الأمانة بين المسلم وأصحاب الملل الأخرى فى محاضرة الشيخ عبد الله شاكر

دارت محاضرة الأستاذ الدكتور عبد الله شاكر رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية عن الأمانة وأنواعها وأهميتها فى إصلاح الأمة والفرد وسعادة المجتمع والفرد المسلم وأن ما حدث من من فواجع شتى من الحاكم والمحكوم سببها تضييع الأمانة . حيث أشار الشيخ فى خطبته داخل مسجد الفتح الإسلامى بمدينة السرو دمياط إلى آية كريمة فى كتاب الله تعالى فى سورة النساء تعتبر الدستور الإصلاحى للأمة كما أنها تعمل على سعادة وفلاح المجتمع يقول سبحانة وتعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا )
والأمانة جمع أمانات والأمانات كثيرة ومتعددة والمسئولية تقع على وعليك وعلى الجميع فى هذه الآية والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوصه ومن الأمانات 1 - أمانة العلم وأخاطب به أهل الفقه ويجب على المسلم أن يتعلم ما يلزم معرفته لدينه وعلى العالم أن يعلم الناس ما يحتاجونه فى سبيل ذلك والعالم إذا تكلم يتكلم بالحق والعلماء يقع على عاتقهم الكثير لأن الأمة تتطلع إليهم وعلى العالم أن لا يطلب سمعة ولا شهرة ولا رياء وأضاف أن العلوم لا تقف عند العلوم الشرعية فقط رغم كونها أفضل العلوم إلى أنه على المسلمين أن يتعلموا العلم النافع من العلوم التى يطلق عليها العلوم الحديثة مثل الألكترونيات والفضاء والفيزيا ء وغيرهاو يجب على المسلمين أن يتعلموها ويسخروها لخدمة المجتمع المسلم ويجب أن يتحلى العالم بالأمانة فى أخذالعلم ونقل العلم وطرح العلم 2 - أمانة الكلمة حيث نجد الآن وسائل الإعلام تتبارى فى نقل الأخبار عبر الفضائيات وغيرها وبعضهم يجنح عن الصواب ويتلون كلامه بالكذب والغش والخداع من أجل المال والشهرة والترقية والتقرب من الحاكم ونقل أخبارخاطئة إلى الحاكم مما يضر بالمجتمع وينتشر الفساد وهذ لمسناه قريبا فى ثورة يناير التى كشفت زيف البعض منهم لذا فأمانة الكلمة تعمل على إصلاح المجتمع 3 - أمانة المال وتتعلق بكل شىء مادى أنت مؤتمن عليه حتى لو كان شيئا قليلا مثل كتاب أو شريط وكل شىء استرعاك الله علية فى وظيفتك وعملك وتجارتك وغير ذلك 4- أمانة التربية وهى مسئولية كبرى من المعلم والأسرة والإعلام وأهل العلم الشرعى فكل ذلك مسئولون أمام الله فى تربية الأبناء وتعليمهم العلم النافع وتأديبهم إسلاميا وكلكم راع وكل مسئول عن رعيته . 4 أمانة الحاكم أن يحكم بالعدل بشرع الله وما افترضه الله وإذا حدث خلاف فالحكم إلى كتاب الله وسنته وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شىء فدوه إلى الله وإلى الرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرا وأحسن تأويلا ) وهنا فى هذه الأية الكريمة قال أطيعوا الله ثم كرر لفظ أطيعوا مرة آخرى فى أطيعوا الرسول أى أن طاعة الرسول طاعة مستقلة لعصمة النبى صلى اه عليه وسلم ووجوب طاعة الله ووجوب طاعة الرسول ثم جاءت كلمة أولى الأمر بدون لفظ أطيعوا لأن الله سبحانة وتعالى يعلم أن طاعة البشر قد تأتى بما يخالف الشرع وعندئذ ينيغى أن نرد الأمر إلى الله ورسوله حتى نحكم فينا كتاب الله ونرضى بحكم الله وهنا نكون مؤمنين حقا ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ثم أشار الشيخ إلى أن هناك أمانات متعددة أخرى منهاأمانة العبادات وحمل الدين ثم عرض حديث بمفهوم جديد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أد الأمانة لمن إئتمنك ولا تخن من خانك )رواه أبو داود حيث أكد فى شرح الحديث على أهمية أداء الأمانات حتى ولو كان المطلوب الأداء إليه على غير ملة الإسلام مهما قدم لنا من أذى فلا نخونه أو نؤذيه مقابل خيانته لنا
حقا ما أروع الإسلام وتنفيذ تعاليمه حتى مع إصحاب الملل الأخرى ولو التزم المجتمع المصرى بالعمل يالآية الكريمة الخاصة بالأمانات لساد الاستقرار والسعادة كل أبناء الوطن من حاكم ومحكوم وغير ذلك وماسمعنا عن التجاوزات الكبيرة التى حدثت من المسئولين فى حق أنفسهم وحق الشعب ولساد الهدوء والأمن كل النفوس على مختلف طبقاتهم ما ما أحوجنا اليوم إلى تطبيق شرع الله حتى يرفع الله ما ألم بنا وتسود السعادة والأمن كل الناس من حاكم ومحكوم
طلعت العواد