تتوالى التقديرات العالمية للوضع المصرى الملتهب وتتصدر مصر كافة الصحف العالمية الكبرى، ولكن أبرز ما أكدته تلك الصحف أن مخاوف الثوار من سرقة الثورة تحققت على يد الإسلاميين الذين اقتنصوا نجاحات الثورة وحولوها لمكاسب سياسية لأحزابهم وليس للشارع المصرى والمواطن البسيط، وأصبح التصارع بينهم على روح مصر، التي تتلهف إلى الإنقاذ وليس التجاذب بين المتصارعين. في الوقت نفسه سلطت الصحافة العربية مخاوف إسرائيل ورعبها من الوحش الإسلامى الذي يتأهب لإفتراسها، فور وصوله السلطة، على حد مزاعمهم. قالت مجلة (تايم) البريطانية إن التيارات الإسلامية فى مصر سرقت الثورة من الشباب الذى ساهم بجزء كبير فى قيام الثورة خاصة مع الفوز الكبير الذى حققه الإسلاميين فى الإنتخابات البرلمانية الحالية، ولفتت المجلة إلى شعور الشباب بأن ثورتهم سرقت. واعتبرت الصحيفة أن جولة الإعادة لن تحد من مكاسب الإسلاميين فى مجلس الشعب، مشيرة إلى هزيمة الليبراليين الذين كانو نواة ثورة الخامس والعشرين من يناير كما قالت المجلة. ونقلت المجلة عن "سهير قنصوه" إحدى الناخبات المصرية قولها "أنا قلقة من فوز الإسلاميين حتى لانعود 1000 سنة للخلف". وأضافت "أنا مسلمة، وكلنا نريد الحرية والتسامح، لكن إذا سيطر الإسلاميين على السلطة سيحدوا من حرية الجميع خاصة المرأة"، ولفتت قنصوه إلى أن سيطرة الإسلاميين على البرلمان تعنى أن اهداف الثورة قد فشلت. وعلى الجانب الآخر أكدت مجلة "إيكونوميست" الإقتصادية السياسية أن فوز الإسلاميين في الانتخابات المصرية ومن قبلها تونس والمغرب وبالرغم من كل مساوئه إلا أنه أكبر دليل على الديموقراطية، لأن التيار الإسلامي بات يشكل قاعدة شعبية كبيرة في تلك البلدان، ولذلك جاءت بهم أول انتخابات حرة نزيهة معبرة عن الشارع، بغض النظر عن سلامة اعتقاد هذا التيار أو خطأه. وأكدت أن قدوم الإسلاميين عن طريق انتخابات برلمانية حقيقية يمثل أكبر تحدِ لفلول النظام المخلوع الذى يقوم المجلس العسكري بحماية مصالحهم ليجد نفسه محاطآ بكتلة من الإسلاميين تطبق لا محالة الديموقراطية الشرعية، بفضل قدرتهم التنظيمية منذ ثمانين عاما، كما يعد فوزهم تحديا عصيبا للأقباط، الذين يدعمون بكل قوتهم الأحزاب العلمانية فى مصر، خوفا من السلفيين. ورأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إنتخابات الإعادة ستحسم ماراثون الإخوان المسلمين والسلفيين في الإنتخابات المصرية بعد أن كشفت النتائج الأولية للمرحلة الأولى عن تقدم غير مُتوقع لحزب النور السلفي ليجعل منه المنافس الأكبر للأخوان المسلمين. وأوضحت الصحيفة أن تقدم الإخوان والسلفيين في الانتخابات قد يكون دافع أكبر لشباب الناخبين لتأييد الأحزاب الليبرالية والعلمانية المُنبثقة من الثورة والتصويت من أجلهم في المرحلتين القادمتين. وفي الصحافة العربية رأت صحيفة القدس العربي في افتتاحيتها اليوم أن اتفاقية كامب ديفيد تترنح، لأن إسرائيل تدرك جيدا أن القضية الابرز التي يجتمع عليها المصريون هي معارضتهم لهم ولاحتلالاتهم البغيضة، ومطالبهم التعجيزية المهينة، سواء كانوا اسلاميين او ليبراليين، وإن كان الفارق الاساسي هو درجة هذه المعارضة، وحجم هذا العداء. وعبر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي بوضوح عن هذه المسألة في خطاب ألقاه أمس تحدث فيه عن ضرورة الاسراع ببناء الجدار العازل على الحدود المصرية - الاسرائيلية، معبرا عن أمله في أن تلتزم الحكومة المصرية الجديدة باتفاقيات السلام. وأكدت الصحيفة أن بناء اسرائيل جداراً عنصرياً جديداً على حدودها مع مصر، مثلما بنت جداراً آخر في الضفة الغربية، أمرا حتميا لانها لا تستطيع ان تعيش او تتعايش مع جيرانها، عرباُ كانوا أو أوروبيين، مثل باقي البشر، وفي زمن تتساقط فيه الاسوار، ليس لعدم جدواها فقط وانما ايضاً بسبب العولمة وحالة الانفتاح الثقافي والحضاري والاقتصادي التي تسود العالم في القرن الحادي والعشرين.