سبحان الله... فرغم سماوية قدر مصر بشهادة القرءان... ورغم شرف إنتساب ذاك التفرد التقديري إلى رسل وأنبياء الله بداية من آدم وحتى محمد عليهم جميعا صلوت الله وسلامه... ورغم شهادة التاريخ الحضارية... وشهادة المكان الجغرافية الحاكمة دوليا... ورغم ما بين الزمانية التاريخية والمكانية الجغرافية من ثراء مناخ وثروات قدرية مادية ومعنوية... ورغم واقع وحقيق شهادة رسول الله الخاتم بأن شعب مصر هو خير أجناد الأرض فعلا وتفاعلا بكل زمان... ورغم ما توج كل تلك الشهادات العظمى بتاج صدق الإيمان بالله والإسلام له... رغم كل تلك النعم والعطايا... من ذا الذي يصدق الذي يعتري ساحة مصر السياسية من تفاعلات حزبية وطائفية وفئوية واهنة بنزعات ذاتية وأهواء متدنية... تتميز بالجحود والنكران... ويتعاظم التعجب الاستنكاري حينما تدعي بعض تلك التفاعلات انها إسلامية... وازعم... والحكم لله...أن سياسة الإسلام منها براء...!!! ارى... والرؤية الحق لله... أنه قبل أن نقف بالتناول السياسي أمام ذاك البعض الشارد بإسلامه السياسي عن عدل الحق بجحوده ونكرانه لفضل الله... أود التأكيد الثابت على أهم سمة من سمات وفطرة خير أجناد الأرض... أي خير شعوب الأرض وهم الشعب المصري... وهي سمة شدة وقوة الإعتقاد الديني... فهو شعب عقائدي بفطرته أي كان نوع الإعتقاد وكيفيته... فاليهودي والنصارني والمسلم لله كل منهم شديد التمسك بما آمن واعتقد به وفيه... وهذا بمراد التقدير الإلهي يعود لخصوبة معنى وماهية إسم مصر... وهذا يفسر سببية أنهم خير أجناد الأرض لأن الفرد... الجندي... العقائدي هو أشد الجنود جلدا ومراسا... وحينئذ... فعلينا آلا ننسى تلك الفطرة والسمة بذاك البعض السياسي المصري الشارد عن الجمعية المصرية بما آمن به سياسيا واعتقد أنه الحق بالمعيار الاسلامي...!!! بذات السمة المصرية السابقة... وبالإعتقاد الإسلامي لله واختلاف الأخذ بمعياره كيفيا وكميا... بات للإسلام السني في مصر صور جمعية وطوائف شعبية هي كميا بالترتيب الآتي بعد...!! 1. الغالبية العظمى وكثرتها من الشعب المصري يتمسكون بيسر الوسطية الحق للإسلام... ويتبعون رأي الأزهر الشريف في توقيع ذلك سلوكيا وسياسيا... ولا يحبذون الإتباع الفردي الكهنوتي أو الجماعي التعصبي... وكذا الإلتزام المذهبي... فتلك الكثرة الشعبية لا يعنيها إن كان رأي الأزهر شافعي أو حنبلي أو حنفي أو مالكي...!! 2. الطائفة السلفية... وتلك الطائفة هي الأقرب لروح وسطية الشعب لما تتميز به من حفظ القرءان والسنة والتعمق الفقهي ثم حميد السلوكيات وعدم الغوص والإهتمام بنفاق وانتهازية السياسة... ولكن... ذلك القرب والود الشعبي يتوقف عند حد الإتباع المنهجي والجمعي لما يراه من جذب عن يسر الوسطية التطبيقية سلوكيا اجتماعيا سواء على المستوى القطري أو الاقليمي أو الدولي... فمن سمات خصوبة الشعب المصري... سمة الألفة الإجتماعية واندماجيتها العامة... فهو شعب ودود بفطرته...!!! 