في ظل تزايد الضغوط الدولية والعربية التي تنادي الرئيس السوري بشار الأسد الي ضرورة وقف العنف ضد المتظاهرين ومطالبته بالتنحي وترك السلطة للبلاد، طلب السيناتور الجمهوري جون ماكين الرئيس الامريكي باراك اوباما الى الاسراع في توجيه ضربات جوية ضد النظام السوري لاجبار الأسد على التنحي . وجاءت تلك الدعوة في بيان صدر عن مكتب ماكين، الذي خسر انتخابات الرئاسة عام 2008، فيما تحاول الحكومات الاوروبية ثني الرئيس الروسي المنتخب حديثا فلاديمير بوتين عن معارضة التدخل الدولي في سوريا.
كما تحاول العديد من الدول، وخصوصا بعض الدول الغربية الكبرى، تنسيق المواقف لتدخل دولي يوقف عمليات القمع التي تقوم بها حكومة الأسد لوقف الانتفاضة السورية، التي وصل عدد ضحاياها الى اكثر من 7500 شخص منذ اندلاعها قبل نحو سنة.
سقوط قتلى
وعلي الصعيد الميداني، افادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل 19 شخصا امس الاثنين برصاص قوات الامن والجيش في مناطق مختلفة من سوريا ، بينهم ثلاثة مدنيين في مدينة درعا .
وقال المعارض السوري عمرالتلاوي فى التصريح لقناة "الجزيرة" اليوم الثلاثاء إن قوات الجيش النظامي قصفت معظم أحياء حمص بقذائف الهاون والقنابل المسمارية ، كما قام بإحراق العديد من المحال التجارية ، وارتكاب مجازر بشعة في مدينة الرستن والقصير .
وأكد التلاوي أن عدد الجرحى في حمص يقدر بالمئات وسط انقطاع تام للعالم الخارجي عنها بسبب قطع كافة وسائل الاتصالات ، لافتا إلى أن القوات الأمنية تمنع دخول أي مواد غذائية إلى حمص التي تشهد نقص كبير في المواد الغذائية بسبب إغلاق المحال بها منذ شهر .
وأشار إلى تمركز القناصة على أسطح الأبنية العالية وسط حصار قوات الأمن للمستشفى الخاص لمنع دخول المصابين ، لافتا إلى وجود نقص كبير في مواد الإسعافات الأولية والأدوية ، وعدم تواجد الأطباء في المستشفيات الميدانية خوفا من الاعتقال والتهديد بالقتل ومداهمة المستشفيات ، مضيفا " إن الجريح أصبح مشروع شهيد " .
وبشأن المساعدات التي تقدمها قوافل الصليب الأحمر ، قال التلاوي إن أهالي حمص لم تحصل على أية مساعدات طبية أو غذائية حتى الان ، مشيرا إلى أن هذه القوافل لا تدخل أي حي إلا برفقة عناصر الشبيحة ويقوم الإعلام السوري بتصوير الحدث فقط .
ويواصل الجيش السورى النظامي حملاته الأمنية المكثفة على أحياء البياضة وباب تدمر وكرم الزيتون بحمص . الى ذلك ، اظهرت لقطات فيديو صورت سرا وبثتها القناة الرابعة البريطانية الاثنين ما قالت انهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب من قبل طاقم طبي في مستشفى حكومي في مدينة حمص السورية، حيث ان حمص محور حملة عسكرية مكثفة على الاحتجاجات المناهضة لحكومة الاسد،
وقالت القناة البريطانية انها حصلت على لقطات مصورة لمشاهد مروعة في المستشفى العسكري بحمص، وصور موظف هذه اللقطات سرا وهربها للخارج مصور صحفي فرنسي.
وقال الموظف الذي صور الفيديو "اني شهدت المحتجزين يعذبون بالصعق بالكهرباء والضرب بالسياط والهراوات وكسر الارجل، ويقومون بلي أقدامهم حتى تتكسر أرجلهم.
وقام الجيش السوري بعمليات "تنظيف" الاثنين في مدينة حمص حيث كان الصليب الاحمر يسعى للوصول الى بابا عمرو معقل المعارضة السابق.
واتهم نشطاء المعارضة القوات السورية بالتعذيب وقتل المدنيين وغيرها من الجرائم لكن تقاريرهم يصعب التحقق منها بسبب القيود الحكومية على وسائل الاعلام المستقلة.
وفي تطور آخر، يتواصل تدفق المئات من النازحين السوريين الفارين من المواجهات المسلحة الى لبنان المجاورة، خشية تعرضهم الى مذابح اذا التزموا منازلهم.
جهود غربية
وفي سياق متصل، تحاول القوى الغربية الحصول على ضمانات لايصال المساعدات الانسانية للمدنيين المحاصرين بين قوات المعارضة والقوات الحكومية، لكنها تجد صعوبة في اقناع دمشق وداعميها في روسيا وايران.
ويقول جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الالماني : "نأمل ان تتضح رؤية روسيا، بعد انتهاء الانتخابات فيها، وترى موقفها الخاطئ تاريخيا، فالشعب السوري الذي انتفض من اجل الديمقراطية والحرية يحتاج الى تضامن المجتمع الدولي معه".
في غضون ذلك، قالت كاثرين آشتون مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي، ان اجتماع جامعة الدول العربية نهاية هذا الاسبوع سيكون فرصة للرئيس بوتين لابداء التعاون مع باقي دول العالم لتسهيل ايصال المساعدات الى المدن السورية المحاصرة، والاعتراف بان سوريا باتت بحاجة الى قيادة سياسية جديدة.
من جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند ان واشنطن ستسعى فورا الى بحث الشأن السوري مع موسكو، بعد انتهاء الانتخابات هناك.
وقالت نولاند ان واشنطن منفتحة امام تسوية متفق عليها لتحرك في اطار الاممالمتحدة، في حال توقفت موسكو عن دعم الاسد في قمعه العنيف للاحتجاجات.
الا ان تلك الاشارات لم تجدى صداها، حتى الآن في موسكو، التي ذكّر وزير خارجيتها سيرجي لافروف بدعوة موسكو التي اطلقت منذ اشهر للطرفين، الحكومة والمعارضة السورية، للجلوس الى مائدة المباحثات باتجاه تحقيق اصلاحات.
وبدوره ، وصف وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ما يجري في سوريا بالمذبحة الحقيقية وأكد في حديث لصحيفة "الوطن" السعودية أن موقف مجلس التعاون الخليجي هو دعم الشعب السوري ورفع معاناته والوقوف معه في تطلعاته.