القاهرة: أكد الدكتور محمد الدسوقي "أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة": أنه يجب على الأب الذي أخذ من مال ابنته الخاص على سبيل الأمانة أن يعيد لها هذا المال ؛ لأنه ليس له حق فيه وإنما هو مجرد مؤتمن عليه ، كما أن ثقة ابنته فيه جعلته يأخذ هذا المال دون صك يحفظ حقها بشكل قانوني . وأضاف: أن على الأب أن يسارع في رد المال لابنته حتى لا تفقد ثقتها فيه وحبها له وذلك برد المال كاملا غير منقوص ، وإن لم يفعل فإنه يعد خائناً للأمانة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك " ، وهو القائل أيضا : " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له " . وأشار الدسوقي إلى أن الوالدين ليس لهما حق في مال أبنائهم إلا إذا كانا محتاجين لذلك ، على أن يأخذا فقط ما يكفي حاجتهما الضرورية ، ويكون ذلك بإذن الأولاد أو دون إذنهم ، لكن إذا كان للوالدين مالهما الخاص بما يكفي نفقة الحياة فليس لهما أن يأخذا من مال الأبناء إلا برضاهم . وأضاف، بحسب موقع "الفقه اليوم" ، في حديثه لبرنامج بريد القراء الذي بثته إذاعة القرآن الكريم؛ السبت 27/6/2009م : أن المولى تبارك وتعالى يقول في كتابه الكريم: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) سورة النساء آية (58) ، والأمانات تبدأ من الأمانة الكبرى التي أبت السموات والأرض أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان وهى أمانة الهداية ، والتي تنبثق عنها كافة الأمانات الأخرى التي أمر الله بأدائها ، ومنها: أمانة التعامل مع الناس ، ورد الودائع المالية والنصيحة للراعي والرعية ، مشيراً إلى أن المولى تبارك وتعالى أمرنا أن نعيد الأمانات المادية الى أصحابها ، وتبين آيات القرآن الكريم أن الذين يؤدون حق هذه الأمانات هم المؤمنون حقاً وصدقاً حيث يقول تعالى في كتابه الكريم في الحديث عن خصال المؤمنين: ( وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ) سورة المعارج آية (32) .