تناولت وسائل إعلام إسرائيلية ومحللون الأسباب التي دفعت دولة الاحتلال للخضوع لاشتراطات الجهاد الإسلامي والقبول بتعهد واضح للوسيط المصري بعدم تنفيذ أي اغتيالات في قطاع غزة مستقبلا وحق الفصائل الفلسطينية بالرد في حال تم تنفيذ أي تصفيات في القطاع. وقالت مصادر إسرائيلية للإذاعة العبرية الرسمية أن أجهزة الأمن الإسرائيلية فوجئت بعناد الجهاد وإصراره على القتال وعلمت أيضا بان أوامر صدرت من قيادة الجهاد الإسلامي في دمشق إلى عناصرها بغزة بتوسيع دائرة النار واستهداف مدن ك"تل ابيب" وهرتصيليا ما يعني دخول أكثر من 4 ملايين إسرائيلي في منطقة غوش دان إلى الملاجئ وتعطيل الحياة في الدولة ككل والذي يعني عمليا تغيير قواعد اللعبة وإجبار إسرائيل على الدخول إلى عملية برية واسعة بغزة لم تستعد لها ولم تحسب خطوات تصاعد الأمور بسببها عربيا ودوليا بعدها مع تغيير الانتباه والتركيز الإعلامي والدولي عن الموضوع النووي الإيراني.
ويرجع السبب الثاني حسب المحللين إلى تخوفات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من دخول حماس على خط المواجهة في ظل حالة تململ سادت أجنحتها العسكرية بسبب عزوفها عن المواجهة طوال فترة القتال الماضية مشيرة إلى دخول حماس للمعركة كان سيزيد الأمور تعقيدا بسبب قدراتها العسكرية الكبيرة.
والسبب الثالث حسب تلك المصادر هو كمية الصواريخ التي أطلقها الجهاد الإسلامي في اليوم التالي من القتال والتي وصلت إلى أكثر من مائة صاروخ وهو يوازي معدل إطلاق الصواريخ لدى حزب الله في حرب تموز 2006.
والسبب الرابع هو عدم تغطية منطقة غوش دان "المركز" بمنظومة القبة الحديدية حتى اللحظة مما كان سيعرض مئات الآلاف من الإسرائيليين لخطر سقوط الصواريخ المنطلقة من غزة.
من جهتها قالت القناة السابعة الإسرائيلية أن الاتفاق الذي بوساطة مصرية هو خنوع من قبل الدولة لتنظيم "إرهابي" مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار يتم الآن وسط قواعد جديدة فرضها إرهابيو غزة على إسرائيل فيما لا تزال قوتهم الصاروخية دون مس يذكر حيث أطلق الجهاد بالأمس قبل سريان التهدئة فقط 50 صاروخ جراد على إسرائيل نجحت منظومة القبة الحديدية في إسقاط 13 منها فقط.