رحبت وزيرة الخاريجية الأمريكية هيلاري كلينتون بإعلان كوريا الشمالية أنها ستوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم ووقف التجارب النووية وبرامج الصواريخ بعيدة المدى. ووصفت الولاياتالمتحدة هذا الخطوة بالإيجابية نحو نزع السلاح النووي الكامل من شبه الجزيرة الكورية.
وكانت الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية قد أعلنت الأربعاء ان بيونج يانج وافقت على تعليق أنشطتها النووية وستسمح للمفتشين بمراقبة هذا التعليق.
وقالت كلينتون ان الاعلان "يمثل خطوة اولى متواضعة على الطريق الصحيح" مشيرة إلى استمرار القلق الأمريكي تجاه البرنامج النووي الكوري الشمالي، مؤكدة في الوقت ذاته أن واشنطن "ستراقب الامر عن كثب، وستحكم على قادة كوريا الشمالية الجدد من خلال افعالهم".
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية في تصريح لها انه "لا تزال لدى واشنطن مخاوف عميقة بشان سلوك كوريا الشمالية في عدد من المجالات"، مضيفة أن الإعلان "يعكس تقدما مهما رغم محدوديته في معالجة بعض هذه المخاوف".
واضافت نولاند في بيانها ان الولاياتالمتحدة "تؤكد مجددا انه ليست لديها اية نوايا عدوانية تجاه كوريا الشمالية وانها مستعدة لاتخاذ خطوات لتحسين العلاقات الثنائية بروح من الاحترام المشترك والسيادة والمساواة"، كما دعت إلى مزيد من التواصل بين شعبي البلدين.
ومن جانبها ، أشادت وزارة الخارجية الصينية اليوم الخميس بالاتفاق، ورحبت في بيان رسمي ب"تحسن العلاقات بين كوريا الشمالية وواشنطن ومساهمتهما في حفظ السلام والاستقرار" في شبه الجزيرة الكورية.
وبدوره أكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ضرورة التحقق من "نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية".
وقال كي مون في بيان قاله المتحدث باسمه أنه يرحب " بالتقدم الإيجابي والبناء " الذي تحقق في محادثات بكين.
وأعرب الأمين العام عن امله في التزام بيونج يانج بتعهداتها واتخاذ الخطوات الأولية نحو نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وبصورة يمكن التحقق منها. وجاء اعلان كوريا الشمالية بعد محادثات بين دبلوماسيين أمريكيين وكوريين شماليين في العاصمة الصينية بكين الأسبوع الماضي كانت الأولى من نوعها منذ تولي كيم جونج أون زعامة كوريا الشمالية.
وفي المقابل، ستقوم واشنطن بوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل صفقة مساعدات غذائية لكوريا الشمالية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيونج يانج ان الولاياتالمتحدة وعدت بارسال 240 الف طن من "المساعدات الغذائية" مع احتمال ارسال المزيد إلى الدولة الشيوعية التي تعاني من نقص حاد في الاغذية منذ المجاعة التي اجتاحتها في تسعينيات القرن الماضي.
وأكدت كوريا الشمالية في بيان رسمي بثته وكالتها الرسمية للانباء أنها "وافقت على تعليق اطلاق صواريخ طويلة المدى والتجارب النووية والنشاطات النووية في يونغبيون بما فيها نشاطات تخصيب اليورانيوم".
ووعدت بيونج يانج كذلك بالسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة تعليق تخصيب باليورانيوم "فيما تستمر الحوارات المثمرة".
وقالت ان الجانبين اكدا التزامهما باتفاق سبتمبر/ أيلول 2005 الذي جرت الموافقة عليه في المحادثات السداسية التي شاركت فيها الكوريتان واليابان وروسيا والصين والولاياتالمتحدة.
ويقضي الاتفاق المذكور بتخلص كوريا الشمالية من برامجها النووية مقابل مزايا دبلوماسية واقتصادية كبيرة، والتوصل الى معاهدة سلام تنهي رسميا حالة الحرب في شبه الجزيرة الكورية.
وبموجب الاتفاق وافقت الدول الست على "احترام" رغبة كوريا الشمالية في امتلاك مفاعلات تعمل بالماء الخفيف لتوليد الكهرباء، وهي المفاعلات التي يصعب استخدامهالاغراض عسكرية.
وقالت بيونج يانج إن الجانبين الأمريكي والكوري الشمالي أقرا بان وقف اطلاق النار الذي انهى الحرب الكورية هو "حجر الزاوية للسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية الى حين التوصل الى معاهدة سلام".
يشار إلى أن برنامج التخصيب الذي كشف عنه أول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 يمكنه إضافة إلى برنامج البلوتونيوم الذي تملكه بيونج يانج أن يمنح الدولة الشيوعية القدرة على صنع اسلحة نووية.
وقالت كوريا الشمالية ان واشنطن عرضت مناقشة رفع العقوبات وتزويد كوريا الشمالية بمفاعلات تعمل بالماء الخفيف لتوليد الكهرباء كأولوية عند استئناف المحادثات السداسية.
وهدفت محادثات بكين الى اقناع كوريا الشمالية بالعودة الى المحادثات السداسية التي انسحبت منها في أبريل/يسان 2009.
وأجرت بيونج يانج تجربتها الثانية على الأسلحة النووية بعد ذلك بشهر، بعد أن اجرت التجربة الاولى في العام 2006.
والجدير بالذكر انه ترددت أنباء في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي بأن الجانبين يقتربان من التوصل إلى اتفاق إلا أن وفاة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج-ايل اعاقت ذلك.
ويعد هذا الاتفاق هو أول عمل في مجال السياسية الخارجية لكيم جونج أون ، إلا أنه لم يتضح بعد دوره في التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.