أكد د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة المصري على الدور المتزايد لوسائل الإعلام والتكنولوجيا في الثورات العربية ، واعتبر أن الثورة تندلع بعد افتقاد الشعوب لمعنى وجودهم وشعورهم بالإحباط والفقر . وخلال افتتاح مؤتمر "الثورة والثقافة" الذي تشهده دار الأوبرا المصرية اليوم، أكد "عبد الحميد" أن الثورة ترفض النمطية والإنغلاق وراء رأي مهيمن واحد، وهي إن ركنت للماضي وحده تصاب بالتدهور ومن ثم الموت. ومن جانبه قال د. سعيد توفيق أمين المجلس الأعلى للثقافة أن مراقبة الثورة بعد عام على إندلاعها أمر هام خاصة لشعور الناس أن أهدافها لم تتحقق بعد، مضيفا أن الثورة لا تتحقق أهدافها إلا بتغير وعي وثقافة المجتمع حولها، وهو درس عميق تعلمناه من الفيلسوف الألماني الكبير هيجل . ودافع "توفيق" عن الدولة المدنية وقال أن العلمانية لا تعني التحرر من الدين، وأن الليبرالية لا تعني التحلل من القيم الأخلاقية. من جانب آخر ألقى أحمد بهاء الدين شعبان كلمة المشاركين في المؤتمر والتي أكد خلالها أن أنظمة الحكم باتت بحاجة ماسة للإستبدال لأنها معيقة لحركة المجتمع. وأكد شعبان أن هناك الآن من يستهدف العبث في مكونات الهوية المصرية الموروثة ، ومن ذلك تلك المحاولات للنظر للأدب باعتباره لا قيمة له وأن ما كتبه محفوظ كان فسادا وانحطاطا ، معلنا رفضه لأي رقابة على الإبداع . وأوضح شعبان أن الثقافة حق اصيل للشعب وليست منحة من حاكم او هبة من طرف لا يجب ان تخضع لآليات السوق. حكى د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة حكاية عن ملك مولعا بالثقافة والكتب، فجمع كل الكتب التي ملأت نصف القصر الذي عرف انه لم يستطع قراءتها، فطلب من اشخاص تلخيصها في كتاب واحد، وكتب هذا كله في كتاب بعد عشرة سنوات في 600 صفحة يمثل القيم والحكمة، وبعد أن قرأه وجد انه لم يجد الخبرة والحكمة الإنسانية، ثم طلب منهم تلخيصه في صفحة واحدة، وبعد اسبوع قرأ الصفحة ولم يصل إلى الحكمة، فارجعه اليهم لتكثيف الحكمة، ففي اليوم التالي قرأوا له جملة واحدة وهي "ربما كنت أنا على خطأ وأنت على صواب، أو كنت أنت على خطأ وأنا على صواب، فلماذا لا نتحاور".