"إن غباء السلطة كان واضحا في إصرارها على أن تجعل الأزهر مؤسسة حكومية في مواقف شيوخه ومساندتهم لسياساتها، نجد ذلك واضحا منذ تأسيس الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي وما تلاه من تنظيمات حتى الحزب الوطني، ففي كل هذه التنظيمات كانت توجد لجنة دينية يجرى ضم كبار العلماء إليها"، هكذا يؤكد الكاتب حلمي النمنم في كتابه "الأزهر.. الشيخ والمشيخة" الصادر حديثا عن مكتبة مدبولي. الكتاب يتناول دور "شيخ الأزهر" العلمي والفقهي، ومن ثم السياسي، وهو الملتبس والذي أدى في رأى النمنم إلى أن "فقدت الدولة صوتا دينيا كان يمكن أن يلفت الانتباه إلى الأخطاء التي تقع والمخاطر القادمة، وافتقد هؤلاء العلماء الكثير من مصداقيتهم ومن ثم التأثير في الرأي العام والقيام بدوره التربوي والأخلاقي وضعفت مؤسسة الأزهر وفقدت جزءا من ريادتها ودورها الاجتماعي والسياسي، وقبل ذلك العلم والفقه، وصار ينظر إليه على أنه أقرب إلى مؤسسة حزبية أو سياسية مباشرة وعلماؤه علماء وفقهاء السلطان".