بالرغم من إننا في الألفية الثالثة إلا أن محافظة الإسماعيلية تحمل بين طياتها قرى عديدة لم ترتقي لهذه الألفية ومازالت تفتقر للكثير من عوامل الحياة الطبيعية. قرية أبو بلح الواقعة على طريق الإسماعيلية الصحراوي مازال يعيش مواطنوها في معاناة يومية من جراء افتقارهم للبنية الأساسية من مياه الشرب والكهرباء والصرف الصحي والمخابز وغيرها من المرافق العامة.
في البداية عبرت سيدة محمود ذات إل 50 من عمرها عن استياءها مما يعاني منه سكان قرية ابوبلح يوميا والتي وصفت القرية بالمقبرة خاصة مع الانقطاع الدائم للماء والكهرباء واللذان يمثلان أهمية خاصة لكونهما من ضروريات الحياة مشيرة إلي استعانة المواطنون لمياه الآبار الجوفية كبديل لمياه الشرب أو أنهم يلجئون في أحيان كثيرة لشراء الماء خاصة وان مياه الآبار ملوثة وتصيب العشرات بالعديد من الأمراض.
ويضيف سيد أبو حميد ومحمد تهاني أن الحياة في مثل هذه القرية أصبحت مستحيلة في ظل هذا الكم من الذل والإهانة حتى أن الماء الذي هو ابسط شيء متوفر بمصر لكونها بلد النيل العظيم إلا أننا محرومون منه علي الرغم من أن خطوط الماء ممتدة إلي داخل منازلنا جميعا ولكن ما فائدة هذه الخطوط بدون ماء بالإضافة إلى افتقار القريتين لشبكة الصرف الصحي والتي اعتمد مواطنوها على استخدام "الخزانات البدائية" التي تهدد أطفالهم بالموت المحقق بالاضافة إلى تسببها في تلوث المياه الجوفية.
ويشير خليل محمد إلى أن أهالي أبو بلح يقومون بدفع رسوم الماء بانتظام مقابل قيمة سحب واستهلاك هواء فقط لان مواسير الماء لا تحمل سوى الهواء المضغوط.
وتساءل كل من حسين فتحي ومحمود صابر وطارق عبد اللطيف عن عدم اهتمام مسئولي المحافظة بهذه المشاكل التي أصابت القرية بالشلل التام خاصة وان كيفية الحصول علي الماء تستلزم مجهودا شاقا متمثل في حمل العديد من "الجراكن " لمسافة تبعد ما يقرب من 2 كيلو أو انك تضطر إلي شراء الماء والذي يصل سعره أحيانا إلي 2 جنيه لجركن.
ويرى السيد قضاوي أن الحال لا يختلف كثيرا بالنسبة للكهرباء والتي أصبحت في انقطاع دائم الأمر الذي جعل القرية تتحول لظلام دامس مع غروب الشمس وهو ما تسبب في شلل حركة سير المواطنين ليلا.
وتابع مواطني أبو بلح مطالبهم بإنشاء مركز طبي لهم في ظل ارتفاع حالات الإصابة بالكثير من الأمراض خاصة وان اقرب مستشفى هي المستشفى العام الذي يبعد عنهم بعشرات الأميال كذلك طالب مواطنو أبو بلح بضرورة التواجد الأمني أو إنشاء نقطة شرطة للقضاء على ظاهرة البلطجة التي أصبحت من صفات قريتهم.
وناشد أهالي قرى الإسماعيلية بتدخل اللواء جمال إمبابي محافظ الإسماعيلية في التأكد من الخدمات العامة التي تفتقدها هذه القرى وكذلك ضرورة اعتماد ميزانية عاجلة لتوصيل شبكة الصرف الصحي حفاظا على أدمية المواطنين.