته... وحجبا لعامل هام لحفظ أو دفع التنمية الشاملة...!!! 2. تقليص حجم صادرات مصر... أي تقليص دعم الموازنة العامة المصرية...!!! 3. وضع شروط سياسية مرفوضة من كرامة مصر السياسية... لإقراض مصر من البنك الدولي أو الإتحاد الأوروبي...!! 4. المطالبة بما على مصر من ديون وفوائدها... ورفض التأجيل... أو التأجيل بفائدة مركبة...!!! 5. تهديد حدود مصر... من الشرق والغرب والجنوب... عسكريا حينا... وبتهريب السلاح والمخدرات والأمراض والعملاء بصفة دائمة...!!! 6. تحريك النزعات الطائفية والإنفصالية والجماعية ضد القيادة السياسية العسكرية في مصر...!!! 7. دعم كل ما سبق بإعلام مرئي ومسموع ومقروء موالي للخارج وعملائه في الداخل...!!! وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظات هامة • بالمقالة القادمة إن شاء الله... سنستعرض دور المجتمع الدولي ومواثيقه... ثم الأحزاب وانتهازيتها الخائنة في صنع العقبات...!!! ** مفكر إسلامي... خبير سياسي استراتيجي