أكدت مجلة "تايم" الامريكية أن الأداء السيئ لليبراليين فى الانتخابات المصرية يرجع إلى عدم فهمهم لطبيعة الناخب المصرى، وتركيزهم على تصيد الأخطاء للتيارات الإسلامية بدلا من العمل فى الشارع. ورأت المجلة أنه على الليبراليين أن يلعبوا دورا بناء فى المعارضة بدلا من البحث عن تقويض الانتخابات بالعودة إلى الاحتجاجات في الشارع، وعليهم أيضا أن يستعدوا للانتخابات المتوقعة عام 2012 و 2013، "فما زال أمامهم الوقت الكافي ليتعلموا كيف يحسنون أداءهم الديمقراطي، كما فعل الإسلاميون". واستعرضت المجلة الأميركية بعض العوامل التي ترى أنها كانت وراء تفوق الإسلاميين على الليبراليين في الانتخابات التي جرت في بعض البلاد العربية. وقالت إذا كان الربيع العربي قد بدأ بتمرد ليبرالى، فإن الخريف العربي جلب حصادا وفيرا للإسلام السياسي. فقد تمكنت الأحزاب التي تتبنى الأفكار الإسلامية من إلحاق هزيمة بمنافسيها من الليبراليين في كل من تونس والمغرب ومصر. ونقلت المجلة عن ليبراليين يشعرون بخيبة الأمل في كل من مصر وتونس تبريراتهم للهزيمة فى الانتخابات منها أن الليبراليين لم يستعدوا للانتخابات سوى ثمانية أشهر، في حين أن الإخوان المسلمين لديهم خبرة تصل إلى 80 عاما في التنظيم السياسي. ويقولون أيضا إن الإسلاميين يتمتعون بدعم مالى من السعودية وقطر، وإن المجلس العسكرى في مصر رجح كفة التصويت لصالح الإسلاميين لأن العسكر يعتقدون أن الليبراليين كانوا وراء إسقاط الزعيم السابق للجنرالات الرئيس المخلوع "حسنى مبارك". وأشارت إلى أنه من مزاعم الليبراليين أيضا أن الإخوان والسلفيين استخدموا الدعاية الدينية "إما أن تصوت لنا أو أنك مسلم غير صالح"، لتضليل الفقراء والفئات الأمية من الناخبين، حسب تعبيرهم. ورأت المجلة أن تلك المزاعم مقبولة ولكنها ليست دقيقة، مشيرة إلى أن السلفيين لا يملكون خبرة فى التنظيم السياسى سوى عشرة أشهر فقط، وقد تمكنوا من القيام بأداء جيد فى الانتخابات. وقالت المجلة إن الحديث عن الأموال والإنفاق لا مبرر له، خصوصا أن هناك من الليبراليين من يملك الأموال بكثرة وعلى سبيل المثال الملياردير "نجيب ساويرس" - صاحب شركة اتصالات عملاقة - أحد أعضاء الكتلة المصرية. واستبعدت المجلة تدخل المجلس العسكرى فى العملية الانتخابية، حيث لا يوجد أى دليل على ذلك حتى الآن . وأضافت أن مايردده الليبراليون بأن الاسلاميين يضللون الرأى العام، لا أساس له من الصحة حيث إن ذلك يعنى أن أغلبية الناخبين من السذج وهذا ليس صحيحا، وهو ما يكشف عدم فهم الليبراليين لطبيعة الناخبين والدوائر الانتخابية . ورأت المجلة أن نتائج الانتخابات أوضحت أن الإسلاميين فهموا الديمقراطية أكثر من الليبراليين، فحزب النهضة في تونس والحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين في مصر أثبتا حسن التنظيم والحملات الانتخابية. واستباقا للتكهنات بأنهم يسعون إلى إقامة نظام ديني في شمال أفريقيا على غرار النظام الإيراني، شكل الإسلاميون تحالفات مع أحزاب علمانية وأعلنوا عدم رغبتهم في السعي إلى كرسي الرئاسة في كلا البلدين تونس ومصر.