أكد الرئيس العراقى جلال طالبانى ضرورة الإسراع فى تطوير منظومة العمل العربى المشترك بما يتناسب وتحديات المرحلة، ورغبات الشباب العربى الطامح فى تنفيذ الإصلاح السياسى والاجتماعى بما يضمن كرامته. وقال طالبانى - فى كلمة له اليوم الخميس خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية فى بغداد- "إننا نوجه التحية للشعب العربي الفلسطيني الصامد على أرضه وندعم صموده من اجل استعادة حقوقه الكاملة ،ومهما انشغلنا بالأحداث فلن ننسى قضية العرب المركزية، وندين بشدة اعتداءات إسرائيل على الشعب الفلسطيني واستمرارها بالأنشطة الاستيطانية " .
ورحب باتفاق المصالحة بين الفلسطينيين، وصولا لإجراء الانتخابات الجديدة، مؤكدا دعمه للجهود العربية المبذولة لإنهاء الانقسام الفلسطينى _ الفلسطينى. وأكد طالبانى على ضرورة تقديم الدعم الكامل للفلسطينيين فى مدينة القدس رفض ماتمارسه إسرائيل بحق المقدسات، وخاصة المسجد الأقصى، مرحبا فى نفس الوقت بنتائج مؤتمر القدس الذي انعقد فى الدوحة.
وشدد على أن السلام العادل لن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال لجميع الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، بما فى ذلك الجوالان استنادا الى قرارات الشرعية الدولية التي أقرتها قمة بيروت.
وقال طالبانى "إن غياب سوريا عن القمة لا يقلل من اهتمامنا بما يجري، فنحن ندين سفك الدماء ونطالب باحترام إرادة الشعب السورى فى اختيار نظام الحكم الذى يريده.
وأكد الرئيس العراقى جلال طالبانى على ضرورة إيجاد حل سلمى للازمة السورية في ضوء قرارات الجامعة العربية بما يضمن تلبية التطلعات مع الاستفادة من جهود الوسطاء الدوليين وبخاصة المبعوث الأممى العربى كوفي أنان.
وهنأ طالبانى اليمن بنجاح الانتخابات، داعيا إلى العمل على مساعدة هذا البلد في الفترة الانتقالية ، مؤكدا دعم جمهورية الصومال وجهودها فى سير العملية السياسية ، ودعا إلى ضرورة تقديم الاغاثة للشعب الصومالى وتقديم الدعم الاقتصادى له.
وأدان طالباني الإرهاب بكافة أشكاله، مطالبا بالتعاون لمكافحته.وأكد في الوقت ذاته أهمية الإعلام دون المساس بحرية التعبير والرأى، وأهمية نبذ الإعلام المحرض على الطائفية.
وبالنسبة للقمة الاقتصادية، شدد طالبانى على أهمية الدعم والإلتزام بنتائجها والتنموية الأولى فى الكويت والثانية فى شرم الشيخ، مؤكدا العزم على تنفيذ نتائجها بما يخدم العمل العربى المشترك ويحد من تداعيات الأزمات الاقتصادية التى تعانى منها الدول العربية، والتقليل من آثاره السلبية.
وأوضح أن انعقاد القمة العربية هو دليل على استعادة العراق عافيته واستقراره، مؤكدا حرص العراق على الحفاظ على علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة ومع مختلف دول العالم.
وشدد طالبانى على أن العراق الجديد حريص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأنه معنى بتعزيز التعاون العربي والعمل العربي المشترك.
وبدوره ، قال رئيس المجلس الانتقالى الليبى المستشار مصطفى عبدالجليل فى كلمته أمام القمة العربية "إن انعقاد قمة بغداد يمثل ايذانا فعليا لبدء مرحلة جديدة يسمو فيها العراق حكومة وشعبا على نحو فاعل فى عمل عربى مستقبلى مشترك يحقق مصالح الدول العربية ويصون حقوق شعوبها ويحفظ كرامتهم ويعيد إليهم عزتهم .
وقال "إننا على ثقة بأن العراق قادر على تجاوز الصعوبات والتعقيدات السياسية والأمنية التى تعترض مساره وبناء دولته الديمقراطية التى تعيش فيها كل مكونات الشعب العراقى على أساس واحد وهو المواطنة وبتحقيق المساواة والحرية والعدالة لكافة اطياف الشعب العراقي باذن الله تعالى.
وأكد عبد الجليل حرص ليبياعلى دعم وتطوير علاقاته مع العراق وتصحيح ما شاب هذه العلاقات في السابق من تذبذب ومزاجية لفترة طويلة، مشيرا إلى أن اعادة العلاقات سيخدم المصالح المشتركة للشعبين .
وأردف قائلا "إن اجتماع القمة العربية جاء فى وقت انتصرت فيه ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن، فيما اتخذت دولا عربية جملة من الاصلاحات الدستورية وادخلت تعديلات على تشريعاتها وقوانينها استجابة لمطالب شعوبها في تحقيق الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وهو ما يشرفنا ويحقق وحدة هذا الكيان الاقليمي العربي.
وأعرب رئيس المجلس الانتقالى الليبى المستشار مصطفى عبدالجليل عن تطلع بلاده للتعاون مع جميع أشقائها تفعيلا للاتفاقيات القائمة وتمديدا لتعزيز تعاون أكثر فعالية في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك بما يخدم المصلحة العربية ويحقق التطور والتقدم والحرية والديمقراطية التي تنشدها الشعوب العربية .
وخص عبد الجليل بالذكر، تطوير التعاون القضائي في المسائل الجنائية بين ليبيا وأشقائها خاصة تلك الأقطار التى يتواجد فيها عناصر من النظام السابق الذي يمثلون خطرا ليس فقط على ثورة السابع عشر من فبراير في ليبيا وانما على الدول التي يتواجد فيها هؤلاء المطلوبون .
وقال "إن الشعب الليبى يطالب القادة العرب باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان حفظ أموال الشعب الليبى المستثمرة فى بعض البلدان والتحفظ على المنهوب منها بحوزة أعوان النظام السابق وضمان الابلاغ عنها وتسهيل اعادتها لخزائن الشعب التي نهبت منها.
وأضاف عبد الجليل "أن الشعب الليبى يطالب القمة بمساعدته على اعتماد آلية ناجحة لتأمين حدود البلاد وحماية أمنها الاقليمى خاصة وأن أكثر من ثلثى الحدود هى مشتركة مع دول عربية ويهمنا ان تكون تلك الحدود آمنة لمصلحة الطرفين.
وعبر عن الحزن والأسى لما يحدث فى سوريا يوميا من مشاهد الابادة والتعذيب والتهجير التي يرتكبها النظام السوري في حق اخواننا واخواتنا هناك ، وطالب بالاسراع فى ايجاد حلول عملية من خلال متابعة الجهود المبذولة لتنفيذ المبادرة العربية لحل الازمة في سوريا والتأكيد على أهمية نجاح جهود المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان فى إيجاد مخرج لهذا الأمر بالطرق السلمية وانتقال السلطة بشكل يوفر تطلعات الشعب السورى.