يتناول الكتاب اشيخ الأزهرب من حيث الموقع والدور سواء الدور العلمي أو الفقهي أو الدور الاجتماعي, ومن ثم السياسي حيث يقدم رؤية جديدة بعيدا عن الدراسات التي قدمت الجانب التاريخي لهذه المؤسسة. في محاولة لفهم الوقائع كما دونها المؤرخون والدارسون, و يحتوي الكتاب علي كم كبير من المعلومات التاريخية والخاصة التي انفرد بها الكاتب سواء عن المشيخة أو من تولوها ودورهم البارز في الحياة السياسية ومتي ظهرت هذه العلاقة ودورها من خلال هذا المنصب, مستعرضا تاريخ الأزهر, وتحوله إلي ساحة علمية يتم فيه تقديم بعض الدروس والمناقشات الدينية ليشهد تطورا ملحوظا علي عبر التاريخ ظهر معه الدور الحقيقي للأزهر حتي أصبح قبلة العلماء المسلمين من الشرق والغرب مما جعله أهم جامع وجامعة إسلامية. كما فند ما أثير حول ارواق الأقباط ب عند تولي الدكتور أحمد الطيب مشيخة الأزهر, مؤكدا بالأدلة التاريخية انه لم يكن هناك ما يسمي برواق الأقباط, في الأزهر أو حتي وجود لدارسين أقباط كما يلفت الكتاب الانتباه إلي دور الأزهر في الحياة السياسية متناولا العلاقة بين السلطة والأزهر محذرا من جر بعض علمائه في فترات سابقة قديمة وحديثة لينساقوا وراء غواية السلطة, مما تسبب في ابتعادهم عن الدور الأول للأزهر الفقهي والعلمي, مؤكدا وجوب أن يقف الأزهر وشيخه علي مسافة من سياسات الحكومة وتوجهاتها فضلا عن ممارساتها اليومية مشيرا إلي أن توريط الأزهر في الشأن السياسي العام وطموحات النخب السياسية أدي في رأيه إلي فقدان الدولة صوتا دينيا كان يمكن أن يلفت الانتباه إلي الأخطاء التي تقع والمخاطر القادمة, وافتقد هؤلاء العلماء الكثير من مصداقيتهم ومن ثم التأثير في الرأي العام والقيام بدوره التربوي والأخلاقي وضعفت مؤسسة الأزهر وفقدت جزءا من ريادتها ودورها الاجتماعي والسياسي, وقبل ذلك العلم والفقه, وصار ينظر إليه علي أنه أقرب إلي مؤسسة حزبية أو سياسية مباشرة وأن علماءه علماء وفقهاء السلطان إلا أن مجئ الشيخ أحمد الطيب شكل كما يرصد الكتاب عودة قوية للأزهر المستقل عن الإرادة السياسية وإغواءاتها, فقد استقال من المكتب السياسي للحزب الوطني الحاكم فور صدور قرار تعيينه شيخا للأزهر, وانكفأ الرجل علي إصلاح ما تم إفساده في عهود سابقة, ومع انطلاق ثورة 25 يناير وقف الشيخ علي مسافة متساوية من الحكم ومن المتظاهرين, وكان ذلك مكسبا للمتظاهرين, فلم يتورط الشيخ فيما تورط فيه آخرون. تأليف: حلمي النمنم- صدر عن مكتبة مدبولي