حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شئون القدس بالمنظمة أحمد قريع "أبو العلاء" من الأخطار الجسيمة التي تتهدد المسجد الأقصى جراء الانتهاكات الإسرائيلية اليومية المتصاعدة، وتزايد اعتداءات المستوطنين باقتحامه تحت حماية شرطة الاحتلال. وأشار قريع في بيان له اليوم أن نحو 57 مستوطنا متطرفا قاموا بالتجول الاستفزازي في باحات الأقصى، وبعد ذلك أقاموا طقوسا خاصة بهم شملت رقص وغناء على مداخله، خاصة عند مدخل باب السلسلة أحد البوابات الرئيسية للأقصى.
واعتبر قريع أن ما يجري في هذه المرحلة يؤكد استمرار سياسات التحدي الإسرائيلية لكل مشاعر المسلمين واستفزاز الفلسطينيين، وهو الأخطر فيما يتعلق بالسيطرة التدريجية على المسجد الأقصى، كما حدث في السيطرة التدريجية على الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل.
وأشار إلى أن تقسيم المسجد الأقصى جاء بعد ارتكاب مذبحة داخل الحرم الإبراهيمي ضد المسلمين المصلين الآمنين من قبل عصابات من مستوطنة "كريات أربع"، وبدلا من أن تعاقب إسرائيل المعتدين، قامت بتقسيم الحرم الإبراهيمي، مما مكن هؤلاء المستوطنين من السيطرة على الحرم، وبات دخول المصلين المسلمين إليه لا يتم إلا بتصريح من قبل سلطات الاحتلال.
وأكد قريع أن الظروف المحيطة بالمسجد الأقصى هذه الأيام تنذر بافتعال أحداث مخططة على شكل جنوني تقوم بها عصابات المستوطنين لفرض سياسة جديدة وواقع جديد في المسجد الأقصى.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع "أبو العلاء" رئيس دائرة شئون القدس بالمنظمة أن إحكام السيطرة الأمنية على المسجد من خلال المراكز الشرطية الإسرائيلية المنتشرة في ساحاته وعلى مداخله، ونشر آلات مراقبة اليكترونية متطورة على جدرانه وعند بواباته، إضافة إلى الحفريات المستمرة أسفله، وعلى مساحات واسعة في باطن الأرض في محيطه، وفرض قيود مشددة على دخول المصلين إليه، ومنع شخصيات ورموز دينية ووطنية من القدس ومن الداخل الفلسطيني من الوصول إليه، كلها مؤشرات على ما يحمله المستقبل من مخاطر تهدد المسجد الأقصى .
وقال قريع "يرتبط بهذه المخاطر ما تقوم به إسرائيل وعصاباتها الاستيطانية من خطط تفضي إلى تهويد محيط الأقصى والبلدة القديمة بالكامل، كما يحدث يوميا في مناطق سلوان ورأس العمود والعيسوية والشيخ جراح، حيث يتكثف البناء الاستيطاني، والسيطرة على مزيد من عقارات المقدسيين.
ودعا قريع العالمين العربي والإسلامي إلى تحمل مسئولياتهم، ودعم صمود المواطنين المقدسيين فعلا لا قولا، باعتبارهم حماة القدس وسدنة مسجدها العظيم، وقال "إن التطورات التي يشهدها العالم العربي يجب أن لا تمنع قادة الأمة وشعوبها من الانتباه للمخاطر التي تتهدد المقدسات الإسلامية والمسيحية والوجود العربي الفلسطيني في القدس".