افتتح صباح اليوم، السبت، الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة، المؤتمر الدولى الأول، حول ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، بعنوان "الثورة والثقافة"، بالمسرح الصغير بدار الأوبرا، ورافقه الدكتور سعيد توفيق، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسى حزب الاشتراكى المصرى، والذى ألقى كلمة المشاركين فى المؤتمر، وطالب الحضور بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الثورة، وحضر الافتتاح عدد كبير من المثقفين. وقال الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة: كثيرًا ما تصبح الثورات بعد اندفاعاتها الأولى المبهجة، مسكونة بالماضى، من الأفكار، من خلال تراكب صور فوق بعضها، ولا يوجد مزج بينهما، بين القديم والجديد، وهو ما يخلق حالة من الشك وفقدان اليقين، والغرابة، وليس من علاجٍ لهذه الحالة، سوى الحوار وتقرير وجهات النظر، والتخلى ولو تدريجيا عن التثبيت على الماضى، لندرك المستقبل، والذات. وقال الدكتور سعيد توفيق، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، كان مقررًا أن تحدث فعاليات هذا المؤتمر فى الذكرى الأولى للثورة، وتم التأجيل بسبب المظاهرات والاضطرابات التى جرت فى ذلك، وحينما توليت لم أفضل تأجيله مرة أخرى، بالرغم من كونه يصادف عطلات رسمية فى الدولة، ولا أخفى سرًا أننى كنت متوجسًا ألا يصادف هذا المؤتمر جمهورًا كبيرًا، مضيفا "ولكن ما أشاهده هو دليل حى، على أن مصر تبقى دائمًا نابضة بالحياة، والأصل بهذا المؤتمر أننا نتأمل الثورة بعد انقضاء أكثر من عام عليها، ذلك أن المرء لا يستطيع أن يتأمل الحدث حينما يكون جزءًا مشاركًا فيه، ولذلك فإن أوراق المؤتمر تتأمله بدقة، من كافة جوانبه". وأكد توفيق، أنه من الضرورى أن نفهم ابتداءً معنى هذا الذى حدث، ولماذا حدث، قبل أن نستشرف أفقه، إن هناك من يرونه أقرب إلى الانتفاضة، وليس الثورة بمعناها الدقيق، لأنها تعنى تغيرًا فى النظام ذاته، وبنية المجتمع، وهذا صحيح، وربما يلقى هذا الرأى استحسانًا من عامة الناس بعد مرور عام على الثورة، ولم يتحقق شيئًا من أهداف الثورة، ولكن لابد من الاعتراف أن ما حدث هو ثورة، وإن لم تكتمل، فالخطأ أننا نتصور أن الثورة ولو كانت لحظة مكتملة فى ذاتها، وأنها لا يمكن أن تكتمل إلا صاحبها تغير فى الثقافة، فى وعى الناس، وفى حياتهم، وتعليمهم، لن يحدث هذا إلا بعدما يتغير الوعى ذاته لديهم، فهذا هو الدرس العميق الذى تعلمانه من الفيلسوف الألمانى الكبير "هيجل"، عندما يعرف الناس أن العلمانية ليست كفرًا وإلحادًا، وأنها ليست ضد الدين، وأن الليبرالية لا تعنى التحرر من القيم الأخلاقية، وعندما يصل من قاموا بالثورة إلى عموم الناس كافة. ووجه أحمد بهاء شعبان دعوة للوقوف حدادا على أرواح شهداء ثورة 25 يناير والشكر لكل الكتاب الذين ناضلوا ضد ظلم دولة مبارك، ومن بينهم الدكتور عبد الوهاب المسيرى والكاتب صنع الله إبراهيم والراحل إبراهيم أصلان، مؤكدا على أن حركة كفاية والسادس من أبريل وكلنا خالد سعيد والجبهة الوطنية للتغيير من أهم الحركات التى دعت للاحتجاج ضد دولة الظلم، ورفعت سقف الديمقراطية والتعبير عن الرأى. ولفت شعبان إلى محاولة البعض العبث فى الهوية المصرية التى تراكمت فيها الطبقات المتوالية عبر قرون من التفاعل لتكون ما وصفها بسبيكة حضارية تجمع كافة الطبقات الشعبية، موجهًا اللوم لبعض الجماعات المتطرفة التى تصف نفسها بالتيارات المتحفظة لتخريب الثقافة المصرية، وكذلك الإبداع اللذين ترى فيهما تخريفًا وتخريبًا لما قدمه نجيب محفوظ بإبداعه الراقى العالمى باعتباره أدبًا فاسدًا، كما تنظر إلى الأدب المصرى باعتباره مجموعة متعفنة من النسبية الموجودة بالمجتمع المصرى لتجعل همه البحث عن نقطة سولار وخبر ودعمه بدلاً من دعم الكتاب والثقافة. كما عبر شعبان عن حزنه العميق لتغلل تلك التيارات لفرض هيمنتها على المصريين الذين يفتقرون الثقافة لتخويف المصريين من كلمات مثل الليبرالية والعلمانية وتشويه صورتهما وعزل مصر نهائيًا عن العالم الخارجى وانفصالها عنها، على الرغم من مقاومة الكتاب أنفسهم للفكر الإمبريالى الذى يسعى للسيطرة على العالم.