هز انفجاران صباح اليوم السبت العاصمة السورية دمشق، استهدفا مقري الأمن الجنائي والمخابرات الجوية ، وسط انباء عن سقوط قتلى من المدنيين ورجال الأمن. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "أن تفجيران إرهابيان استهدفا دمشق والمؤشرات الأولية تشير إلى أن التفجيرين ناجمان عن سيارتين مفخختين". وذكر التليفزيون السوري الرسمي أن أحد الانفجارين وقع بالقرب من مقر قيادة استخبارات سلاح الجو السوري بينما وقع الانفجار الاخر في دوار الجمارك. وقال احد سكان العاصمة دمشق فى اتصال هاتفى مع وكالة الانباء الالمانية "سمعنا صوت انفجارين قويين، وبعد ذلك هرعت سيارات الاسعاف الى حي القصاع ودوار الجمارك". وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض الذي يتخذ من لندن مقرا له ان التفجيرين استهدفا "مقرات أمنية سورية" دون تقديم أي تفاصيل .
ومن جانبه ، قال الناطق الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مراد الشامي ، إن انفجارا ثالثا وقع في مخيم اليرموك في شارع الثلاثين ، مشيرا الى وجود حالات هلع بين المواطنين جراء وقوع تلك الانفجارات التي هزت أكثر من منطقة. ونقلت قناة "الجزيرة" عن الشامى قوله ان القوات الأمنية أخلت مناطق التفجير بالكامل وأغلقتها وسط انتشار كثيف لقوات الجيش. واضافت "الجزيرة" ان الشامي استنكر تصريحات التليفزيون السوري بشأن التفجيرين اللذين وقعا اليوم بدمشق، مشيرا إلى أنه لا يمكن دخول أي سيارة مفخخة إلى العاصمة دمشق بسبب الحواجز المنتشرة في كافة مداخلها وجاء ت الهجمات بد مرور يوم على حلول الذكرى الاول لاندلاع الاحتجاجات ضد نظام حكم الرئيس السوري بشارالأسد.
ويشار الى ان العاصمة السورية كانت قد شهدت ثلاثة تفجيرات "انتحارية" في شهري ديسمبر / كانون الاول ويناير / كانون الثاني الماضيين اسفرت عن مقتل العشرات.
وفي اطار المظاهرات المنددة بحكم بشار الأسد ، خرجت عشرات آلاف المتظاهرين المعارضين للنظام في أنحاء عدة من سورية، في ما أطلق عليه اسم جمعة "التدخل العسكري الفوري". ففي حلب (شمال البلاد) التي بدأت تتصدر واجهة الاحتجاجات في سورية، خرج آلاف المتظاهرين في أحياء الأشرفية والسكري والشعار وبستان القصر والأنصاري وصلاح الدين والفروس، إضافة إلى عشرات التظاهرات في ريف حلب، بحسب ما أفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي إن عددا من الجرحى سقطوا في حي السكري والفردوس في حلب اللذين شهدا شبه انفلات امني نتيجة انسحاب القوى الأمنية وترك الشبيحة يشتبكون مع المتظاهرين. وسارت تظاهرات مماثلة في ريف حلب، في بلدات وقرى السفيرة وعندان ومارع وحريكان، ومدينة واعزاز التي تنتشر فيها القوات النظامية، بالإضافة إلى مدينتي الباب ومنبج. وفي شريط فيديو، بدا مئات الأشخاص في مسجد زين العابدين في الميدان يرددون هتافات ضد بشار الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد وكذلك "الله محيي الجيش الحر". وفي مدينة إدلب (شمال غرب البلاد) التي سيطرت عليها القوات النظامية مساء الثلاثاء، خرجت تظاهرة من أحد مساجد المدينة ردد فيها المتظاهرون "ما رح نركع ما رح نركع" و"يا ادلب لا تخافي"، بحسب ما اظهر مقطع بثه ناشطون من ادلب على شبكة الانترنت. كما خرجت عشرات التظاهرات في قرى وبلدات ريف إدلب بحسب ما أفاد الناشط نور الدين العبدو من المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي القامشلي (شمال شرق البلاد)، سارت تظاهرة في عامودا، بحسب ما ذكرت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على موقع فيسبوك الالكتروني. وحمل المتظاهرون أعلاما كردية وأعلام سورية بعد الاستقلال وقبل حزب البعث. وسارت تظاهرات أيضا في درعا والحكسة والرقة التي دخلت اليوم بقوة على خط الاحتجاجات. وقال نضال، الناشط في الهيئة العامة للثورة السورية في حمص إن تظاهرات خرجت في أحياء الخالدية والبياضة وجورة الشياح والقرابيص والوعر والشماس ووادي العرب، بالإضافة إلى مناطق متعددة في الريف، وفي حي الإنشاءات الذي تسيطر عليه القوات النظامية. وأفاد ناشطون سوريون بمقتل 34 شخصا بنيران الأمن في مختلف المحافظات بينهم ستة اطفال . كسر الجمود وفي سياق تقريره الذي عرضه أمام مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة بشأن سوريا ، قال دبلوماسيون بالاممالمتحدة ان كوفي عنان مبعوث الجامعة العربية والاممالمتحدة الخاص الى سوريا حث مجلس الامن على الوحدة وكسر الجمود لدعم جهوده لانهاء العنف الذي دفع سوريا الى حافة الحرب الاهلية.
