بسم الله الرحمن الرحيم الذي أدعوه بأن يقر بكلماتي ما يحب ويرضى من حق كي أستطيع بيان... الحقيقة النسبية... أمام إعقالات المستهدفين... نجاة مصر... ومقامها الكريم بإسلامه لله ومداد عمره الحضاري المديد وبشعبه الذي هو خير أجناد الأرض... من ما يحاول عن عمد بعمالة أو دون عمدية القصد بجهالة... أن يلوث تلك الكرامة المصرية بلهو بعض قليل ممن ينتسبون لمصر إسما وجنسية وقد تلوثت دمائهم وأفكار ثقافاتهم بأنساب غير كريمة...!!! لتلك الحقيقة النسبية التي نحج بالقصد إليها... أبواب ومداخل رؤية وتناول متعددة... وسأتخير منها باب الإنتخابات... وسأقف أمام عدد من النقاط... منها شكلية الإجراءات... وكثافة الناخبين ومعناها... ثم نتائجها حتى إنتهاء المرحلة قبل الأخيرة منها وإستخلاص مقياس الحقيقة النسبية به من حيث القوة التأثيرية في القرار السياسي من عدمها أو ضعفها... ثم سأترك للمستقرئ العزيز تحديد كل أو بعض معالم... اللهو الخفي... من ذاك المطروح ونقاطه المحددة...!!! أولا... شكلية الإنتخابات... رغم كل الإفتعالات الإعلامية والعملية الإجرامية... التي تستهدف الطعن في شكلية ومضمون إجراءات وإجراء الإنتخابات في موعدها المحدد 28/11/2011... إلا أن الآتي بعد حدث وبنجاح عظيم شهد له العالم كله...!!! 1. إصرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة... على بصيرة تخطيط... على إجراء الإنتخابات بكل قانونية إجراءاتها في موعدها المحدد... مؤكدا إلتزامه بما خطط ووعد به الشعب... وأقره الشعب في 19/3/2011...!!! 2. تأمين كامل للناخب والمقرات الإنتخابية وسبل الوصول إليها والعودة منها... وذلك برجال القوات المسلحة والشرطة... وقد كان بفضل الله تأمينا كامل غير مجروح... وذاك ثاني تحدي تخطيطي عملي بعد الإصرار على إجراء الإنتخابات في موعدها...!!! 3. إشراف قضائي كامل على عملية التصويت والإنتخابات ومحددات إجراءاتها... وذلك من خلال لجنة عليا من أفاضل القضاة على رأسها المستشار عبد المعز إبراهيم المشهود له بالكفاءة والنزاهة وحسن الإدارة... ويتبع تلك اللجنة لجانا وسطية بينها وبين اللجان الفرعية محل الإنتخاب... وذاك كله... لضمان كرامة صوت الناخب منذ الإدلاء به وحتى فرزه وإحتساب نتائجه النهائية...!!! 4. توسيع رقعة الدوائر الانتخابية درأ للإحتكارات الشخصية والطائفية والفئوية والحزبية... وتوسيع السبل أمام الإختيار القياسي الفكري وتنافسيته...!!! 5. إقرار نسبة الثلثين للقوائم والثلث للفردي... لترحيب فرصة المشاركة الحزبية والشبابية...!!! تمت تلك الشكليات الإجرائية على يومين لكل مرحلة والإعادة فيها... وكذا الطعون القضائية... بصورة حازت نسبة 93% نجاحا منزها من أي شك... وهي نسبة عالمية غير مسبوقة وكذا نسبة الكثافة التصويتية التي بلغت 60%... وهي نسب أقرتها جميع الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية والمصرية التي شاركت في الرقابة والمتابعة على عملية الإنتخابات... ورغم هذه العظمة السياسية والإدارية والتخطيطية... نرى ونسمع أهل عمى وصم اللهو المنحرف عن جادة السبيل... بجحدون بفضل الله والمجلس الأعلى لقوات مصر المسلحة وينكرون حقه...!!! ثانيا... كثافة الناخبين ومعناها... حينما يشارك حوالي 39 مليون مصري في الانتخابات من إجمالي 50 مليون تقريبا يحق لهم الإنتخاب... ويصح من تلك الأصوات حوالي 31 مليون صوت... وتحصل الإنتخابات على النسب المئوية سالفة الذكر... فذاك يعني برؤيتي