تل أبيب : بعد عاصفة من الانتقادات التي تعرض لها إثر اتهامه وزير الحرب إيهود باراك بأنه المسئول الأول عن مجزرة أسطول الحرية ، تراجع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن هذا الأمر وأعلن في بيان صادر عنه أنه هو المسئول الأول في هذا الصدد . وكان نتنياهو أنهى الاثنين شهادته أمام "لجنة تيركل" الحكومية لتقصي الحقائق في الأحداث التي رافقت الهجوم على أسطول الحرية وحمل خلالها وزير الحرب ايهود باراك والجيش الإسرائيلي المسئولية عن تلك الأحداث، قائلا إن هيئة السباعية الوزارية لم تجر بحثا حول تفاصيل مواجهة الأسطول. وقال نتنياهو أمام أعضاء لجنة تيركل إنه أصدر تعليمات لباراك تقضي بأن يركز الاستعدادات في إسرائيل لمواجهة الأسطول وإن باراك هو العنوان الوحيد في هذا الموضوع. وأضاف أنه قبل 5 أيام من مهاجمة السفينة مرمرة أي في 26 أيار/ مايو الماضي بحثت السباعية في الجانب الإعلامي للعملية العسكرية الإسرائيلية ضد الأسطول وأن تلك الهيئة لم تبحث في تفاصيل العملية ولا في انعكاساتها السياسية على إسرائيل. وفي رده على سؤال طرحه رئيس لجنة التحقيق القاضي المتقاعد يعقوب تيركل ، قال نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي هو الذي قرر في شكل اعتراض سفن الأسطول والسيطرة عليها. وتابع " لقد طلبت في جلسة 26 أيار/مايو طرح اقتراحات بشأن قضايا إعلامية، فقد أردنا الاستعداد من الناحيتين السياسية والإعلامية وأردت أن نقوم بعملية عصف أدمغة، وجميع الوزراء في السباعية قالوا إنه على الرغم من الضرر الإعلامي إلا أنه ينبغي تطبيق الحصار بسبب أهميته للأمن ". وأضاف " لأنه وفقا لرأي جميع الجهات يجب أن تكون العملية العسكرية المنفذ الأخير فإن التعليمات كانت أنه يجب تنفيذها بحيث يكون هناك الحد الأدنى من الاحتكاك مع نشطاء الأسطول وقد بحث الجيش الإسرائيلي بدائل عدة وفقا للتعليمات التي أصدرتها، ولكن وفقا للتعليمات التي أصدرها باراك أيضا ". وعندما سأله رئيس اللجنة تيركل : الجيش هو الذي قرر ما الذي ينبغي فعله إذاً؟ ، أجاب نتنياهو " نعم هذا ما يحدث دائما... المستوى السياسي يقرر السياسة والمستوى العسكري ينفذ، والجيش قرر دائما طرق العمل لتطبيق الحصار وهو يقوم بعمله بإخلاص ". وتهرب نتنياهو من الإجابة على سؤال طرحه عضو لجنة التحقيق عاموس حوريف حول ما إذا درست إسرائيل بدائل أخرى غير السيطرة بالقوة على سفن الأسطول . وفي رده على سؤال حول ما إذا تم خلال المداولات التي سبقت العملية الإسرائيلية طرح تقديرات بشأن قوة المقاومة المتوقعة على متن السفن، قال نتنياهو إن هذا الموضوع تم طرحه بصورة عفوية وخلال الحديث عن مشكلة الاحتكاك المتوقع من الناحية الإعلامية. وتابع نتنياهو وهو أول شاهد أمام اللجنة " إنني مقتنع بأنه في نهاية تحقيقكم سيتضح أن إسرائيل والجيش الإسرائيلي عملوا بموجب القانون الدولي وأن مقاتلي الجيش الإسرائيلي على سطح سفينة مرمرة أظهروا شجاعة غير معتادة في أداء مهمتهم والدفاع عن النفس أمام خطر داهم على حياتهم". يذكر أن قوات البحرية الإسرائيلية اعترضت أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة في 31 أيار/ مايو الماضي وهاجمت قوة كوماندوز تابعة لسلاح البحرية السفينة التركية مرمرة واستشهد على متنها 9 نشطاء وأصيب عشرات آخرين بجروح.