كشفت تقارير صحيفة جزائرية النقاب عن أن السلطات الجزائرية رفضت مؤخرًا عرضًا تقدم به مدير المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي لدخول أراضيها قبل اعتقاله بموريتانيا. ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية الصادرة صباح اليوم عن مصادر مطلعة قولها إن الجهات الجزائرية المختصة رفضت هذا العرض لعلمها المسبق بتحركات "السنوسي" فوق الأراضي المالية قبل اعتقاله بموريتانيا قبل أيام. وأوضحت أن المعلومات الاستخباراتية التي بحوزة السنوسي أضحت لا تشكل أي تهديد على منطقة دول الساحل برمتها بعد النهاية المأسوية للعقيد معمر القذافي فى شهر أكتوبر الماضي. وأكدت السلطات الموريتانية يوم السبت الماضي أن الأجهزة الأمنية قد اعتقلت عبدالله السنوسي في مطار نواكشوط على متن رحلة قادمة من المغرب حاملًا جواز سفر مالي مزورًا. وأضافت المصادر أن رفض استقبال الجزائر للسنوسي جاء في سياق التطمينات التى نقلها وزير الخارجية الجزائرى مراد مدلسي للمجلس الانتقالي أثناء زيارته لطرابلس مؤخرًا من بينها عدم رغبة الجزائر احتضان أي شخصية من بقايا النظام المنهار. وأشارت نفس المصادر إلى أن الأجهزة المختصة كانت رصدت تحركات مدير الاستخبارات الليبي السابق في صحراء مالي التي من المرجح أن يكون قد دخلها متخفيًا قبل الوصول إلى المغرب بجواز سفر مزور. وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة توقيف بحق السنوسي في 27 يونيه 2011 متهمة إياه بارتكاب "جرائم وعمليات اضطهاد مدنيين ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية" منذ اندلاع الثورة ضد القذافي في منتصف فبراير 2011 وخصوصًا في طرابلس وبنغازي ومصراتة. لكن ليبيا تريد محاكمته، مؤكدة أنها قادرة على تنظيم "محاكمة عادلة"، وذكرت فرنسا أنها أصدرت بحق السنوسي "مذكرة توقيف دولية بعد الحكم عليه غيابيًا بعقوبة السجن المؤبد في التفجير الإرهابي الذي استهدف في 19 سبتمبر 1989 طائرة أوتا وأسفر عن مقتل 170 شخصًا بينهم 54 فرنسيًا.