أمرا واحدا محددا هو ثقة الشعب المصري في مؤسسته العسكرية... وإنتمائه إليها... وإئتمانه لها على كرامته الكلية وليس صوته فقط... وتلك رسالة واضحة المعالم لأهل اللهو وجهالة عمالته...!!! ثالثا... نتائج الإنتخابات... من العرف شبه الثابت لدى العامة من دون أهل الإختصاص العلمي التحليلي القياسي... هو أن نتائج الإنتخابات هي مقياس قوة وحضور الحزب أو الفرد شعبيا... وخاصة حين تتميز الإنتخابات بالرقي والنزاهة الإجرائية كما حدث في مصر ومرحلتي انتخاباتها حتى الآن... ولكن... للإنتخابات وخاصة النزيهة منها... حالات خاصة... تجعل المقياس السابق المستقر عرفيا غير مكتمل بسلامة القياس... ومن تلك الحالات... حالة مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 وما تعبأت به من لهو خفي نسبيا... وبإنحرافه عن سمات مصر والمصريين... نعم... لهو طائفي... لهو حزبي... لهو فئوي... لهو سياسي من الخارج مضاف على ما سبق من لهو جهالة وعمالة... ولسوف نوضح ذلك ونحدد معالمه في الآتي بعد...!!! 1. وقوع أحداث طائفية مفتعلة شاذة عن الفطرة الشعبية المصرية... ثم ظهور أحزاب حديثة تحمل سمة وصبغة تلك الطائفية وتضم تحت جناحي نسرها الروماني فئات تنتسب عضويا وتنظيميا ونفعيا ذاتيا للنظام الفاسد السابق.. سواء كانت تلك الفئات سياسية عامة أو حزبية أو إعلامية أو ثقافية أو مالية... الخ... ذاك جعل غالبية الناخبين يقررون إختيار... عباءة الإسلام إنتخابيا... وذاك بدافع مزدوج يجمع بين أن 95% من شعب مصر مسلمين سنة ولا يأتمنوا سوى الإسلام حكما... ويجمع بالتبعية والحمية الإسلامية... التحدي الإنتقائي الإنتخابي..!!! 2. يمثل الشعب المصرى بأغلبيته الإسلاميه في مصر... أفراد بعينهم... ثم أحزاب... وتلك الأحزاب تحديدا هي... حزب الإخوان المسلمين... حزب السلفيين... وحزب الجماعات الجهادية الإسلامية... وحزب الوسطيين المسلمين ...وحزب الليبراليه العلمانيه... وحزب الطرق الصوفية... ثم أحزاب قديمة وحديثة كثيرة ضعيفة...وحينذاك إنتخابيا...بدا بالخطأ الإحترافي السياسي أن أحزاب السلفيين والجماعات الإسلامية... متشددين نسبيا... وبما أن حقيقة إسلام المصريين هو إسلام وسطي حضاري يسع متغيرات كل زمان ومكان... فقد تجنبت أصوات كثيرة جدا جانب السلفيين... ولم يصوت لهم سوى كل قاصد عن حب وقناعة لجانب منهجهم... ومن ذاك صاروا الحزب والكتلة الوحيدة التي تعبر نتائج الإنتخابات عن قوتهم الشعبية... تلك القوة التي إمتلكت المركز الثاني إنتخابيا بجدارة حقيقية...!!! ولكن... ظل جزء من التشدد السياسي غير الموضوعي يمثل جزء من إنحراف اللهو الخفي السياسي... مع الأسف...!!! 3. الحزب الذي إحتل المركز الثالث إنتخابيا بجدارة أيضا... الحزب الممثل لظاهر الطائفية وجوهر العلمانية الليبرالية وكل من كان منتفع من النظام السابق... وقد ذهبت أصوات الناخبين له بسبيلين... سبيل العمدية الإنتمائية شعبيا... وسبيل محاولة الإتزان السياسي الذي بداخله الخوف على المنافع الذاتية من التشدد الإسلامي الذي سوقته وسائل الإعلام وخاصة المرئية منها... ولذا... فمقياس القوة الإنتخابية له... مقياس مجروح بالبطلان القياس العرفي...!!! وللأسف... تشكل قوة ذاك الحزب جزء كبير من إنحراف اللهو الخفي بذاتها وثقافة إعلامها...!!! 