أعلن إتحاد المحامين العرب أنه يستصرخ ضمائر أصحاب الجلالة والفخامة والسمو الملوك والرؤساء والأمراء العرب بالعمل على مواجهة المخاطر الجسيمة التي تهدد الأمة العربية في وجودها وبقائها والمؤامرات الكبرى التي تهدف لتقسيم الكيانات السياسية العربية إلى دويلات عرقية ودينية وطائفية إضعافا للشعب العربي وتمزيقا لوحدته . وناشد المحامون العرب في بيان لهم اليوم بمناسبة انعقاد القمة العربية ببغداد القادة العرب بالعمل على عودة القرار العربي بعد أن تخلت العواصم العربية عن العمل العربي المشترك، وانصراف كل منها إلى همومه الداخلية الطبيعية أو المصطنعة، واعتقادها خطأ أن نجاتها من الحراك العربي الآن يجنبها المشروع الإستعمارى الذي تتبناه الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني لتقسيم الدول العربية لدويلات واحتلال خيراتها وثرواتها وبترولها عبر القواعد العسكرية الضخمة التي انطلقت منها الطائرات الحربية التي ضربت بغداد وبيروت وليبيا ودير الزور والصومال والسودان وغزة ومن قبل بحر البقر.
وأوضح المحامون العرب في بيانهم أن الواقع العربي الراهن والمرير الذي يغيب عنه المشروع العربي أو التنسيق والتعاون العربي يلقى بظلاله السلبية المستباحة حرماتها وحرمها ، والمكبل شعبها تحت الحصار الظالم ، لا أمل في عودة اللاجئين لأراضيهم، ولا حقهم في تقرير المصير، ولا إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، والعراق المناضل الذي قام الاستعمار الأمريكي الغربي بعد إحتلاله وتدميره وقتل أبنائه وتشريدهم مازال يقاوم محاولات تقسيمه ، ومازال الاقتتال الصومالي مستمرا، وتم انتزاع جنوب السودان من دولته الموحدة، وضرب ليبيا والقضاء على قدراته، والاقتتال المسلح في اليمن وفى سورية ولم تكن المظاهرات التي اجتاحت معظم العواصم العربية والمطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والمتمسكة بالقضاء على الاستبداد والفساد والتبعية السياسية والاقتصادية إلا بعد أن غابت جماهير الأمة عن المشاركة في صناعة قرارها السياسي، وممارسة حقوقها وحرياتها، وقهر بعض الأنظمة لها اعتقالا وتعذيبا ومحاكم استثنائية أو عسكرية ، ومنعها من حقوق التعبير والمشاركة السياسية، فكان للفقر والمرض والجهل الذي يعانيه كثير من أبناء الأمة بسبب كل ذلك.
وأكد المحامون العرب في بيانهم اليوم بمناسبة انعقاد القمة العربية ببغداد انحيازهم المطلق للشعب العربي في التمسك بحقوقه وحرياته، حقه في أن يعيش حرا أبيا ينعم بخيراته وثرواته، وأن يقيم دولته الديمقراطية عبر انتخابات حرة، وأن يصنع دستوره وقوانينه بإرادته الحرة ، كما يؤكد أيضا انحيازه لوحدة الشعب العربي ضد تقسيمه، مع نظامه الديمقراطي ضد الديكتاتورية مع تقدمه ضد تخلفه.
وأشار البيان إلى أن جماهير الأمة العربية تميز بين الأجندة الوطنية للتغيير السلمي الديمقراطي وبين الأجندة الأمريكية الصهيونية التي تهدف إلى التفتيت والتقسيم ، وهو يتطلب من الجميع حكاما ومحكومين توخي الحذر والحيطة ، وسرعة الاستجابة لمطالب الجماهير والتفاعل معها بالحوار المتكامل والمتكافئ والبناء نحو غد أفضل ترضاه الجماهير وتصنعه بأيديها.
وأكد البيان أن الحاجة ماسة الآن وأكثر من أي وقت مضى للعمل العربي المشترك والعمل من خلال الجماهير وبالجماهير نحو تحقيق مصالحها وحقها في الحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم ، وحقها في مواجهة أعداء الأمة بمشروع عربي نهضوي يحقق حرية الوطن والمواطن، يحقق استقلال القرار العربي وكرامة المواطن، يحقق التكامل العربي نحو مستقبل أفضل للجميع .
وأكد المحامون العرب أهمية التفاعل مع دول الجوار من خلال سياسة إقليمية تتسم بالجدية والفعالية يضعها القادة العرب تحقق المصالح المشتركة مع دول الجوار، وتضع قيدا على أي منها في التدخل في الشأن الداخلي العربي، وتضيف للعمل العربي عمقا طبيعيا من العلاقات التي تزيد العرب قوة ومناعة في مواجهة العدو الصهيوني وأعداء الأمة .
إن الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى للعمل العربي المشترك الذي يتفاعل مع الدول والشعوب الأسيوية والإفريقية والإسلامية ومنظمة عدم الانحياز ، بحيث يكون التفاعل مع هذه الدوائر والترابط معها تحقيقا لمصالح الأمة العربية.