ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الخميس أنه مع استعداد كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ طويل المدى على الرغم من الاحتجاج الدولي الواسع الذي ينتقد مثل ذلك العمل لم يبق لدى إدارة الرئيس باراك أوباما سوى القليل من الخيارات تتمثل فى محاولاتها للتقليل من قيمة الدعاية لقادة كوريا الشمالية بالاضافة إلى تجنب انتقاد انفتاحها الدبلوماسى الفاشل حيال بيونج يانج فى أواخر فبراير/شباط الماضي. وأشارت الصحيفة الامريكية في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني إلى تجهيز البيت الأبيض ردا حادا ازاء إطلاق كوريا الشمالية ذلك الصاروخ والمزمع في منتصف أبريل الجاري.
ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك الرد سيشتمل على وقف اتفاق المساعدات الغذائية الذي أعلن قبل ستة أسابيع وفقا لماقاله مسؤول أمريكي كما تخطط الولاياتالمتحدة ايضا لحشد الإدانة العالمية ازاء إطلاق الصاروخ الذي تصر بيونج يانج على أنه يهدف إلى وضع قمر صناعي في المدار وهو الأمر الذي تشير إليه واشنطن باعتباره خرقا لإلتزامات كوريا الشمالية على الساحة الدولية.
وفي هذا الصدد قالت الصحيفة أن خيارات الإدارة الأمريكية تبدو محدودة مع ذلك..حيث أشار المسؤول إلى أن الولاياتالمتحدة لن تسعى لفرض المزيد من العقوبات في مجلس الأمن لأنها بالفعل فرضت عقوبات مشددة على كوريا الشمالية ، وتحتاج واشنطن إلى المحافظة على رأس المال السياسي مع الصين وروسيا لكسب تأييدهما لإتخاذ تدابير في المستقبل ضد سوريا وإيران لذا فإن السيناريو الأكثر ترجيحا سيتمثل في خطاب ضعيف من قبل رئيس مجلس الأمن.
وأوضحت الصحيفة أنه مع تأكيد كوريا الشمالية بحقن الصاروخ بالوقود بدا ان إطلاقه أصبح وشيكا مما سيجعل إدارة أوباما تواجه أزمة دبلوماسية جديدة وذلك عقب اتفاق يأمل من خلاله المسؤولون الامريكيون أن يكون من شأنه فتح فصل جديد مع دولة معادية تقليدية ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتها. ولفتت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية إلى محاولة مسؤولين في البيت الأبيض لتجنب الانتقادات ازاء صفقة تقديم المساعدات الغذائية في كوريا الشمالية مقابل تعهدها بوقف العمل بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم والسماح للمفتشين الدوليين بدخول البلاد.
وعلى عكس إدارة الرئيس السابق جورج بوش، قال نفس المسؤول، أن إدارة أوباما لم تعط الشطر الشمالي أي شيء قبل انتهاكها الاتفاق بالاعلان عن خطط للمضي قدما في إطلاق القمر الصناعى .
وأضاف أن الادارة تتوقع من كوريا الشمالية الالتزام بشروط أخرى للصفقة اذا ماكانت تأمل كما قالت فى إجراء حوار دبلوماسي شامل.
وقالت الصحيفة أنه لا تزال، بالنسبة للرئيس أوباما الذي يفخر بعدم الوقوع في فخ أخطاء الرؤساء السابقين في التعامل مع كوريا الشمالية النهاية الدبلوماسية الفاشلة بمثابة حلقة محبطة بالنسبة له الأمر الذي يعد بمثابة دليل على أن التغيير في القيادة في بيونج يانج المتمثل في زعيمها "كيم جونج اون" لم يفعل شيئا لتغيير سلوك بيونج يانج بضرب قرارات الأممالمتحدة عرض الحائط ، متجاهلة بذلك الداعم الأكبر لها "الصين" فضلا عن التراجع عن صفقات مع الولاياتالمتحدة.
وأعرب مسؤولون في الإدارة الامريكية عن خوفهم من أن إطلاق الصواريخ يمكن أن يكون الأول في سلسلة من الاستفزازات، التي يمكن أن تشمل بعد ذلك اختبار قنبلة نووية ربما يتم تغذيتها بواسطة اليورانيوم عالي التخصيب مضيفين بأن التجربة النووية تكاد تكون عاملا يجبر الادارة على اللجوء إلى مجلس الأمن.
وأشارت الصحيفة إلى تساؤل بعض المحللين عن سبب أن إدارة أوباما لم تصر على طلب ضمانات خطية من كوريا الشمالية تؤكد عدم إطلاقها لصاروخ باليستى وبدلا من ذلك، كان من الممكن أن تؤجل الإدارة الإتفاق لمعرفة ما اذا كان الكوريون الشماليون مضوا قدما في إطلاق الصواريخ أم لا.
ولفتت الصحيفة إلى ابداء محللين التعاطف مع مأزق الادارة لكن البعض اعربوا عن اعتقادهم بأن التقويم السياسي ليس فقط في الولاياتالمتحدة، ولكن في الصين وكوريا الجنوبية، اللتان تواجهان ايضا تحولات سياسية قد أدى إلى استرخاء الدول ازاء الضغط على كوريا الشمالية.