4. اما الحزب الذي نال المركز الأول إنتخابيا وبجدارة... فهو حزب جماعة الأخوان المسلمين... وقد حصد هذا الحزب كثرة أصوات الناخبين بسبيلين أيضا... سبيل قصد وعمدية أصوات جماعة الأخوان المسلمين تنظيميا وإنتمائيا وذاك أمر بديهي لا غضاضة فيه... أما السبيل الثاني والمرجح لما ظهر به الحزب من قوة إنتخابية إختيارية نزيهة وكبيرة... فهو سبيل كثرة أصوات الناخبين الحريصين بقوة على المشاركة الإنتخابية والتصويت... للإسلام إنتماء و تحدي... ولكن صوتهم أصابه التخوف الإعقالي السياسي من ظاهر ومظاهر تشدد السلفيين إسلاميا... وكذا ما أصاب وجدانهم الإعقالي السياسي من عدم قبول كتلة حزب العلمانيين الليبراليين ..وحينئذ... إذا أضفنا كثر أصوات السبيل الثاني... الناقضة لحقيقة قوة كتلة الإخوان الإنتخابية... إلى الآتي بعد...!!! (أ)تلك الكتلة مكونة من عشرة أحزاب كإئتلاف إنتخابي... ليست كلها معبرة عن الوجدان المصري الإسلامي رغم الإقرار بحرية الإختيار ونزاهتها...!! وهنا أحد منابع إنحراف اللهو الخفي...!!! (ب)الإخوان المسلمين كفريق سياسي... وتنظيم دولي كبير ...كبره يلزمه بالضرورة السياسية الإنفتاح والتعاون المتكامل مع كل الأطياف السياسية سواء كانت شيوعية أو ليبرالية علمانية... مما يصبغ سياستهم بالصبغة السياسية المتحورة بتقلب أغيار السياسة أكثر وأكبر من صبغتهم الإسلامية سياسيا... وذلك يجعلهم أمام فطرة المصريين في وضع متأرجح يميل تأرجحه إلى الإنتهازية السياسية التي يبغضها المصريين... وذاك يعظم من نبع اللهو الخفي في سياستهم وخاصة التوقيعية والإعلامية...!!! (ج)شعب مصر المسلم السني... جبلت فطرته على الإنتماء الشديد للإسلام وقواته المسلحة التي لا يجد سواها لجانبه حين الشدائد والأزمات... وتلك الفطرة المصرية الأصيلة تمقت من يحادد ثنائية إنتمائها... والأخوان المسلمين وخاصة كبار السن القيادة منهم... يكرهون القوات المسلحة المصرية... وتمتلك أنفسهم عقدة 1954 على يد الرئيس جمال عبد الناصر... وحينئذ... وبما سبق كله ومضافا إليه خصومة وكراهة الصهيونية العالمية لقوة ومصرية وعروبة وإسلام قوات مصر المسلحة... يصبح نبع لهو الإخوان الخفي... من أكبر منابع اللهو الخفي الداخلي... خاصة إنه لهو ذو آمال عريضة وممتدة الطول في حكم مصر... وهو الأمر الذي لا يستوي إطلاقا مع توازن حكمة السياسة المصرية إقليميا على وجه الخصوص والتخصيص السياسي...!!! وإلى لقاء إن الله شاء ملاحظات هامة • أجبرني حق التشخيص التحليلي السياسي المجرد... لكتابة هذا المقال... رغم حبي وصداقتي الشخصية للكثير من جماعة الإخوان... ورغم تاريخ مشترك منذ 1997 حين كان المستشار الهضيبي مرشدا عاما... وكنا أحد سبل الجماعة ودعمها سياسيا... ولكن... حب مصر وأمنها القومي دائما يحتكر الأولوية لي... ولذا أتمنى أن يفهم الأمر في إطاره الوطني السياسي...!!! • في تصريح للدكتور محمود غزلان الذي أكن للباقته الكتابية كل تقدير... قال... "لن ندعم أي مرشح عسكري لرئاسة الجمهورية حتى ولو كان كفء"... وأتساءل... لماذا... وبأي دافع علمي منطقي من دون النفسي العنصري غير اللائق... لماذا وهذا التصريح يستوي ويتطابق مع ما يثلج صدر وقلب الصهيونية العالمية قبل إسرائيل...؟؟!! • أود أن أذكر بقول الله عز وجل الذي يأمر فيقول... "ولا تنسوا الفضل بينكم"... وأعتقد بالأدلة الواقعية القاطعة... أن فضل القوات المسلحة المصرية قائم على مصر وشعبها وثورتها حتى الآن... وغدا بإذن وفضل الله... فلماذا الجحود والنكران...!!؟ ومع ذلك فلكل إنسان رأيه الخاص سواء كان مؤثر أو غير مؤثر...!!! مفكر إسلامي ... خبير سياسي إستراتيجي