3. جماعة الإخوان المسلمين... وهي جماعة خارجة على الطائفة السلفية ومنشقة منها... ورغم إنها دائما ما تردد أن ماهيتها دعوية... إلا أن حقيقة واقعها وسلوكياتها وتوجهاتها سياسية وما الدعوى سوى سبيل ووسيلة استخفافية لتكبير كمية شعبيتها كي يتيسر عليها تحقيق السيطرة والتمكين السياسي... ومن يدرك متى ولماذا وكيف تأسست بداياتها بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة وليست 1928 يدرك... كيف اكتسبت السمات والأساليب السياسية التي منها ما هو مقبول إسلاميا وأكثرها مكروه أو محرم إسلاميا مثل... الكذب والتدليس ونكران فضل الآخر... ومثل سمتين أساسيتين تتميز بهما جماعة الإخوان وهما... تقديم المصلحة الخاصة ونفعها على الصالح والنفع العام وتنشئة كوادرها على ذاك بإنماء الذاتية الشخصية وسبل مغالبتها للآخر وحتمية حصر المصالح داخل أفراد الجماعة فقط وذاك ما يسمى... "بالبرجماتية"... أما السمة الثانية والتي تضارع الأولى في التحريم الاسلامي... فهي سمة ومبدأ... الغاية تبرر الوسيلة وهي ما يطلق عليها إسم... الميكافيلية... وللأسف فإن البعض الشعبي سليم النوايا وغير المدرك لما ذكرناه ويسعى سياسيا وهو محب للإسلام... ينخدع... ويرى في جماعة الأخوان وقدرتهم على الإستخفاف بأي خفيف ضالته... وهنا وعند هذا الحد الذي لا نريد الإسهاب في تفصيله ليظل باب التوبة مفتوحا أمام من ضل... نسأل سؤالا... له معنى عميق ومركب... كيف صارت جماعة -إسلامية الإسم- دولية... وما تأثير الدولية على إسلامها السياسي...؟؟ 4. الجماعة الإسلامية... وهؤلاء سلفيون الأصل أيضا... ولكن لم يقروا الإرتكان الدعوى السلفي بالكلمة والموعظة الحسنة فقط... ووجدوا في ذاك اليسر الدعوى عدم جدوى لنشر ونصرة الإسلام... كما لم يقروا برجماتية وميكافيلية الأخوان... بها رأوا فيهم صورة منسوخة من أصل صورة أعداء الأمة والإسلام... فقرروا تطبيق الإسلام بالقوة... واعتبروا ذلك خير جهاد... ورغم أن الكثير منهم تراجع عن ذلك... إلا أن سمة القوة الجهادية مازالت الإختيار الأفضل حين تتاح له الفرصة...!!! 5. طائفة الصوفية... أو الجماعات المتصوفة... وهم جماعات متفرقة ولكل جماعة سيد وإمام أو شيخ... وينصب اهتمامهم جميعا بحب رسول الله محمدا عليه صلوات الله وسلامه... ثم أهل بيته... ثم أولياء الله الصالحين... ولهم في ذاك الحب والوصل مناسك وأوراد وزيارات دورية... واحتفالات موسمية... ورؤى وعلامات أمر علوية... تلك الجماعات لها عالم خاص بها يروا أنفسهم فيه فوق الأبشار بما يعتقدونه من بشرى لهم ولمن يرضون به وعنه... والله بملكه وملكوته أعلم...!!! وإلى لقاء إن الله شاء ملاحظات هامة • أدلة ثبوت لما أوردته عن جماعة الإخوان التي تعاملت معها وبها منذ منتصف الثمانينات في أكثر من مجال... ولي منهم أصدقاء أعتز بهم... وما حديثي سوى بيان لواقع عساه يعتدل وطنيا وهذا ما أرجوه:- 1. من أقرب الذين كانوا الإخوان يمشون فى ركابهم... د. يوسف والي... والمهندس حسين صبور ذراع الأمريكان الطولي في مصر...!!! 2. غالبية الحاصلين على الشهادات العليا كمنح أمريكية ومن قبلها الإنجليزية هم من الإخوان... وأكثر الحاصلين على تلك الشهادت حصلوا عليها من هاتين الدولتين... بل جميع مصالح الإخوان التجارية والتمويلية من هؤلاء وبنك التقوى في جزر البهاماس خير شاهد... وكفى...!!! 3. أحاديث وبيانات ووعود الإخوان منذ بداية ثورة يناير... وثبوت كذبها... والتدليس بخفتها... باتت ردا صافعا عليهم...!!! 4. شبق التمكين السياسي الأهوج... ومحاولات تشويه جيش مصر العظيم... وأخيرا دفعهم بمرشح لرئاسة مصر... الخ... كلها أدلة ثبوت تحولت لسبيل إنتحار سياسي...!!! ** مفكر إسلامي...خبير سياسي استراتيجي رئيس حزب الوفاق القومي