وقال دبلوماسيون بمجلس الامن طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم لوكالة "رويترز" ان عنان قال في اجتماع مغلق للمجلس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة انه كلما زادت قوة رسالتهم في دعم جهوده للتفاوض بشأن وقف اطلاق النار كانت فرصه في التوصل الى اتفاق لانهاء القتال أفضل. وقال دبلوماسي ملخصا تصريحات عنان "كلما كانت رسالتكم أقوى وأكثر وحدة كلما كانت فرصتنا لتغيير محركات الصراع أفضل." وأضاف الدبلوماسي أن عنان أبلغ أعضاء مجلس الامن بأن رد دمشق على اقتراحه للسلام المكون من ست نقاط مخيب للامال الى الان. ولكن الدبلوماسي قال ان فريق عنان يواصل المحادثات مع الحكومة السورية. ويضغط عنان من أجل وقف لاطلاق النار وبدء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة. وقال الدبلوماسيون ان عنان قال في رسالته ان الضغط الموحد من قبل مجلس الامن الدولي على سوريا نجح في السابق مشيرا الى ضغط المجلس على دمشق لسحب قواتها من لبنان. واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرارين لمجلس الامن الدولي يدينان حكومة الرئيس بشار الاسد لجهوده المستمرة منذ عام لسحق المظاهرات المطالبة بالديمقراطية.
منطقة عازلة
ويأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه تركيا الجمعة انها قد تقيم "منطقة عازلة" لحماية اللاجئين السوريين الذين يتدفقون بأعداد متزايدة هربا من قوات الرئيس بشار الأسد مما يزيد من احتمالات التدخل الاجنبي في الانتفاضة المستمرة منذ عام. ويعبر اللاجئون التلال الى تركيا ويتجنبون القوات السورية وحقول الالغام كي يتم نقلهم الى مخيمات في تركيا.
ويسبب التدفق المتزايد للاجئين وذكريات تدفق 500 ألف لاجئ على تركيا قادمين من العراق أثناء حرب الخليج 1991 قلقا متناميا لدى أنقرة. وتشير تقديرات الاممالمتحدة الى أن قوات الاسد قتلت ثمانية الاف شخص على الاقل كثير منهم مدنيون أثناء الانتفاضة التي أدت أيضا الى انقسام عميق بين القوى العالمية. وبينما ادان الغرب ومعظم العالم العربي الاسد دافعت روسيا والصين وايران عنه وحذرت من التدخل الخارجي. وحثت تركيا رعاياها على مغادرة سوريا بسبب تزايد انعدام الامن وأثارت احتمال اقامة منطقة عازلة على طول الحدود لحماية الاعداد المتضخمة من اللاجئين. وقال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان للصحفيين في أنقرة "فيما يتعلق بسوريا .. يجري بحث اقامة منطقة عازلة.. منطقة امنة.." لكنه أضاف أن هناك افكارا أخرى قيد البحث.
وقد بدأت وفود المنظمات الدولية فى الوصول إلى العاصمة السورية دمشق، بعد موافقة الحكومة السورية على قيام بعثة مشتركة من الحكومة والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي بجولة في مختلف المحافظات .
وفود دولية
وقالت مصادر سورية مطلعة ، فى تصريحات نقلها اليوم موقع "شام برس" السورى الالكترونى إن وفودا تمثل منظمات دولية بدأت بالتوافد إلى العاصمة، تمهيدا للقيام بجولة بالتعاون مع الحكومة السورية، إلى مختلف المحافظات ومنها ريف دمشق ودرعا وحمص وحماه وطرطوس وإدلب. وأضافت أن الوفود تمثل منظمات تابعة للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وهي ذاتها التي كانت قد تحدثت عنها وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية فاليري آموس، حين قالت إن السلطات السورية أبلغتها أن بعثة تقودها الحكومة ستبدأ زيارة محافظات ابتداء من نهاية الأسبوع .